البحوث في معهد قطر لبحوث الطب الحيوي
اكتشاف وتطوير استراتيجيات للتشخيص المبكر والعلاج للاضطرابات العصبية، وخاصة اضطراب التوحد، في قطر وعلى المستوى الدولي.
تطبيق نتائج الأبحاث في صياغة استراتيجيات للوقاية والتشخيص والعلاج من مرض السكري والاضطرابات المرتبطة به في قطر وخارجها.
تطوير وسائل تشخيص واستراتيجيات علاجية لتحسين رعاية مرضى السرطان، مع تركيز خاص على سرطان الثدي في قطر والمنطقة.
الأخبار والرؤى
ما وراء الملصق: المخاطر الخفية للمكملات الغذائية
تحوّلت المكمّلات الغذائية خلال السنوات الأخيرة إلى جزءٍ أساسي من الروتين اليومي للكثيرين، إذ تزدحم رفوف المتاجر والصالات الرياضية ومواقع الإنترنت بتشكيلة واسعة من الأقراص، والمساحيق، والكبسولات التي تدّعي تعزيز المناعة، أو المساعدة على إنقاص الوزن، أو الوقاية من الأمراض.
وتلقى منتجات، مثل الفيتامينات المتعددة، ومساحيق البروتين، والكرياتين، والمستخلصات العشبية، وما يُسمى بالعلاجات الطبيعية، رواجًا بين الملايين، وهو اتجاهٌ يغذيه الوعي الصحي المتزايد والدعاية التسويقية المكثفة. ورغم أن هذه المنتجات تبدو مفيدة، إلا أن مزاياها المفترضة كثيرًا ما تحجب مخاطر حقيقية، خاصة عند استخدامها بطريقة غير مسؤولة أو دون استشارة طبية.
الاستخدام الشائع
ومن الممكن إرجاع الاستخدام المتزايد للمكملات الغذائية إلى عدة أسباب؛ حيث غالبًا ما يدفع ارتفاع الوعي الصحي الكثيرين إلى البحث عن طرق مختصرة للاستمتاع بصحة جيدة، على أمل أن تعوّض الكبسولات عن النظام الصحي غير المتوازن أو تساعد في تعزيز الطاقة.
كما تسهم ثقافة السعي لتحقيق اللياقة البدنية وما تقدمه وسائل التواصل الاجتماعي في ترسيخ هذه التوجهات، حتى أصبحت منتجات مثل مخفوقات البروتين، وحارقات الدهون، وشاي الديتوكس (مشروبات تنقية الجسم من السموم)، تبدو أساسية للحصول على قوام مثالي أو نمط حياة عصري. وتساعد سهولة الحصول على هذه المنتجات، حيث يمكن الحصول عليها دون الحاجة إلى وصفة طبية وتوصيلها إلى المنازل مباشرة، في تعزيز انتشارها على نطاق أوسع مقارنة بالأدوية الخاضعة للرقابة. إلى جانب ذلك، ما تزال المعتقدات الثقافية الراسخة تدعم فكرة أن العلاج بالأعشاب أكثر أمانًا من الأدوية الكيميائية، رغم ضعف الأدلة العلمية التي تؤكد ذلك.
ومن الممكن أن تسهم المكملات الغذائية، عند استخدامها بالطريقة الصحيحة، في تلبية بعض الاحتياجات العلاجية الأساسية؛ فالكالسيوم وفيتامين "د" يساهمان في تقليل خطر الإصابة بهشاشة العظام، بينما يعد الحديد عنصرًا أساسيًا لعلاج فقر الدم، كما يساعد حمض الفوليك في حماية الأجنة خلال مراحل النمو، وتساعد مساحيق البروتين الرياضيين على التعافي بعد التمارين الشاقة، كما تلبي الاحتياجات الغذائية الخاصة لدى البعض. ويمكن أن تؤدي المكملات الغذائية أغراضًا علاجية ناجعة، إذا ما تم استخدامها تحت إشراف طبي، إلا أن المخاطر قد تظهر عند استخدامها دون إشراف أو معرفة كافية، الأمر الذي قد يؤدي إلى حدوث آثار جانبية خطيرة أو إخفاء مشكلات صحية غير معروفة.
