مرض الزهايمر: العلامات التحذيرية والعلاجات المتاحة وإرشادات

مرض الزهايمر: العلامات التحذيرية والعلاجات المتاحة وإرشادات الوقاية

21 سبتمبر 2021

رؤية مقدمة من معهد قطر لبحوث الطب الحيوي

مرض الزهايمر: العلامات التحذيرية والعلاجات المتاحة وإرشادات الوقاية

يتعايش أكثر من 50 مليون شخص حول العالم مع داء الخرف، ونظرًا لتزايد نسبة كبار السن بين السكان في جميع البلدان تقريبًا، فمن المتوقع أن يتضاعف عدد الأشخاص المصابين بهذا الداء ثلاث مرات بحلول عام 2050، ليصل إلى أكثر من 152 مليون شخص، وبتكلفة متوقعة تبلغ 2 تريليون دولار أمريكي بحلول عام 2030 [1].

من جانبها، أدت القيود المفروضة بسبب جائحة كورونا (كوفيد-19) إلى تسريع وتيرة المرض لدى المصابين بالخرف. ووفقًا لتقرير الزهايمر لعام 2020، فإن أكثر من ربع الأشخاص الذين قضوا خلال الموجة الأولى من كوفيد-19 كانوا يعانون من الخرف [2].

وقد اُختير سبتمبر ليكون شهر التوعية بمرض الزهايمر عالميًا، ويهدف ذلك إلى تشجيع الأشخاص على البحث عن المعلومات وطلب المشورة والدعم. في هذه الدراسة، يناقش باحثون من معهد قطر لبحوث الطب الحيوي السمات العامة وعوامل الخطر والعلاج والرعاية والوقاية من مرض الزهايمر وأنواع أخرى من داء الخرف.

ما هو مرض الزهايمر؟

يعتبر الزهايمر أكثر أنواع الخرف شيوعًا، فهو مرض متقدم ويختلف عن أمراض الشيخوخة المعتادة، حيث يتسبب في تدهور مناطق محددة من الدماغ (الشكل 1) [3]. ويتميز الزهايمر بتدهور في الجانب الإدراكي بشكل ملحوظ، ويمكن أن يؤثر على التفكير والذاكرة واللغة والإدراك والفهم والحكم على الأشياء.

 

الشكل (1): التركيب الفسيولوجي للدماغ والخلايا العصبية في (أ) الدماغ السليم و(ب) دماغ مريض الزهايمر [3].

الشكل (1): التركيب الفسيولوجي للدماغ والخلايا العصبية في (أ) الدماغ السليم و(ب) دماغ مريض الزهايمر [3].

العلامات التحذيرية وتشخيص المرض

واحدة من أولى علامات مرض الزهايمر وأنواع الخرف الأخرى وجود مشكلات في الذاكرة أو النسيان الذي يعطل الحياة الاعتيادية. وقد يضل بعض المرضى طريقهم في الأماكن المألوفة، ويضعون الأغراض في غير أماكنها المناسبة، ويعانون من صعوبة في إتمام المهام المعتادة، وتغيرات في الحالة المزاجية أو السلوك.

ويأتي التشخيص المبكر والدقيق كعامل أساسي لإدارة وعلاج الأعراض ووضع أفضل خطة للرعاية. فالشخص المشتبه في إصابته بالزهايمر يجب أن يخضع لعدة اختبارات لتأكيد التشخيص السليم، بما في ذلك معرفة التاريخ الطبي والعائلي، وتقييم الإدراك، والفحص العصبي، والتصوير العصبي، والفحوصات المختبرية [4].

الأسباب وعوامل الخطر

يعتبر مرض الزهايمر متعدد العوامل، ويعد السبب الكامن وراء المرض غير معروف حتى الآن، ومع ذلك، اُقترحت فرضيتان رئيسيتان، وهما: الفرضية الكولينية والفرضية النشوانية [5].

وقد حُددت العديد من عوامل الخطر مثل الشيخوخة، والوراثة العائلية، وإصابات الرأس، وأمراض الأوعية الدموية، والعدوى، وعوامل بيئية أخرى ورُبطت بالزهايمر [6].

كما تعتبر معظم عوامل الخطر لمرض الزهايمر قابلة للتعديل ويمكن الوقاية منها دون تدخل طبي (الشكل 2).

Fig 2. The risk factors for Alzheimer’s disease [3].

الشكل (2): عوامل الخطر لمرض الزهايمر [3].

