طلاب كلية السياسات العامة يمارسون عمليًا أُطر تقييم البرامج في زيارة ميدانية إلى الأردن

اختتم طلاب الدراسات العليا في كلية السياسات العامة مؤخرًا رحلة دراسية ميدانية استمرت أسبوعًا إلى الأردن، وذلك في إطار برنامج ماجستير السياسات الاجتماعية وتقييم البرامج (MSPPE). وشكلت الرحلة مكونًا تطبيقيًا أساسيًا، حيث ساهمت في تمكين الطلاب من ممارسة الدورة الكاملة لتخطيط أساليب التقييم وتصميمها وجمع البيانات وإعداد التقارير في سياق حقيقي للحوكمة.

وتحت إشراف الدكتور سلطان بركات الأستاذ في كلية السياسات العامة، أجرى الطلاب تقييمًا محاكيًا لمبادرة نزاهة المدعومة من الاتحاد الأوروبي، والذي نفذه (مركز الحياة – راصد) بالتعاون مع مؤسسات محلية. وتهدف هذه المبادرة إلى تعزيز الشفافية ومشاركة المواطنين والحكم الرشيد في جميع بلديات الأردن ومؤسسات المجتمع المدني.

وخلال الدراسة الميدانية، استخدم الطلاب أدوات ومنهجيات التقييم الرئيسية التي تم تقديمها في المحاضرات، بما في ذلك تحديد المعنيين، وتصميم بروتوكول المقابلات، وتثليث البيانات، لتقييم فعالية وكفاءة وأهمية مدخلات مبادرة نزاهة. كما تواصلوا مع منظمات المجتمع المدني وممثلي البلديات في عمّان والزرقاء والكرك، وأجروا مناقشات جماعية ومقابلات مع مصادر معلومات رئيسية لجمع رؤى نوعية وكمية.

وتعليقًا على هذه الزيارة الميدانية، شدَّد الدكتور سلطان بركات على أهمية خوض غمار التطبيق العملي والتجريبي في تعليم السياسات العامة، قائلًا: "إن أفضل طريقة لترسيخ الفهم النظري هي السماح للطلاب بتطبيق المفاهيم واكتشاف ما ينجح وما لا ينجح في سيناريو الحياة الواقعية. وفي كلية السياسات العامة نعتقد أن التطبيق العملي هو ما يميز برنامجنا عن البرامج المماثلة في أجزاء أخرى من العالم. ونحن ممتنون للغاية للدكتور عامر بني عامر، المدير العام لمركز الحياة، ولسعادة السيد زيد اللوزي، سفير الأردن لدى قطر، على دعمهما لهذه التجربة التعليمية القيمة".

وقد ركزت هذه الأنشطة على المعايير الأخلاقية والمهنية في ممارسات التقييم، والمشاركة الفعّالة للمستهدفين، واتخاذ القرارات القائمة على الأدلة، كما درس الطلاب كيفية تأثير الميزانية والموارد المخصصة على نتائج البرامج واستدامتها.

واختتمت الزيارة بعرض النتائج الأولية في مقر مركز الحياة - راصد، حيث ناقش المشاركون الدروس المستفادة. ومن خلال ربط المفاهيم الدراسية بالعمل الميداني العملي، ساهمت هذه التجربة في تعزيز قدرة الطلاب على تصميم وإدارة وتوصيل نتائج التقييم التي توجه القرارات السياسية وتعزز المساءلة في أسلوب الإدارة.