باحثتان تسلطان الضوء على تأثير الاستعمار في الدراسات الإسلامية ..

باحثتان تسلطان الضوء على تأثير الاستعمار في الدراسات الإسلامية

15 يونيو 2019

باحثتان تسلطان الضوء على تأثير الاستعمار في الدراسات الإسلامية

تناولت طالبتا ماجستير من كلية الدراسات الإسلامية بجامعة حمد بن خليفة فكر تفكيك الاستعمار في الدراسات الإسلامية، وطرحتا الفكرة من خلال ورش عمل ومحاضرات عامة ضمن سلسلة التوعية الأكاديمية التي قدمتها جامعة حمد بن خليفة، وتحدث عنها الدكتور سلمان سعيد أستاذ فكر تفكيك الاستعمار والنظرية الاجتماعية بجامعة ليدز، حيث برزت الحاجة لمثل هذا التساؤل في الأساس الهيكلي للدراسات الإسلامية.

في ضوء هذه المعطيات، أكد الدكتور سلمان سعيد: في حالة الدراسات الإسلامية في الغرب، كان هذا التخصص يُعرف من قبل ولا يزال يُعرف الآن باسم الدراسات الشرقية، وعندما بدأت القوى الاستعمارية في استعمار العالم الإسلامي، كان المطلب الأول يتمثل في إنشاء كليات لدراسة الشعوب التي كانوا يخططون لاستعمارها، وقد نجم عن ذلك الإسراع في إنشاء كليات للدراسات الشرقية في الغرب؛ بهدف جمع أكبر قدرٍ ممكنٍ من المعلومات عن تلك المجتمعات من أجل تغيير نموذج المجتمعات الإسلامية والعلماء المسلمين، وتأثرت أنماط تنظيم وإنتاج المعرفة في هذه التخصصات تأثرًا كبيرًا بالروايات الغربية، ولا يزال هذا الوضع قائمًا حتى الآن.

وقالت الطالبة نجاة عمارة ماجستير الآداب في الدراسات الإسلامية، والمتخصصة في الحضارة والمجتمعات الإسلامية، كلية الدراسات الإسلامية، جامعة حمد بن خليفة: يركز فكر تفكيك الاستعمار على مواجهة القوة الاستعمارية الغربية، التي تعمل على فرض هيمنتها باستمرار من خلال إنتاج المعرفة، وقد ترك هذا النفوذ تأثيرًا عميقًا ودائمًا على بنية ومنهجيات الدراسات الإسلامية كتخصص، وخصوصًا في الغرب.

من جهتها: قالت الطالبة خير النساء باختيار ماجستير الآداب في الدراسات الإسلامية، والمتخصصة في الأخلاق الإسلامية، كلية الدراسات الإسلامية، جامعة حمد بن خليفة: إنّ الجلسات والمناقشات أظهرت أن طلاب الدراسات الإسلامية الذين يتَلقَون تعليمهم في المؤسسات الغربية يتعين عليهم أن يتساءلوا عن الأساس الهيكلي لهذا المجال، وأن يعارضوه، وأن يبحثوا عما أغفلته الروايات الغربية، ونتيجةً لمحاولة التحرر من هيكل الدراسات الإسلامية المتأثر بالروايات الغربية، أُنشئت مشاريع مختلفة مثل مشروع "أسلمة المعرفة".

وبالنسبة لمؤسسة مثل كلية الدراسات الإسلامية بجامعة حمد بن خليفة، تبرز أهمية دراسات تفكيك الاستعمار على وجه الخصوص مع سعي الكلية لإعادة صياغة المناقشات المتعلقة بالإسلام على الساحة العالمية. وهذه الدراسات مهمة كذلك لاتحاد طلاب الكلية، الذي يضم طلابًا من جميع أنحاء العالم ويشارك باستمرار في النقاشات الأكاديمية المحلية والغربية.

ويساعد فكر تفكيك الاستعمار طلاب الدراسات الإسلامية على أن يصبحوا أكثر دراية بتأثير إنتاج المعرفة الغربية في مجال الدراسات الإسلامية بالغرب، الذي يهيمن على المناقشات العالمية بعد ذلك، ويسمح كذلك للطلاب الذين يتلقون تعليمهم في مؤسسات غربية على أن يكونوا ناقدين لإعادة الصياغة الحالية لهذا التخصص، ودعم وتعزيز ارتباط أوثق بالتقاليد الإسلامية، وهناك حاجة للمجتمعات الأكاديمية المسلمة للتساؤل حول الأساس الهيكلي لتخصص الدراسات الإسلامية، والمشاركة بشكل أكبر مع الجماهير في هذه المناقشات.

المصدر: https://www.al-sharq.com/article/11/06/2019