1.8 مليون دولار تقدمها المؤسسة لدعم بحوث الجامعة لتعزيز الأمن الغذائي وإدارة الموارد في المناطق القاحلة
أبرمت جامعة حمد بن خليفة ومؤسسة غيتس اتفاقية منحة استثنائية في المنطقة وذلك على هامش منتدى الدوحة 2025، حيث قام بتوقيع الاتفاقية كلٌ من الدكتور أحمد مجاهد عمر حسنه، رئيس جامعة حمد بن خليفة، وجو سيريل، المدير العام لمؤسسة غيتس، وبحضور بيل غيتس، رئيس مجلس إدارة مؤسسة غيتس وعضو مجلس إدارتها.
وبموجب الاتفاقية، التي تمتد لأربع سنوات، ستقدم مؤسسة غيتس 1.8 مليون دولار للجامعة. وستدعم هذه المنحة البحوث الرائدة التي يقودها معهد قطر لبحوث البيئة والطاقة التابع لجامعة حمد بن خليفة لتطوير منتجات علفية من مخلفات المحاصيل، مما يُحسن إنتاجية صغار مربي الماشية.
وتجسيدًا لتركيز الجامعة الاستراتيجي على العلاقة بين تغير المناخ والأنشطة البشرية والأثر البيئي في المناطق القاحلة، فإن الحلول الجديدة تقدم ابتكار قابل للتطوير لإنتاج الأعلاف بأقل من 100 دولار للطن. إلى جانب دعم التصنيع اللامركزي بأسعار معقولة، حيث تتصدى هذه الحلول أيضًا لتحديات الأمن الغذائي، وتشجع الإدارة المستدامة للموارد، وتقلل من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، مع تعزيز الكفاءة الزراعية.

ويدعم هذا التعاون الاستراتيجي بين الجانبين في تحقيق التزامهما بتعزيز مجالات التنمية على مستوى العالم وتحقيق الصالح العام، وبالنسبة لجامعة حمد بن خليفة ومؤسسة قطر، فإن هذا التعاون يدعم مستقبل دولة قطر على المدى الطويل وازدهار المجتمع، فضلًا عن مواصلة دورهما كمحفزين للابتكار النافع الذي يخدم الاحتياجات المحلية والإقليمية والعالمية. وقد ساهمت التكنولوجيا الحاصلة على براءة اختراع من جامعة حمد بن خليفة في ترسيخ المكانة الرائدة لدولة قطر في إنتاج الأعلاف المستدامة. وبالنسبة لمؤسسة غيتس، فإن هذه الاتفاقية تعزز الطموح المشترك لدعم الابتكارات التي تُحسن حياة الناس، لا سيما في المناطق التي تواجه ضغوطًا مناخية وموارد طبيعية شحيحة.
وتساهم بحوث جامعة حمد بن خليفة بشكل مباشر في بناء أنظمة زراعية مستدامة من خلال الحد من النفايات وتعظيم قيمة الموارد الحالية. ومن خلال دمج البحوث العلمية والابتكار التكنولوجي والتعاون مع المؤسسات الأخرى، ستعالج نتائج هذه البحوث الأولويات الوطنية مثل النهج المستدام للموارد الحيوية وأنظمة الأمن الغذائي. كما أن تأثيرها الإيجابي سيمتد إلى خارج دولة قطر، حيث ستكون الدروس المستفادة والتقنيات المبتكرة قابلة للتطبيق على الزراعة في دول الجنوب العالمي، ويشمل ذلك منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وجنوب آسيا، وأفريقيا جنوب الصحراء الكبرى.
ومن جانبه، قال جو سيريل، المدير الإداري لمؤسسة غيتس: "يسر مؤسسة غيتس أن تتعاون مع جامعة حمد بن خليفة في هذه البحوث المهمة المتعلقة بتحقيق الأمن الغذائي، حيث المزارعون مسؤولون عن توفير المنتجات الزراعية والحيوانية للمجتمعات، لكنهم يعملون في ظروف صعبة لا يمكن تخيلها، لذا فإن هذا المشروع حيوي لدعمهم في تحويل بقايا المحاصيل إلى علف حيواني عالي الجودة. ونأمل أن نضمن، من خلال العمل مع المزارعين لتطوير هذا الابتكار، في إنتاج المزيد من الغذاء لإطعام الناس، وبالتالي المساعدة في بناء وتأهيل منظومة مستدامة للنظام الغذائي العالمي".
وتعليقًا على الاتفاقية، قال الدكتور أحمد مجاهد عمر حسنه، رئيس جامعة حمد بن خليفة: "يسرنا التعاون مع مؤسسة غيتس لتطوير حلول مبتكرة تدعم النظم الغذائية المستدامة، وتسهم في تعزيز النمو الاقتصادي في دولة قطر بشكل خاص والمنطقة ودول الجنوب العالمي بشكل عام. وتمثل هذه الاتفاقية علامة فارقة مهمة في مجال الأبحاث التي تقودها الجامعات القطرية، كما تؤكد على التزام جامعة حمد بن خليفة في تحقيق نتائج ملموسة وإيجابية من خلال أبحاثها الرائدة عالميًا".
ومن خلال تضافر القدرات البحثية لجامعة حمد بن خليفة مع الانتشار العالمي لمؤسسة غيتس في مجالات التنمية، فإن هذه الاتفاقية تمثل خطوة مهمة نحو تحقيق الأمن الغذائي والنمو المستدام في بعض أكثر المناطق هشاشة في العالم. وعلى المدى المتوسط إلى الطويل، يمكن أن يؤثر هذا النموذج من الشراكة بشكل إيجابي على أساليب استخدام الأراضي، ووسائل تجارة الأغذية، والارتقاء بسياسات الصحة العامة، فضلًا عن قرارات الاستثمار المستقبلية.