من كوفيد-19 إلى طوكيو 2021: كيف سيعود الرياضيون إلى مضامير
Hamad Bin Khalifa University

التميز من كوفيد-19 إلى طوكيو 2021: كيف سيعود الرياضيون إلى مضامير المنافسات؟

الدكتور ناثان تاونسند

ما هو تأثير تأجيل عقد دورة الألعاب الأولمبية الصيفية بطوكيو إلى يوليو 2021 على جداول تدريب الرياضيين؟ ومع تخفيف الإغلاق تدريجيًا، كيف ستتطور تدريباتهم وتكيفهم واستعداداتهم على المدى الطويل للمشاركة في أكبر حدث رياضي في العالم؟

تسبب انتشار فيروس كوفيد-19 في إرباك مخططات عقد الفعاليات الرياضية العالمية، حيث تعرضت العديد من الفعاليات للتأجيل أو أٌلغيت تمامًا. وكانت الضحية الأكثر شهرة لهذا الارتباك هي دورة الألعاب الأولمبية الصيفية في طوكيو، التي أُجِّلت لتقام في شهر يوليو 2021. وفي محاولة للحد من انتشار العدوى، أُغلقت الملاعب أيضًا أمام المتفرجين بينما فرضت المنظمات الوطنية والدولية قيودًا على الحصص التدريبية الفردية والجماعية. ولا تزال إجراءات الإغلاق الحكومية وتدابير التباعد الاجتماعي وغيرها من الإجراءات تمنع العديد من الرياضيين من الوصول إلى الصالات الرياضية والمرافق الأخرى.

ويعكس إغلاق المواقع الرياضية بدوره تزايد الأدلة على أن فيروس كوفيد-19 يمكنه الانتقال في جزيئات الهباء الجوي التي يقل قطرها عن 5 ميكرومتر. ويمكن أن تبقى هذه الجزيئات في الهواء لفترات طويلة من الزمن ويمكن أن تنتقل عبر مسافات تزيد عن متر واحد. ونتيجة لذلك، حُرم مئات الآلاف من الرياضيين الهواة والمحترفين في جميع أنحاء العالم من الوصول إلى أماكن التدريب ونظامهم التدريبي المعتاد. ويمثل هذا الوضع تحديًا على وجه الخصوص للرياضيين المقيمين في البلدان الحارة حيث لا تؤدي الظروف الجوية الخارجية إلى ممارسة تمارين عالية الكثافة خلال أشهر الصيف.

وقد يؤدي تقليص ساعات التدريب لفترات طويلة أو توقف الرياضيين عن اتباع نظام تدريبهم اليومي والأنشطة المرتبطة به إلى حدوث تراجع كبير في محفزات التدريب وتدهور جودتها، وبالتالي تعريضهم للآثار السلبية الناجمة عن عدم التدريب. بالإضافة إلى ذلك، يتدرب العديد من الرياضيين وفقًا لمبدأ الفترات الزمنية، وعادة ما تأخذ هذه الفترات شكل دورة سنوية تتضمن مراحل بعينها مثل التدريب بعد انتهاء الموسم، والاستعدادات الأولية، وخوض المنافسات التحضيرية والمشاركة في المسابقات الرياضية الأساسية. ومن الطبيعي أن يتعرض الرياضيون لفترات من الحمل التدريبي المنخفض بعد المشاركة في منافسات مهمة مثل دورة الألعاب الأولمبية. ويمكن القول إن مجرد التأكيد على أن فيروس كوفيد-19 قد تسبب في ارتباك إيقاع الحصص التدريبية هو أقل ما يمكن قوله عن الوضع الحالي.

وعادةً ما يتابع الرياضيون الأولمبيون دورات تدريبية مكثفة بواقع دورة واحدة أو اثنتين سنويًا بحيث تتزامن مع مواعيد انعقاد المنافسات الوطنية والدولية. وعلى مدار الدورة التدريبية التحضيرية التي تستمر لمدة أربع سنوات استعدادًا للمشاركة في منافسات دورة الألعاب الأولمبية، قد يكون هناك نمط تصاعدي وتدريجي للحمل التدريبي يصل إلى ذروته خلال السنة التي تشهد انطلاق هذه المنافسات. وبالتالي، فإن تأجيل أولمبياد طوكيو يفرض على الرياضيين مواصلة برامجهم التدريبية ولكن مع إدخال سنة إضافية لاتباع دورة تدريبية مدتها خمس سنوات. وهناك تعقيد آخر وهو أن النقص الحالي في المنافسات التي تؤثر على بعض الألعاب الرياضية يُسهل بشكل كبير من عملية إعادة التركيز على خطط التدريب السنوية إلى الحد الذي يجعل من فترة الإغلاق تبدو مثل فترة راحة بعد انتهاء الموسم. 

