مجلس المبدعين جزء من عام الدوحة كعاصمة ثقافية للعالم الإسلامي

مجلس المبدعين جزء من عام الدوحة كعاصمة ثقافية للعالم الإسلامي

14 يناير 2022

الدكتور محمد إفرين توك

يمكن مجلس المبدعين، وهو مبادرة تابعة لكلية الدراسات الإسلامية ، الشباب في جميع أنحاء العالم من إحداث التأثير في مجتمعاتهم.

اختارت منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (الإيسيسكو) مدينة الدوحة عاصمةً للثقافة في العالم الإسلامي لعام 2021. وكان توقيت هذا التكريم العظيم للمدينة مهمًا؛ فقد أثبتت جائحة كوفيد-19 للعالم أن المؤمنين المتدينين الذين يسعون لتحصيل العلم والمعرفة من أجل تحسين رفاهية البشرية في أمس الحاجة إلى تعزيز الحوار بين الإيمان والعلم.

ولا يمكن للعلم ولا الإيمان بمفردهما ضمان قدرة البشرية على التقدم بفعالية في مواجهة أي أزمة عالمية. ولهذا السبب، من الضروري ترسيخ وتعزيز الروابط بينهما. وتسلط الرؤية الكونية الإسلامية للتوحيد الضوء على هذه الضرورة، وهو ما يضمن الانسجام بين الإيمان والعلم والفنون والحرف والنظريات والممارسات. 

وتحقيقًا لهذه الغاية، كانت الاحتفالات التي صاحبت هذا الاختيار واستمرت لمدة عام تهدف إلى تعزيز القيم الإسلامية الخالدة، لا سيَّما تلك القائمة على العلم والكرامة الإنسانية. وقد سعت تلك الاحتفالات إلى جعل الإيمان جزءًا لا يتجزأ من تطوير الابتكارات الاجتماعية والاقتصادية والبيئية التي تعزز سبل معيشة المسلمين ورفاهيتهم.

واشتملت فعاليات الاحتفال باختيار "الدوحة عاصمة للثقافة في العالم الإسلامي لعام 2021" على سلسلة من الأنشطة التي عُقدت تحت إشراف وزارة الثقافة والرياضة، بالتعاون مع منظمة الإيسيسكو، واللجنة الوطنية القطرية للتربية والثقافة والعلوم، والعديد من الشركاء الاستراتيجيين في الدولة، وهم وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي، ووزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، ومؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، ومتاحف قطر، ومؤسسة الحي الثقافي (كتارا)، والعديد من الجهات المشاركة. وضمت قائمة الأنشطة المختلفة منتدى التحدي والابتكار، ومهرجان الأغنية القطرية، ومبادرات رائعة أخرى في الثقافة والأدب والتاريخ والعلوم.

العلاقة بين العلم والإيمان والابتكار: دور برنامج 'شفاء'

ترك مجلس المبدعين، وهو منصة تابعة لكلية الدراسات الإسلامية بجامعة حمد بن خليفة، بصمةً واضحةً بتنظيمه لبرنامج العلم والإيمان والابتكار من أجل الكرامة الإنسانية (شفاء). ويتيح هذا البرنامج فرصةً للباحثين الشباب والمهنيين ورجال الأعمال والمبتكرين الذين يتطلعون إلى التأهب والمشاركة والتفكير والعمل على أساس علاقة الترابط بين العلم والإيمان والابتكار بهدف الاستجابة للتحديات العالمية التي تقوض التماسك الاجتماعي والكرامة الإنسانية. ويهدف البرنامج، الذي يمتد لسبعة أشهر، إلى الترويج لثقافة الابتكار في دراسة علاقة الارتباط بين العلوم والتصميم المبتكر، بالتعاون مع النادي العلمي القطري، ومناظرات الدوحة، ومبادرة 'قطر تقرأ' ومؤسسة 'Voicing Voices'.

