معهد قطر لبحوث الطب الحيوي يقدم المساعدة المعلوماتية في مكافحة

معهد قطر لبحوث الطب الحيوي يقدم المساعدة المعلوماتية في مكافحة المعلومات المغلوطة المتعلقة بجائحة كوفيد-19 من خلال سلسلة إلكترونية

15 مارس 2021

الجائحة تسببت في ظهور سيل جارف من المعلومات غير الموثوقة منذ بدايتها في نهاية 2019

معهد قطر لبحوث الطب الحيوي يقدم المساعدة المعلوماتية في مكافحة المعلومات المغلوطة المتعلقة بجائحة كوفيد-19 من خلال سلسلة إلكترونية

يشير تيدروس أدهانوم غبيريسوس، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، إلى أن العالم "لا يكافح جائحة كوفيد-19 فحسب، بـل يواجه أيضًا جائحة من المعلومات غير الموثوقة" تشمل المعلومات، والمنشورات العلمية، والنصائح الصحية، والتقارير الإخبارية التي تحقق انتشارًا بسرعة مذهلة. وفي الوقت نفسه، ترافقت هذه المعلومات مع أخبار زائفة، ومعلومات مضللة، ونظريات مؤامرتية.

ولمعالجة هذه المعضلة، فقد استهل بعض باحثي معهد قطر لبحوث الطب الحيوي فـي جامعة حمد بن خليفة عملية فلترة المعلومات، لتزويد أفراد المجتمع بمعلومات علمية ذات مصداقية. وراجع خبراء المعهد، عـبـر سلسلة إلكترونية منتظمة، آخر الأخبار المتعلقة بالبحوث حول كوفيد-19، والتطورات السريرية المهمة بالنسبة للمجتمع العام والخبراء العلميين على حدّ سواء.

في ضوء ذلك، أطلق المعهد في بداية عام 2020، مشروع "سلسلة رؤى معهد قطر لبحوث الطب الحيوي"، بهدف تثقيف القراء حول السلوك الوبائي المعروف لفيروس كوفيد-19، والعوامل التي تُفاقم المرض، مشددًا على ضرورة اتباع استراتيجيات تخفيف صارمة لحماية السكان الأكثر عرضة للخطر، وتجنب إرهاق منظومة الرعاية الصحية. وقد وصّف باحثو المعهد هيكلية وآليات العدوى البيولوجية بفيروس سارس-كوف-2 الذي يُسبب كوفيد-19، وكيف يُمكن استهداف آلية العدوى لتطوير وسائل العلاج.

وطوال فترة نشر السلسلة، تمكن المعهد من إطلاع القراء على آخر التحديثات حول الموضوعات الأكثر انتشارًا، مثل فعالية الأدوية التي يُعاد استخدامها لأغراض جديدة، والعلاجات قيد التطوير، واللقاحات المحتملة لكوفيد-19. 

قادت المبادرة الدكتورة ألكسندرا باتلر، الباحث الرئيسي في معهد قطر لبحوث الطب الحيوي، والدكتورة أدفيتي نايك، باحث ما بعد الدكتوراه، بالإضافة إلى فريق من 12 كاتبًا مساهمًا، يضم باحثي ما بعد الدكتوراه، والباحثين المشاركين، وطلاب الدكتوراه في المعهد.

وحول هذه المبادرة، تقول الدكتورة باتلر: "لقد تشرّفت بقيادة فريق من العلماء الشباب المفعمين بالحماس، ممن كانوا في غاية الحرص على أن لا تكون المعلومات التي تُنشر في أوساط العامة حول كوفيد-19 دقيقة ومحدثة فحسب، بل وكذلك سهلة الفهم حتى لغير العلماء. وقد عمل هؤلاء العلماء بهمة ونشاط كفريق واحد لتحقيق هذا الهدف".

من جهتها، قالت الدكتورة أدفيتي: "لقد كانت مهمة فلترة هذا الكم الهائل من المعلومات المتاحة حول كوفيد-19 شاقة، من أجل إيصال المعلومات الموثقة إلى جميع أفراد المجتمع على نطاق واسع. وفي الوقت نفسه، فقد عززت تلك المبادرة حسّ التواصل العلمي الفاعل بصفته واجبًا على العلماء الباحثين تجاه مجتمعنا في هذه الأوقات الصعبة".

