تقول جامعة حمد بن خليفة إن قطر نظمت 176 فعالية رياضية منذ 2005

20 عامًا من استضافة الفعاليات الرياضية: كم هدفًا أحرزت قطر؟

14 فبراير 2024

بقلم/ الدكتور كريستوس أناجنوستوبولوس والدكتورة كاميلا سوارت أريس

متسابقون يستعدون لسباق جري

تُعد دولة قطر واحدة من الدول القليلة التي تحتفل بعطلة وطنية مخصصة لدعم الرياضة وتعزيز نمطٍ صحيٍ للحياة؛ فوفقًا للقرار الأميري رقم (80) لعام 2011، تم تخصيص يوم الثلاثاء الثاني من شهر فبراير، اعتبارًا من عام 2012، يومًا رياضيًا للدولة.

واحتفاءً بالنسخة الثالثة عشر من اليوم الرياضي للدولة هذا العام، تم تكليف أساتذة وطلاب في برنامج ماجستير العلوم في إدارة الأنشطة الرياضية والفعاليات، في كلية العلوم والهندسة بجامعة حمد بن خليفة، بالإجابة على سؤالٍ بسيط ولكنه يحمل دلالةً وأهميةً كبيرتيْن: كم عدد الفعاليات الرياضية التي استضافتها دولة قطر منذ عام 2005، عندما أقيمت فيها دورة ألعاب غرب آسيا الثالثة كحدث تجريبي قبل استضافة دورة الألعاب الآسيوية 2006؟

وقاد المشروع الدكتور كريستوس أناجنوستوبولوس، الأستاذ المساعد في برنامج إدارة الأنشطة الرياضية والفعاليات ومدير كرسي اليونسكو للحوكمة والمسؤولية الاجتماعية في الرياضة، بدعمٍ من الدكتورة كاميلا سوارت أريس، الأستاذة المشاركة ومديرة برنامج ماجستير العلوم في إدارة الأنشطة الرياضية والفعاليات، حيث شارك في التنفيذ كلٌ من حصة هادي الهاجري وفرح زياد علي، الطالبتان في السنة الثانية والأولى، على التوالي، في برنامج الماجستير آنِف الذكر.

ومن خلال استعراض البيانات المتاحة التي سبق نشرُها، قام فريق البحث بتصنيف الفعاليات التي استضافتها قطر إلى فئات إقليمية ودولية، وفئات الرياضات الجماعية والفردية، والفئات المستندة إلى نوع الرياضة، ومنذ عام 2005، استضافت قطر 176 حدثًا رياضيًا رفيع المستوى، من ضمنها 101 حدثًا إقليميًا و76 حدثًا دوليًا، ومن الملحوظ أن الدولة أظهرت ميلًا لاستضافة الفعاليات الرياضية الجماعية، حيث استضافت 50 فعالية جماعية إقليمية (مقابل 31 فعالية فردية) و63 فعالية جماعية دولية (مقابل 32 فعالية فردية).

وتُظهر هذه البيانات التطورَ السريع الذي تشهده قطر لتصبح وجهة رئيسية للفعاليات الرياضية في مختلف المجالات، والتي كان أبرزها كأس العالم لكرة القدم 2022، حيث كانت تلك المرة الأولى التي تستضيف فيها دولة إسلامية وشرق أوسطية أهم بطولات كرة القدم، وإلى جانب كرة القدم، تركت قطر بصمة لا تُنسى في رياضة التنس باستضافتها 15 حدثًا آسيويًا وعالميًا بارزًا، بما في ذلك بطولة قطر المفتوحة للتنس (قطر اكسون موبيل المفتوحة)، التي يستعرض فيها كبار النجوم مواهبهم على الدوام.

كذلك أرستْ قطر نفسها كمركزٍ لكرة السلة، حيث استضافت 10 بطولات كبرى، تتراوح بين بطولاتٍ قارية إلى تصفيات كأس العالم، ومن الجدير ذكرُه أن الاتحاد القطري لكرة السلة قد حصل على حقوق استضافة كأس العالم لكرة السلة 2027، ودعونا لا ننسى أن اليوم الرياضي للدولة هذا العام يتزامن مع استضافة الدوحة لبطولة العالم للألعاب المائية 2024، وهو الحدث العالمي الأبرز في مجال الرياضة المائية.

وتشتهر دولة قطر بتنظيم الفعاليات متعددة الرياضات، مثل النسخة التاسعة من الدورة الرياضية للجامعات ومؤسسات التعليم العالي بدول مجلس التعاون الخليجي، والفعاليات التي حطمت الأرقام القياسية مثل دورة الألعاب الآسيوية لعام 2006، وبالإضافة إلى استضافة 38 فعالية متعددة الرياضات، قامت الدولة أيضًا بتنظيم العديد من الفعاليات العالمية المستقلة في مختلف الرياضات، مثل ركوب الدراجات الهوائية والإبحار والبلياردو والرماية والمبارزة وغيرها، وأضِف إلى ذلك 5 بطولات في الرياضات القتالية، ونفس العدد من مسابقات الإسكواش رفيعة المستوى، إلى جانب 8 بطولات كُبرى في رياضة الكريكت، وهنا يتيسّر لك أن تدرك لماذا تتمتع قطر بسُمعة مزدهرةٍ لا تشوبها شائبة في عالم تنظيم الفعاليات الرياضية بمهارةٍ واحترافية.

وتُؤكّد هذه الصورة بشكلٍ ملموس أن دولة قطر قد أرست لنفسها مكانةً راسخة كلاعبٍ أساسي في الساحة الرياضية العالمية، بما يتماشى مع رؤيتها الوطنية 2030، التي تركّز على التنوّع الاقتصادي والمبادرات البيئية والتنمية البشرية والتقدم الاجتماعي، ويظهر بوضوح أن الرياضة كانت إحدى الركائز الأساسية لتنفيذ هذه الرؤية، ووفقًا لاستراتيجية التنمية الوطنية الثالثة 2024-2030، تهدف قطر إلى تلبية أوجه الطلب المتزايد في سوق السياحة الرياضية المتنامي، ومما لا شك فيه أنّ مستقبل الرياضة في قطر مشرق، لذا دعونا نستقبل اليوم الرياضي للدولة هذا العام بفخرٍ واعتزاز بما قدمته الدولة للرياضة وبما حصدَتْهُ من إنجازات على المستويين الدولي والإقليمي.

*الدكتور كريستوس أناجنوستوبولوس أستاذ مساعد في برنامج ماجستير العلوم في إدارة الأنشطة الرياضية والفعاليات في كلية العلوم والهندسة بجامعة حمد بن خليفة.

*الدكتورة كاميلا سوارت أريس أستاذة مشاركة ومديرة برنامج ماجستير العلوم في إدارة الأنشطة الرياضية والفعاليات في كلية العلوم والهندسة بجامعة حمد بن خليفة.

** جميع الأفكار والآراء الواردة في هذا المقال تُعبر عن مؤلفيْها، ولا تعكس بالضرورة الموقف الرسمي للجامعة.