وينصب تركيز جلسات التأمل العميق التي ينظمها برنامج 'شفاء' على تعزيز العقليات اللازمة لتوحيد وإلهام جيل قادر على معالجة تحديات العالم وبناء مستقبل أفضل للأجيال القادمة. وباستخدام مجموعة من المواد التي تنسقها بعناية جينيفر جيست من مناظرات الدوحة، يشرك برنامج التأمل العميق المشاركين ومديري الفعاليات على حد سواء في مناقشات تتطلب توظيف أسس التفكير النقدي والوعي الذاتي والتعاطف والتسامح والشعور بالمسؤولية المدنية والاستعداد للتعلم من الآخرين، والاعتقاد الراسخ بأن العمل الفردي مهم. وتدعم هذه الجلسات المشاركين من خلال عملية التفكير المنهجي، حيث يعملون على فهم المشكلات العالمية المعقدة وحلها تدريجيًا من خلال عملية ممنهجة مكونة من أربع خطوات: وهي الاستعداد والمشاركة والتفكير والتصرف عبر إجراء مناقشات مثمرة.

وقد استضاف برنامج 'شفاء'، منذ إطلاقه في شهر أكتوبر 2021، 12 جلسات ضمن سلسلة مناقشات التأمل العميق درست العناصر الأساسية للبرنامج في مجالات العلوم والابتكار والإيمان والكرامة الإنسانية. ومن أمثلة الموضوعات التي طُرحت للنقاش في حوارات التأمل العميق "دبلوماسية العلوم"، و"تاريخ العلوم والطب في الإسلام"، و"مشروع الغذاء والإيمان"، و"الإسلام والتنمية المستدامة". وتناولت مناقشات أخرى الآفاق الإسلامية والمستقبل في الإسلام، واستقطاب المجتمعات إلى المساجد من جديد، والإسلام وأزمنة ما بعد انتهاء الظروف غير العادية، والمنطق السقراطي في الإسلام.

ما هو مستقبل برنامج 'شفاء'؟

تطرح النتائج الرئيسية لبرنامج 'شفاء' مساهمةً رائعةً للإنسانية، وخصوصًا في العصر الرقمي، حيث يعكف المشاركون، بالتعاون مع المنظمين والمنتجين والموجهين والمنسقين على تقديم خمس دورات مفتوحة عبر الإنترنت، تركز كل منها على واحد أو أكثر من أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة. وستكون كل الدورات مفتوحة للشباب، بهدف تعزيز التراث الثقافي الإسلامي في العالم الرقمي المترابط في العصر الراهن مع تشجيع الإبداع والابتكار كقيم مهمة.

ومع اقتراب الاحتفالات باختيار الدوحة عاصمةً للثقافة في العالم الإسلامي، التي استمرت لمدة عام، من نهايتها، يعتمد برنامج 'شفاء' على مقصده، لا سيَّما الهدف الأساسي المتمثل في إلهام الأجيال المسلمة لتبني دورها في إثراء الثقافة على المستوى العالمي وتركيزها على قيمة التنوع الثقافي للدول الإسلامية.

للمزيد من المعلومات حول هذا البرنامج الرائد، يرجى زيارة https://www.hbku.edu.qa/ar/cis/maker-majlis ومتابعة فريق مجلس المبدعين على موقع الإنستجرام على @makermajlis.

يشغل الدكتور محمد إفرين توك منصب العميد المساعد لمبادرات الإبداع والتقدم المجتمعي في كلية الدراسات الإسلامية بجامعة حمد بن خليفة وأستاذ مشارك في الإسلام والشؤون الدولية بالكلية، وهو مؤسس مجلس المبدعين. 

ملاحظة:
هذا المقال مقدَّم من إدارة الاتصال بجامعة حمد بن خليفة نيابةً عن الكاتب. والآراء الواردة في هذا المقال تعكس وجهة نظر الكاتب، ولا تعكس بالضرورة الموقف الرسمي للجامعة.