مخاطر الجرعات الزائدة والتفاعل مع أدوية أخرى
ويعد تناول جرعات زائدة من المكملات الغذائية من أبرز التحديات الصحية المرتبطة بها. وبخلاف الغذاء الطبيعي؛ تحتوي هذه المكملات على تركيزات مرتفعة من العناصر الغذائية، مما يزيد من احتمالية سُميتها. فقد تلحق الجرعة الزائدة من فيتامين "أ" الضرر بالكبد كما قد تسبب تشوهات خلقية، فيما يؤدي الإفراط في تناول فيتامين "د" إلى اضطراب في توازن الكالسيوم في الدم، مما قد يُفضي إلى فشل كلوي وحدوث مشاكل في القلب. ورغم أهمية الحديد للجسم؛ إلا أن تناوله دون وجود نقص فعليّ قد يكون ضارًا، فالكثير من الناس يتناولونه بناء على أعراض يظنونها ناتجة عن نقص الحديد في الدم دون إجراء الفحوصات الطبية اللازمة. وتُظهر هذه الأمثلة بوضوح كيف يمكن للمكملات الغذائية، التي من المفترض أن تكون نافعة، أن تتحول إلى مصدر أذى في غياب الإشراف الطبي.
ويعد تفاعل المكملات الغذائية مع الأدوية الموصوفة طبيًا أحد أبرز الأخطار المحتملة، فالاعتقاد السائد بأن "المواد الطبيعية" تعد مصدرًا آمنًا للتداوي هو اعتقاد مضلل. فعشبة القديس يوحنا، على سبيل المثال، تقلل من فعالية موانع الحمل، ومضادات الاكتئاب، وأدوية نقص المناعة المكتسبة. وتزيد نبتة الجنكة بيلوبا، من احتمالية حدوث النزيف عند تناولها مع مسيلات الدم، كما يمكن لفيتامين "ك" أن يبطل مفعول مضادات التخثر مثل أدوية الوارفارين. ولا يتم اكتشاف معظم هذه التفاعلات إلا بعد حدوث مضاعفات خطيرة. بالإضافة إلى ذلك، ترتبط المكملات الغذائية الخاصة ببناء الأجسام وإنقاص الوزن بمشاكل الكلى والكبد، الأمر الذي قد يتطلب إدخال المريض إلى المستشفى أو حتى زراعة أو استبدال الأعضاء في بعض الأحيان. ويعتبر الشباب أكثر عرضة لهذه المشاكل، بسبب الحملات الدعائية المكثفة التي تغريهم بوعود سريعة ومضللة.
إخفاء المشاكل الصحية الكامنة
من ناحية أخرى قد تؤدي المكملات إلى إخفاء أمراض خطيرة، فقد يظن شخص يعاني من الإرهاق المزمن أنه مصاب بنقص الحديد، فيبدأ في تناوله دون استشارة الطبيب، متجاهلًا احتمالية أن يكون الأمر أكثر خطورة، كأن تكون المشكلة ناجمة عن اضطرابات الغدة الدرقية أو السرطان، وقد يؤخر هذا التشخيص الذاتي التدخل الطبي اللازم و ويترك المرض الحقيقي دون علاج. وتزداد خطورة المشكلة بسبب ضعف الرقابة على صناعة المكملات الغذائية. فعلى العكس من صناعة الأدوية، تصل الكثير من المكملات الغذائية إلى الأسواق دون إخضاعها لاختبارات صارمة للسلامة والفعالية. وقد كشفت دراسات وتحقيقات عن وجود منتجات ملوثة بالمعادن الثقيلة أو إضافات غير آمنة، فضلًا عن تباين في الجرعات والمكونات، وهي مشكلات شائعة خاصة في المنتجات التي تُشترى عبر الإنترنت، دون رقابة جودة كافية.
