معهد قطر لبحوث البيئة والطاقة|الاستدامة في قطاع الأغذية الزراعية

معهد قطر لبحوث البيئة والطاقة بجامعة حمد بن خليفة يستضيف ندوة إلكترونية حول الأغذية الزراعية

24 ديسمبر 2023

تستكشف التحديات المزدوجة لإنتاج الغذاء وحماية البيئة في عالم متغير

المشاركون في الندوة يتبادلون الأفكار حول عدة قضايا في مجال الاستدامة البيئية والزراعة

نظّم معهد قطر لبحوث البيئة والطاقة التابع لجامعة حمد بن خليفة ندوة إلكترونية، في ضوء التحديات التي يفرضها تغيُر المناخ والنمو السكاني السريع في العالم.

وشارك خبراء من معهد قطر لبحوث البيئة والطاقة ومعهد مونتيري للاستدامة البيئية في قطاع الأغذية الزراعية بالمكسيك، وذلك لاستكشاف التداخلات المهمة بين الحفاظ على البيئة وإنتاج الغذاء في عالم دائم التغير، حيث ناقش نخبة من الأكاديميين والخبراء في القطاعين العام والخاص مجموعة من القضايا التي تعكس العلاقة المعقدة بشكل متزايد بين المياه والطاقة والغذاء، كما أتاحت الندوة الافتراضية فرصًا للمشاركين لاستكشاف أواصر التعاون وتبادل الأبحاث والممارسات المتطورة الموجهة نحو إنشاء قطاع أغذية زراعية عادل ومستدام، وكمبادرة أولى وجزء من مشاركة معهد قطر لبحوث البيئة والطاقة في إكسبو 2023 الدوحة، تم بث الندوة مباشرة في جناح مؤسسة قطر.

وتعليقًا على تنظيم الندوة، قالت الدكتورة جيني لولر، مدير بحوث أول في مركز المياه بمعهد قطر لبحوث البيئة والطاقة: "تُثبت القضايا والمحاور الشاملة التي نوقشت في هذه الندوة أن قطاع الأغذية الزراعية يمُر بمنعطف حرج، حيث يواصل تلبية الطلب العالمي المتزايد على الغذاء، وفي الوقت ذاته مطلوب منه بشكل متزايد أن يساهم في الحفاظ على البيئة، ولذلك قدمت ندوتنا مجموعة واسعة من الأفكار البحثية والمتطورة التي تشجع على تطوير قطاع غذائي قادر على تلبية احتياجات كلا من الناس وكوكب الأرض".

وقد أسفرت ندوة "الاستدامة البيئية لقطاع الأغذية الزراعية" عن رؤى وتوصيات مهمة في مختلف المجالات، وعرضت الدكتورة فيرونيكا بيرموديز، مدير بحوث أول في مركز الطاقة بمعهد قطر لبحوث البيئة والطاقة، أهمية استخدام الخلايا الكهروضوئية الزراعية في المناطق القاحلة، مما يساهم في زيادة بنسبة 70٪ في كفاءة استخدام الأراضي، والتي أوصت باستخدام هذه النُظم في المناطق القاحلة، وتعزيز زراعة المحاصيل التي تتحمل أشعة الشمس والكهرباء المولدة من الطاقة الشمسية".

وضمت الندوة الدكتور إدواردو سوسا هيرنانديز، أستاذ بحوث في معهد مونتيري للتكنولوجيا، والذي تحدث عن الرصد المائي لتحقيق الأمان لسلسلة إنتاج الأغذية، مع التركيز على التقنيات القائمة على البيولوجيا الجزيئية للكشف عن مسببات الأمراض، وقدم توصية بأهمية إعداد سياسات لاعتمادها على نطاق واسع لتعزيز سلامة الأغذية.

وأكدت الدكتورة جيني لولر على إمكانية معالجة المياه المنتجة من حقول الغاز لاستخدامات الري، حيث دعت إلى اتباع منظومة فعّالة لمعالجة المياه وانتهاج سياسات تعزز من استخدامها في الزراعة.

فيما قدم الدكتور روبرتو بارا سالديفار ، أستاذ بحوث في معهد مونتيري للتكنولوجيا، مناهج مبتكرة في الأمن الغذائي، داعيًا إلى دمج استراتيجيات متنوعة في السياسات الوطنية والدولية للحد من النفايات وتعزيز الإنتاج الغذائي المستدام.

وركز الدكتور كاشف رسول، العالِم في مركز البيئة والاستدامة بمعهد قطر لبحوث البيئة والطاقة، على تطوير الأعلاف الحيوانية من النفايات الصناعية الزراعية من خلال أبحاث البروتين الميكروبي، حيث أوصى بدعم المبادرات والسياسات البحثية التي تعمل على تحسين توليد البروتين الميكروبي من مصادر النفايات.

كما سلطت الدكتورة إلدا ميلكور مارتينيز، أستاذ بحوث في معهد مونتيري للتكنولوجيا، الضوء على قيمة الكتلة الحيوية للسارجاسوم (وهو نوع فريد من الطحالب الكبيرة ذات اللون البني) في علائق الجمبري لتربية الأحياء المائية، حيث قدمت توصية بتشجيع إدراج هذا النوع من الطحالب من خلال سياسات تعزز المكونات المستدامة والمغذية.

واستكشف الدكتور أنطونيو سانفيليبو، كبير العلماء في مركز الطاقة بمعهد قطر لبحوث البيئة والطاقة، تحسين غلة المحاصيل في الأجواء الصحراوية الحارة من خلال ممارسات الزراعة الداخلية، لذلك أوصى بتطوير سياسات تدعم اعتماد ممارسات الزراعة الداخلية وتحسين استخدام الطاقة في الزراعة.

وأكد المشاركون في ختام الندوة على أهمية اتباع نهج شامل، وتقديم توصيات تتعلق بتعزيز دور التكنولوجيا والبحوث واتباع سياسات متخصصة من أجل مستقبل مستدام في الزراعة العالمية، مع التركيز على الجهود التعاونية في هذا الإطار.

تجدر الإشارة إلى أن معهد قطر لبحوث البيئة والطاقة، التابع لجامعة حمد بن خليفة، يعد معهدا بحثيا وطنيا يُدعم جهود دولة قطر في مواجهة التحديات الكبرى المتعلقة بالطاقة والمياه والبيئة، ومن خلال فريقه من العلماء والمهندسين والفنيين من ذوي الخبرة الذين يعملون في المرافق الداخلية والخارجية ذات المستوى العالمي، وبدعم من فرق الإدارة والمختبرات المركزية، يهدف المعهد إلى إحداث تأثير إيجابي دائم على مستوى دولة قطر، وعلى مستوى المنطقة بشكل عام.