الأخبار
الدكتور سلطان بركات متحدثًا رئيسيًا في برلين حول تعزيز الشراكات بين دول الشرق الأوسط أفريقيا
قام الدكتور سلطان بركات، الأستاذ بكلية السياسات العامة والأستاذالزائر المتميز في مركز قطر وجنوب إفريقيا للسلام والتفاهم الثقافي التابع لجامعة جوهانسبرغ، بزيارة استراتيجية إلى برلين خلال الفترة من 3 إلى 5 نوفمبر 2025، وذلك ضمن مبادرة بحوث الشراكات المتغيرة بين غرب آسيا وإفريقيا جنوب الصحراء (WASSAP). وتم تنظيم هذه المبادرة بالشراكة مع مركز الأبحاث التطبيقية CARPO وبدعم من مؤسسة روبرت بوش، بهدف تعزيز الحوار حول كيف يؤثر تحوّل العلاقات بين دول الشرق الأوسط وأفريقيا جنوب الصحراء على دور الدول الأوروبية وألمانيا في المنطقة.
وخلال زيارته، عقد الدكتور سلطان لقاءات تشاورية مع كبار صانعي السياسات والمحللين الألمان. كما شارك في اجتماعات بالمعهد الألماني للشؤون الدولية والأمنية، ووزارة الخارجية الاتحادية، ووزارة الاقتصاد والطاقة، حيث ركزت المناقشات على العلاقات الدبلوماسية، والاقتصادية، والأمنية المتنامية بين دول الخليج والدول الإفريقية وبحثت انعكاساتها على التوجهات الاستراتيجية الأوروبية في ظل التغيرات الراهنة في موازين القوى العالمية.
وجاء اجتماع المائدة المستديرة للخبراء الذي استضافته مؤسسة روبرت بوش ضمن أبرز ما تضمنته الزيارة، حيث شارك الدكتور سلطان بركات بصفته المتحدث الرئيسي في جلسة ناقشت آليات إعادة تشكيل مشاركة دول الخليج في الوكالة الأفريقية والدبلوماسية الإقليمية والتحول نحو التعددية القطبية. كما ناقش المشاركون فرص التعاون الثلاثي البناء بين ألمانيا، ودول الخليج، والدول الأفريقية.
الدكتور سلطان بركات متحدثًا رئيسيًا في برلين حول تعزيز الشراكات بين دول الشرق الأوسط أفريقيا
جامعة حمد بن خليفة توقع اتفاقية تعاون مع المدرسة العليا للاقتصاد بجامعة البحوث الوطنية في روسيا
جامعة حمد بن خليفة تستعرض ابتكاراتها وتميّزها الأكاديمي في قمّة وايز 2025
جامعة حمد بن خليفة تعقد مؤتمرًا عالميًا حول تعزيز الاستثمار والتنمية المستدامة
جامعة حمد بن خليفة تعقد مؤتمر رابطة السياسات العامة والإدارة في الشرق الأوسط 2025
الرؤى
علاج ندوب السمنة الأيضية
تُعد السمنة إحدى أهم التحديات الصحية في دولة قطر، إذ تؤثر على أكثر من 70% من البالغين ونحو نصف الأطفال. ولا يكمن التحدي الحقيقي في فقدان الوزن، بل يتمثل في الحفاظ على الوزن المفقود، ويرجع ذلك لظاهرة بيولوجية قوية تُعرف باسم الذاكرة الجينية للخلايا الدهنية، حيث تدفع هذه "الذاكرة" الجسم لاستعادة الوزن المفقود.
كما تشير الأبحاث الحديثة إلى أن التغيرات الموروثة في التعبير الجيني، وتحديدًا التعديلات اللاجينية التي لا تُغير من تسلسل الحمض النووي، ولكنها تؤدي دورًا حاسمًا في استمرار السمنة وتطور مرض السكري من النوع الثاني. وبالنظر إلى أن دولة قطر تعتبر إحدى الدول الأعلى في معدلات السمنة والسكري حول العالم، فإن فهم هذا التحدي يمثل أولوية صحية ملحة.
تحدي السمنة في قطر
تواجه دولة قطر واقعًا صحيًا فريدًا؛ نسبة لارتفاع معدلات زواج الأقارب (54%) وأنماط الحياة غير الصحية، مما يزيد من القابلية الوراثية للإصابة بالأمراض ويجعل الوقاية من السمنة أمرًا أكثر صعوبة. كما تشهد البلاد زيادة كبيرة في معدلات السكري من النوع الثاني، لا سيما بين الأفراد الذين يعانون من السمنة. وللتصدي لهذا التحدي، ينبغي أن تركز الجهود على برامج الحمية الغذائية والتمارين التقليدية ودراسة العوامل البيولوجية التي تؤدي إلى زيادة الوزن والسكري.