وللتغلب على ذلك، يجب على الرياضيين الذين يمارسون رياضات التحمل والقوة التفكير في استخدام طريقة "فترات التدريب المكثفة". وقد أصبح هذا النهج، الذي طُرِح تصوره خلال فترة السبعينيات، شائعًا بشكل متزايد في السنوات الأخيرة بعد إظهار مجموعة من الدراسات العلمية المتعلقة به لنتائج مشجعة. وتعتمد فترات التدريب المكثفة على التدريب المُرَكَز الذي يستهدف تطوير قدرات مختلفة، مثل القوة الهوائية، والسعة اللاهوائية، والقوة القصوى، والطاقة المتفجرة. وعادة ما يُنَفَذ هذا البرنامج في شكلة سلسلة من التدريبات تستمر من أسبوع إلى أربعة أسابيع.

وقد جرى تطوير نهج فترات التدريب المكثفة للتغلب على القيود المتصورة لأساليب التدريب التقليدية، مثل التعب المفرط، والتحفيز غير الكافي، وانخفاض القدرة على تقديم أداء متعدد الذروة على مدار دورة تدريبية سنوية. ويساهم هذا الأمر في جعل هذا النهج أسلوبًا مثاليًا للرياضيين الذين يركزون على استعادة مستويات اللياقة البدنية التي كانت سائدة قبل بدء إجراءات التباعد الاجتماعي، وذلك لأن الوقت اللازم لاستعادة المستويات العصبية العضلية وصحة الجهاز التنفسي والقلبي إلى مستوى ما قبل التوقف عن ممارسة التدريبات قد يختلف بين الرياضيين. وتشتمل قائمة المحددات الرئيسية على مدة التوقف عن التدريب أو تقليصه، ومرحلة الدورة السنوية، والمتطلبات الخاصة بالرياضة.

والخبر السار بالنسبة للرياضيين الذين يتوقعون المشاركة في منافسات دورة الألعاب الأولمبية الصيفية هو أنه من غير المتوقع حدوث انخفاض طويل الأمد في الأداء نتيجة للقيود المفروضة بهدف مواجهة انتشار فيروس كوفيد-19. وبناءً على ذلك، ومع بقاء تسعة أشهر أخرى قبل طوكيو 2021، هناك وقت كافٍ لاستعادة الحالة التدريبية المفقودة التي ربما حدثت أثناء الإغلاق. وفي وقت كتابة هذا البيان، لم يكن هناك لقاح فعال لمكافحة فيروس كورونا، حيث تشير الدراسات الحديثة أيضًا إلى أن مستويات المناعة المكتسبة تنخفض على مدى عدة أشهر. مع النظر إلى ذلك بعين الاعتبار، يجب تنفيذ أي عودة إلى ممارسة الحمل التدريبي الكامل والأنشطة الرياضية الجماعية أثناء انتشار الجائحة وفقًا للإرشادات المعمول بها.

يشغل الدكتور ناثان تاونسند منصب أستاذ مساعد في برنامج ماجستير العلوم في علوم اللياقة البدنية والصحة بكلية العلوم الصحية والحيوية في جامعة حمد بن خليفة

ملاحظة:
هذا المقال مقدَّم من إدارة الاتصال بجامعة حمد بن خليفة نيابةً عن الكاتب. والآراء الواردة في هذا المقال تعكس وجهة نظر الكاتب، ولا تعكس بالضرورة الموقف الرسمي للجامعة.

 

Hamad Bin Khalifa University

أخبار متعلقة

أين نحن من لقاح فايزر؟

شاركت شركة التكنولوجيا الحيوية "بيونتيك"، المملوكة لزوجين ألمانيَين من أصلٍ تركي هما الدكتور أوغور شاهين وأوزليم توريتشي، بعض الأخبار الواعدة مع شركة فايزر في أعقاب السباق الأكثر احتدامًا في العالم على التوصل للقاح للتحصين ضد فيروس كوفيد-19.

كلية العلوم الصحية والحيوية بجامعة حمد بن خليفة تنظم ندوة عن علم جينوم الخلية المنفردة

نظَّمت كلية العلوم الصحية والحيوية بجامعة حمد بن خليفة، مؤخرًا، ندوة حول استخدام علم جينوم الخلية المنفردة في الطب الدقيق، وذلك بما يتماشى مع مهمتها المتمثلة في توفير التعليم الأساسي والتدريب البحثي لأخصائيي الرعاية الصحية المتخصصين.