التسويق وتأثير وسائل التواصل الاجتماعي
ويرتبط ازدهار سوق المكملات الغذائية بالحملات التسويقية المكثفة التي تضخ فيها الشركات مبالغ طائلة، مستعينة بمؤثري وسائل التواصل الاجتماعي للترويج لبعض المنتجات باعتبارها الطريق الأسرع للنجاح والجاذبية الجسدية. وغالبًا ما تكون هذه الإعلانات مدفوعة ومعدة بعناية، حيث تتضمن صورًا درامية قبل وبعد الاستخدام، مصحوبة بشهادات مبالغ فيها، وغالبًا ما تكون ملفقة وغير حقيقية. ويساعد هذا الأسلوب العاطفي في إقناع المستهلك بأنه بحاجة لهذه المكملات ولا يستطيع الاستغناء عنها، فيما يخفي المخاطر الحقيقية لاستخدامها. وبالنسبة لكثير من الشباب، يغلب إغراء بريق النتائج الفورية على التفكير المنطقي السليم.
ويعد طلاب الجامعات من أكثر الفئات عرضة لهذه التأثيرات، فقد يدفعهم الإجهاد والضغوط الأكاديمية للاعتماد على منتجات تحفيز الطاقة أو المكملات الغذائية المعززة للتركيز، كما تشجعهم ثقافة اللياقة البدنية وتأثير الأقران على تجربة مساحيق البروتين أو عقاقير حرق الدهون دون استشارة المتخصصين، وتفاقم محدودية المعرفة الطبية لديهم، إلى جانب الإعلانات الموجهة بعناية، من احتمالات تعرضهم لمشاكل صحية مزمنة. لتصبح هذه الفئة العمرية سوقًا مثاليًا لشركات المكملات الغذائية التي تسعى لبناء قاعدة عملاء دائمين مدى الحياة.
ويؤدي مقدمو الرعاية الصحية دورًا محوريًا في الحد من تلك المخاطر، حيث ينبغي على الأطباء والصيادلة وخبراء التغذية توعية المرضى حول حقيقة المكملات الغذائية، مع التأكيد على أن "الطبيعي" لا يعني "الآمن" بالضرورة. وينبغي الاستفسار عند استخدام المكملات الغذائية ومراقبة أي تفاعلات محتملة مع أدوية أخرى، على أن تستند التوصيات إلى الممارسات القائمة على الأدلة العلمية، ولا ينبغي التوصية بأي مكمل غذائي ما لم تثبت الأبحاث سلامته وفعاليته. أما بالنسبة للطلاب والجمهور بوجه عام، فمن الأفضل تجنب تناول المكملات دون وصفة.
ويعكس الانتشار الواسع للمكملات الغذائية مزيجًا من الاحتياجات الصحية الحقيقية والدعاية التجارية المضللة، ورغم أن بعض المكملات الغذائية تقدم فوائد طبية حقيقية، إلا أن أساليب الترويج والاستهلاك غير المنضبطة تعرّض الكثير من المستهلكين للجرعات الزائدة، والتفاعلات الدوائية الخطيرة، وتلف الأعضاء والاستغلال التجاري، كما تسهم وسائل التواصل الاجتماعي والحملات التسويقية في طمس الخط الفاصل بين الحقيقة والوهم، لا سيما بين فئة الشباب.
ومن هنا فإن تعزيز الوعي، وتشجيع التفكير النقدي، وترسيخ الممارسات الصحية القائمة على الأدلة، من شأنها حماية الأفراد من هذه المخاطر، وضمان استخدام المكملات الغذائية في إطار طبي مدروس، لا كبديلٍ عن الغذاء المتوازن، وتحت إشراف متخصصين.
*هذا المقال من تأليف الدكتور عبدالإله الرضواني، عالم أول في مركز بحوث السكري بمعهد قطر لبحوث الطب الحيوي، وأستاذ مشارك في كلية العلوم الصحية والحيوية بجامعة حمد بن خليفة.