ما هي العلاجات المتاحة؟

لا يوجد في الوقت الحالي دواء يمكن أن يعالج مرض الزهايمر، ومع ذلك، تدار حالات الزهايمر من خلال التدخلات الدوائية وغير الدوائية، حيث تهدف الاستراتيجيات غير الدوائية إلى تخفيف حدة المشكلات السلوكية وتحسين الأعراض العصبية والنفسية.

وبالنسبة للعلاج الدوائي، يوجد حاليًا فئتان فقط من الأدوية المعتمدة لعلاج الزهايمر، بما في ذلك مثبطات إنزيم الكولينستريز ومضادات ميثيل د-اسبيرتيت [4]. وتتسم هذه الأدوية بفاعلية محدودة ويمكن أن تؤخر تطور المرض بحوالي ستة أشهر إلى سنتين فقط. وقد وافقت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية مؤخرًا على أول دواء جديد للزهايمر وهو أدوهلم (Aducanumab) على مدى ما يقرب من عقدين على الرغم من أن هذا الدواء ما يزال قيد المناقشة حتى اليوم.

كيف ندعم المصابين بالخرف؟

يمكن للأشخاص المصابين بمرض الزهايمر وأنواع الخرف الأخرى أن يتعايشوا بشكل أفضل ويتمتعوا بقدر أكبر من الاستقلال عندما تتوفر لهم الظروف المناسبة. فهناك الكثير الذي يمكن لأفراد الأسرة ومقدمي الرعاية والمجتمع القيام به لتحسين شعور المرضى بالرفاه وتعزيز إحساسهم بالانتماء تجاه المجتمع والبيئة المحيطة بهم. وفيما يلي أمثلة على ذلك:

  • تقليل المخاطر والضغوط المحيطة الداخلية والخارجية، مثل السلالم والممرات المربكة والضوضاء الصاخبة.
  • دعم حركتهم ومشاركتهم في مختلف الأنشطة.
  • تشجيع التعرض لأشعة الشمس بشكل يومي وآمن للاستفادة من آثاره العلاجية، أي زيادة مستويات الطاقة وتقليل الألم والتوتر.
  • تشجيع الاستقلالية كلما أمكن وتوفير الرعاية المنزلية والاجتماعية عند الحاجة.

أكد تقرير مرض الزهايمر لعام 2020 على أهمية التصميم الذكي والمريح للمنازل والحدائق وغيرها من الأماكن الخاصة والمشتركة لتوفير بيئة أسهل وأكثر أمانًا ومتعة للأشخاص المصابين بالخرف [2]. 

كيف يمكننا منع أو تأخير ظهور مرض الزهايمر وغيره من أشكال الخرف؟

المبادئ التوجيهية للوقاية من الخرف هي نفسها المطبقة للوقاية من الأمراض الأخرى، وهي تدور حول بيئة ونمط حياة صحيحين، علمًا بأن القائمة طويلة وفيما يلي بعض التوصيات:

  • تجنب التدخين وتناول المشروبات الكحولية.
  • علاج الأمراض المزمنة مثل ارتفاع ضغط الدم والسكري وأمراض القلب.
  • تجنب الإصابة في الرأس.
  • الانخراط الدائم في العمل والهوايات التي تستمتع بها لتحسين صحتك العامة.
  • أجسامنا ليست مصممة لنمط حياة يتسم بقلة الحركة. لذلك، فإن اللياقة البدنية أمر بالغ الأهمية للحفاظ على صحتنا وسعادتنا، وأن ممارسة الرياضة لمدة 30 دقيقة لخمسة أيام أسبوعيًا هو التصرف الأمثل.
  • وأخيرًا، لا تنسي تناول الفواكه والخضروات الطازجة بصفة يومية.

المشاركون في هذه الدراسة

الدكتور كيونغ تشول شين (باحث ما بعد الدكتوراه، معهد قطر لبحوث الطب الحيوي)
هدى ياسمين علي موسى (باحث مشارك، معهد قطر لبحوث الطب الحيوي)
مراجعة النسخة العربية: رويدا زياد طه (باحث مشارك، معهد قطر لبحوث الطب الحيوي)
محررون: الدكتور أدفيتي نايك (باحث ما بعد الدكتوراه، معهد قطر لبحوث الطب الحيوي) والدكتور براسانا كولاتكار (عالم أول، معهد قطر لبحوث الطب الحيوي)

لتصفح المراجع، يُرجى الضغط هنا.