فعلى سبيل المثال، لا تعد الخلايا الدهنية مجرد مخازن للدهون، فهي تعمل كمنظِّمات للغدد الصماء التي تُفرز الهرمونات والإشارات التي تؤثر على الشهية، والعمليات الأيضية، وتحارب الالتهابات وحساسية الإنسولين. وعندما يكتسب شخص ما وزنًا زائدًا، تكبر هذه الخلايا وتتعرض للإجهاد، مما يؤدي إلى الإصابة بالالتهابات واختلال وظائف الميتوكوندريا ومقاومة الإنسولين. والأهم من ذلك، هو أن الخلايا الدهنية تحتفظ بـ "ذاكرة" لأنماط الأكل والعمليات الأيضية السابقة من خلال تعديلات لاجينية، لذا، وحتى بعد فقدان الوزن، فإن التغيرات الجينية المستمرة تجعل هؤلاء الأفراد أكثر عرضة لاستعادة الوزن المفقود وحدوث المضاعفات الأيضية، ويفسر هذا سبب فشل الأساليب التقليدية لإنقاص الوزن في تحقيق نتائج دائمة.
الذاكرة اللاجينية: الأسس البيولوجية للسمنة
علم الجينات هو الآلية الكامنة وراء هذه الذاكرة الخلوية، والتي تنطوي على تغييرات موروثة تُجسد كيفية عمل الجينات دون تغيير تسلسل الحمض النووي. وفي حالات السمنة، تبرمج هذه الآليات الخلايا الدهنية لتخزين الدهون بكفاءة أعلى ومقاومة الإنسولين، في حين تعرقل عمل الجينات التي تساعد الجسم على حرق الطاقة. وحتى بعد فقدان الوزن، يمكن للجسم أن "يتذكر" حالته السابقة من السمنة ويميل للعودة إليها. وهذا يفسر ارتفاع معدلات الانتكاس بعد التدخلات التقليدية، ولماذا تُعد السمنة الآن حالة مزمنة قابلة للانتكاس بدلًا من كونها مرضًا قصير الأمد.
وفي دولة قطر، تُعد السمنة بين الأطفال أمرًا شائعًا، وتؤدي التغيرات اللاجينية الناتجة عنها إلى تسريع خطر الإصابة بالسكري المبكر. ورغم أن ذلك يمثل تحديًا صحيًا كبيرًا، إلا أنه يفتح أيضًا آفاقًا جديدة. إذ تُظهر الأدلة الحديثة أن التدخلات السلوكية مثل النشاط البدني المنتظم والأنظمة الغذائية الغنية بالعناصر المضادة للالتهابات يمكن أن تُعيد تشكيل هذه العلامات اللاجينية تدريجيًا، مما يُخفف من الأثر الطويل الأمد للسمنة. وفي الوقت نفسه، يعمل الباحثون والعلماء على تطوير علاجات دوائية مبتكرة وأساليب تستهدف المسارات اللاجينية.
إن معالجة السمنة في دولة قطر تتطلب وضع استراتيجية شاملة تتضمن محورين رئيسيين: أولًا، تظل أنماط الحياة أمرًا ضروريًا يجب تصميمها بما يتوافق مع التأثيرات اللاجينية. ثانيًا، إتاحة النظام الصحي المتقدم في دولة قطر، بما في ذلك المرافق مثل (قطر بيوبنك)، وهو منصة تعنى بتطبيقات الطب الدقيق حيث تُستخدم المؤشرات الجينية واللاجينية لتوجيه وتخصيص التدخلات الفردية. وأخيرًا، فإن أهم ما يمكن تحقيقه على المدى الطويل هو الوقاية التي تبدأ في وقت مبكر من الحياة. ونظرًا لأن الجينوم اللاجيني للأطفال يتميز بمرونته العالية، فإن السياسات التي تُعزز صحة الأم، والرضاعة الطبيعية، والتغذية الصحية في مرحلة الطفولة يمكن أن تساهم في تعزيز المقاومة ضد السمنة والأمراض الأيضية.
وإن السمنة ليست مجرد تراكم للوزن الزائد، بل هي تراكم لذاكرة لاجينية تُقيد الجسم في حالة من زيادة الوزن واختلال الأيض. وبالنسبة لدولة قطر، يُمثل هذا الفهم العلمي دعوة قوية للعمل. ويمكن لدولة قطر حماية سكانها من عبء المرض المتزايد، وتقديم نموذج عالمي في الرعاية الصحية القائمة على العلم، والاستثمار في رفاه الأجيال القادمة من خلال تعزيز البحث في علم الوراثة اللاجينية للخلايا الدهنية ودمج هذه الرؤى في نظام الرعاية الصحية.
* هذا المقال من تأليف الدكتورة ألفة خليفة، زميل باحث بمعهد قطر لبحوث الطب الحيوي في جامعة حمد بن خليفة.
* تنشر إدارة الاتصال بجامعة حمد بن خليفة هذا المقال بالنيابة عن مؤلفته، والأفكار والآراء الواردة فيه تعبر عن الكاتبة ولا تعكس بالضرورة الموقف الرسمي للجامعة.
عندما تلتقي الخوارزميات بعلم الأورام: الدور المتنامي للذكاء الاصطناعي في علاج سرطان الثدي