معهد قطر لبحوث البيئة والطاقة يعقد الاجتماع الثاني للجنة التوجيهية للاحتفاظ بالكربون

في إطار جهوده المستمرة لتعزيز الاستدامة البيئية، استضاف معهد قطر لبحوث البيئة والطاقة بجامعة حمد بن خليفة الاجتماع الثاني للجنة التوجيهية للاحتفاظ بالكربون، ويعكس الاجتماع الثاني لهذه اللجنة مستجدات مشروع (CCUS) المبتكر للاحتفاظ بالكربون واستخداماته، وطرق تخزينه. ويساهم في تمويل المشروع كل من مجلس قطر للبحوث والتطوير والابتكار، والصندوق القطري لرعاية البحث العلمي. وضم الاجتماع العديد من المؤسسات، منها: جامعة تكساس إي أند أم ، وجامعة قطر، ووزارة البيئة والتغير المناخي، ووزارة البلدية، والمؤسسة العامة القطرية للكهرباء والماء (كهرماء)، ومؤسسة عبد الله بن حمد العطية الدولية للطاقة والتنمية المستدامة، وقطر للطاقة، وذلك لابتكار حلول عملية تهدف للحد من انبعاثات الكربون.

ويتماشى مشروع (CCUS) بشكل استراتيجي مع جهود دولة قطر في التصدي للتحديات المترتبة على التغيرات المناخية، وتطوير تقنيات تحقق صافي انبعاثات صفري، فضلًا عن تعزيز الجهود التي تطمح لبناء اقتصاد دائري للكربون؛ كما يسهم المشروع في بناء القدرات البحثية المحلية وتعزيز الشراكات الوطنية في إدارة الكربون.

وقد قدم الدكتور عبد الكريم امحمد، كبير العلماء ومدير برنامج احتجاز الكربون واستغلاله وتخزينه في معهد قطر لبحوث البيئة والطاقة، عرضًا حول أحدث مستجدات المجال، مسلطًا الضوء على التقدم المحرز في تقنية الالتقاط المباشر لغاز ثاني أكسيد الكربون من الهواء، كما نجح المشروع في تطوير مركبات متقدمة وابتكار عمليات متطورة تعمل على امتصاص ثاني أكسيد الكربون وتجديده، مع تقليل الطاقة المستهلكة مقارنة بالأساليب التقليدية. ويركز المشروع بشكل أساسي على دمج تقنية الالتقاط المباشر لغاز ثاني أكسيد الكربون من الهواء في أنظمة التدفئة والتهوية والتكييف، إضافة إلى التقاطه بكفاءة من الهواء المحيط، ليتم تحويله إلى مواد كيميائية قيّمة من خلال خلايا التحفيز الكهربائي التحويلية، الأمر الذي يتوافق مع الاستراتيجيات التي ترنو لبناء مستقبل أكثر استدامة وفعالية في إدارة الكربون.

كما كشف الدكتور عبد الكريم امحمد عن إنجاز جديد يتمثل في إطلاق شركة acDAC 12، وهي شركة ناشئة تهدف إلى تحقيق تغيرات ملموسة في هذا المجال. ولقد رسخ المشروع أساسًا قوية للابتكار من خلال نشر البحوث في دوريات علمية مرموقة ومحكّمة، ووضع أطر السياسات العامة، وتوثيق ما يقارب 10 براءات اختراع. وتم تأسيس شركة acDAC 12 إدراكًا لأهمية التطبيق العملي للبحوث، وبغرض تسويق تقنيات الالتقاط المباشر وسد الفجوة بين البحث المعملي والتطبيقات الصناعية. كما تعكس هذه الشركة الناشئة نجاح المشروع وإمكاناته في المساهمة بالمعرفة العلمية لتوسيع نطاق جهود خفض مستويات الكربون عالميًا، عبر توسيع نطاق حلول تقنيات الالتقاط المباشر وتنفيذها على أرض الواقع، وتهدف شركة acDAC 12 للعب دور رئيسي في تشكيل مستقبل مستدام منخفض الكربون.

ومن أبرز ما تم الكشف عنه في الاجتماع هو أنه سيتم إطلاق منصة جديدة لإدارة الكربون بعد ثلاثة أشهر. حيث ستوفر هذه المنصة مركزًا موحدًا لمراقبة، وتحليل، وتحسين عمليات احتجاز الكربون واستخداماته، وتهدف إلى تعزيز التعاون بين الجهات المعنية، وتسهيل اتخاذ القرارات المبنية على البيانات، وتسريع تسويق تقنيات احتجاز الكربون.

ومع استمرار المشروع في توسيع استخداماته، يواصل معهد قطر لبحوث البيئة والطاقة وشركاؤه سعيهم الحثيث لتطوير ونشر تقنيات متطورة للاحتفاظ بالكربون، وتساهم التطورات التي تم استعراضها في الاجتماع الثاني للجنة التوجيهية في دعم استراتيجيات دولة قطر لإدارة الكربون، وتحقيق رؤيتها لمستقبل مستدام منخفض الكربون.