وتمثل الهدف الرئيسي لسلسلة "رؤى معهد قطر لبحوث الطب الحيوي"، والمنشورة باللغتين العربية والإنجليزية، في تقديم معلومات دقيقة، وموثقة علميًا، ومكافحة الأخبار الزائفة في أوساط المجتمع. واستهدفت الرؤى العلماء والطلاب والجمهور العام، وصيغت بلغة سهلة وخالية من التعقيد، لكن مع الحفاظ على المحتوى العلمي والمفردات الدقيقة. بالإضافة لذلك، قام علماء متمرسون بتدقيق كافة المعلومات المنشورة.

ونُشرت الرؤى (19 عددًا حتى الآن) على الموقعين الإلكترونيين لمعهد قطر لبحوث الطب الحيوي وجامعة حمد بن خليفة، كما تمت مشاركتها على صفحات جامعة حمد بن خليفة عبر وسائط التواصل الاجتماعي، حيث استقطبت عددًا كبيرًا من القراء. ويُمكن الاطلاع على سلسلة "رؤى معهد قطر لبحوث الطب الحيوي" على: https://www.hbku.edu.qa/en/qbri/news.

وعلى الصعيد العلمي، انخرط معهد قطر لبحوث الطب الحيوي في جهود مكافحة الجائحة منذ مارس 2020، حيث ساهم لوجستيًا بتزويد المعدات التقنية وكذلك الفِرق العلمية إلى مؤسسة حمد الطبية في إطار برنامج تطوع مشترك. 

وبالتوازي مع ذلك، تعاون المعهد مع مؤسسة حمد الطبية في إنشاء برنامج متخصص لدراسة الفيروس، بهدف تطوير اختبارات تشخيصية متعددة، عبر فحص ردات الفعل المناعية لدى الأشخاص المصابين بالفيروس. ويهدف تطوير هذه الاختبارات محليًا إلى تعزيز قدرات الاختبار المحلية ودعم المخزونات الوطنية لمواجهة أي نقص قد يحدث في أدوات الاختبارات المستوردة.

كما يبذل المعهد جهودًا كبيرة في مجال تحليل البروتينات في دم الأشخاص المُصابين بالفيروس، ويعمل على تحديد بصمة بروتينية قادرة على التنبؤ بدقة وبشكل مبكر بخطر المضاعفات، على غرار احتمال حاجة المريض لأجهزة التنفس وخطر الوفاة نتيجة الإصابة بكوفيد-19. ويُمكن للمؤشرات الحيوية البروتينية المكتشفة التوصل إلى علاجات لم يتم استخدامها أو التفكير بها حتى اليوم، وهذه ناحية أخرى يتوجب استكشافها كثمرة لهذه الدراسة. وأطلق المعهد مشروعًا تعاونيًا مع مؤتمر القمة العالمي للابتكار في الرعاية الصحية "ويش" والجمعية القطرية للتوحد حول "تأثير جائحة كوفيد-19 على اضطراب طيف التوحد". وقد أجرى المعهد، بالتوازي مع نشر السلسلة، العديد من الندوات عبر الإنترنت، والتي تناولت الموضوعات ذات الصلة بكوفيد-19، واستضاف خبراء دوليين في جلساتهِ التعريفية والتعليمية.

وتتمحور بحوث معهد قطر لبحوث الطب الحيوي بشكل أساسي حول مرض السكري والسرطان والاضطرابات العصبية وحديثًا الأمراض المعدية، بالإضافة إلى احتوائه على مرافق أساسية حديثة تدعم البحث العلمي من خلال توفير تقنيات وخدمات البحث المتقدمة للمجتمع البحثي في قطر والعالم. وتقع جميع المرافق في المبنى نفسه الذي توجد فيه مراكز أبحاث معهد قطر لبحوث الطب الحيوي، وتشكل عنصرًا لا ينفصل عن أهداف المعهد الطموحة في قيادة البحث المتبصر والمبتكر في قطر.

ومن خلال جهوده العلمية الفكرية والتطبيقية، دعم معهد قطر لبحوث الطب الحيوي بشكل كبير عملية تحويل الاكتشافات العلمية الجديدة إلى علاجات أكثر نجاعة، واستراتيجيات وقاية أفضل من الأمراض التي تصيب البشر، وهو ما يُساهم بالتالي في تطوير الطب الشخصي.