عندما تلتقي الخوارزميات بعلم الأورام: الدور المتنامي للذكاء الاصطناعي في علاج سرطان الثدي
معهد قطر لبحوث الطب الحيوي بجامعة حمد بن خليفة يختتم فعاليات شهر التوعية بسرطان الثدي
من التشخيص إلى العلاج: كيف يساهم الذكاء الاصطناعي في تحسين رعاية مرضى سرطان الثدي
جامعة حمد بن خليفة تنظم برامج صيفية تفاعلية في كُلياتها ومراكزها البحثية
معهد قطر لبحوث الطب الحيوي يختتم النسخة التاسعة من برنامجه الصيفي للبحوث
معهد قطر لبحوث الطب الحيوي يعزز الوعي العام باضطراب التوحد من خلال المبادرات البحثية والعمل المجتمعي
مقال علمي لمعهد قطر لبحوث الطب الحيوي يحظى بالتميز ويحقق معامل تأثير مرتفع
فريق معهد قطر لبحوث الطب الحيوي يفوز في الدورة الأولى من يوم عرض المشاريع ببرنامج مِجهر
الشركاء
كمركز عالمي للبحوث الطبية الحيوية والتحويلية، يواصل معهد قطر لبحوث الطب الحيوي الاستفادة الفعالة وتحقيق المصالح المشتركة من خلال الشراكات وأوجه التعاون طويلة الأجل مع المؤسسات الوطنية والدولية المرموقة.
الفعاليات
يُعنى معهد قطر لبحوث الطب الحيوي بمعالجة التحديات الصحية الملحة في المنطقة. وإدراكًا منا لضعف تمثيل السكان العرب في مجال البحوث، تمتد مهمتنا إلى خارج الحدود. حيث نسعى إلى الارتقاء بمعهد قطر لبحوث الطب الحيوي ليصبح رابطة عالمية في مجال أبحاث الطب الحيوي والبحوث التطبيقية، معززين بذلك تعاونًا عالميًا مكثفًا. كلي فخر بمساعينا التي تدفعنا نحو تعزيز الرعاية الصحية في قطر وخارجها.
الدكتور عمر البغا
المدير التنفيذي بالإنابة
يتميز معهد قطر لبحوث الطب الحيوي ببنى تحتية متعددة التخصصات، ويهدف إلى تعزيز إدارة الرعاية الصحية لمرضى السكري، والسرطان، والاضطرابات العصبية، من خلال إجراء أبحاث متقدمة وتحويل الاكتشافات العلمية إلى تطبيقات سريرية، وبالتالي تحسين صحة المريض، وتوسيع نطاق تطبيق الطب الدقيق.
بصفتي المدير العلمي لمركز بحوث السكري، أطمح إلى الارتقاء بالمركز إلى مستوى جديد يتماشى مع المعايير العلمية العالمية، وتحفيز التعاون الدولي، وتحقيق تقدم كبير في الرعاية الدقيقة لمرضى السكري، وتطوير استراتيجيات فعالة للوقاية والتدخل في الاضطرابات الأيضية مثل السمنة.
الدكتور كونج وانج
باحث رئيسي والمدير العلمي، مركز بحوث السكري
يتمتع معهد قطر لبحوث الطب الحيوي بمكانة فريدة ضمن مجال البحث والتطوير في الطب الحيوي في قطر، ويمثل ركيزة أساسية في الأبحاث العلمية المتميزة، والابتكار الريادي، والتطبيقات السريرية في مجالات السرطان والسكري والاضطرابات العصبية، والتي تُعد من أبرز التحديات الصحية والاحتياجات غير الملبّاة لدى السكان المحليين. بصفتي مديرًا لمركز البحوث التطبيقية للسرطان التابع لمعهد قطر لبحوث الطب الحيوي، أطمح إلى تعزيز تطور وتطبيقات طب الأورام الدقيق في قطر. كما أهدُف إلى تعزيز التعاون على مختلف المستويات، والارتقاء بالأبحاث الأساسية والتطبيقية والسريرية في المركز، وذلك بهدف تقديم اكتشافات رائدة وعلاجات لمرضى السرطان.
الدكتور فلاديمير كاتانايف
المدير العلمي، مركز البحوث التطبيقية للسرطان