رؤى حول توصيات علاجات كورونا | جامعة حمد بن خليفة

رؤى حول توصيات علاجات كورونا

31 يناير 2021

رؤية مقدمة من معهد قطر لبحوث الطب الحيوي

رؤى حول توصيات علاجات كورونا

معظم الأشخاص الذين يصابون بفيروس كورونا (كوفيد-19) لا تظهر عليهم أي أعراض، أو تظهر عليهم بعض الأعراض الخفيفة التي يمكنهم التعافي منها بالمنزل من خلال الحصول على قسط كافٍ من الراحة، وتناول كمية كافة من السوائل، مع أخذ الأدوية التي تخفف الحمى والأوجاع والآلام. ومع ذلك، فإن إدارة الحالات الأكثر شِدة من إصابات كوفيد-19 يمكن أن تكون صعبة، كما يتوقع أن تتم إدارة المسار المبكر للعدوى، والذي يكون مدفوعًا بشكل أساسي بتكاثر الفيروس في جسم الإنسان، عن طريق العلاجات المضادة للفيروسات، بينما قد تتم إدارة المسار الأخير للعدوى، مدفوعًا بالاستجابة المناعية أو الالتهابية المبالغ فيها للفيروس عن طريق مثبطات المناعة أو العلاجات المضادة للالتهابات.

فبعد مرور عام على بدء جائحة كوفيد-19، يتسع نطاق التوصيات العلاجية التي يعتبر معظمها أدوية مُعاد استخدامها بصفة ثابتة في ضوء العديد من التجارب السريرية المستمرة. في هذا العدد من سلسلة الرؤى المقدمة من معهد قطر لبحوث الطب الحيوي، يناقش خبراء المعهد أحدث هذه التوصيات العلاجية لكوفيد-19 (الجدول 1).

الأدوية المضادة للفيروسات

في أكتوبر 2020، وافقت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية على عقار ريمديسيفير المضاد للفيروسات لعلاج حالات محددة مصابة بكوفيد-19 بالمستشفيات. وأظهرت التجارب السريرية أنه في حالة هؤلاء المرضى، قد يُسرع ريمديسيفير من وتيرة الشفاء بدرجة محدودة (1). ويوصى باستخدامه مع المرضى الذين يتلقون العلاج بالمستشفى ويحتاجون إلى أكسجين إضافي، وليس مع المرضى الذين يعيشون على التنفس الصناعي، بسبب نقص البيانات التي تُظهر فوائده في هذه المرحلة المتقدمة من المرض.

تستهدف الأدوية المضادة للفيروسات جزءًا محددًا من دورة حياة الفيروس، وهو الجزء الضروري لتكاثره (2 ، 3). ونظرًا لأن الفيروسات شديدة التكيّف وتتكاثر بسرعة مفرطة، فإن لديها الكثير من الفرص للتحور، بمعنى قدرتها على تغيير بياناتها الجينية مع كل جيل جديد، مما قد يؤدي إلى تطوير مقاومة للأدوية المضادة للفيروسات.

الأجسام المضادة أحادية النسيلة

في نوفمبر 2020، منحت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية ترخيصًا لاستخدام اثنين من علاجات الأجسام المضادة أحادية النسيلة في حالات الطوارئ، وهما باملانيفيماب الذي تُصنعه شركة "إلي ليلي"، وعقاري كازيريفيماب وإيمديفيماب اللذان تُصنعهما شركة ريجينيرون للمرضى خارج المستشفيات والمعرضين لخطر كبير يتعلق بتطور المرض. تعتبر هذه العلاجات فعالة في المراحل المبكرة من الإصابة قبل أن يطوّر جسم المصاب استجابة مناعية قوية. وتشير البيانات الأولية إلى أن المرضى خارج المستشفيات قد يستفيدون من تلقي الأجسام المضادة أحادية النسيلة لمكافحة فيروس سارس-كوف-2 في وقت مبكر من مسار العدوى (4 ، 5)، ولم تُنشر البيانات السريرية المستخلصة من التجارب المختلفة حتى الآن.

ديكساميثازون وكورتيكوستيرويدات أخرى

يعتبر الديكساميثازون والكورتيكوستيرويدات الأخرى (بريدنيزون وميثيل بريدنيزولون) من الأدوية القوية المضادة للالتهابات. هذه الأدوية فعالة للمرضى الذين تطوّرت لديهم استجابة مناعية مفرطة (عاصفة السيتوكينات) ضد العدوى الفيروسية (6). ففي هذه الحالات، يكون رد فعل الجهاز المناعي المفرط هو من يتسبب في إتلاف الرئتين وأعضاء أخرى وغالبًا ما يؤدي إلى الوفاة.

وقد أظهر تقرير صدر مؤخرًا حول تجارب سريرية أن عقار الكورتيكوستيرويد ديكساميثازون يقلل من معدل الوفيات لدى مرضى كوفيد-19 من ذوي الإصابات الشديدة والذين يعالجون بالمستشفيات، كما وجد أنه يحسن معدل بقاء المرضى على قيد الحياة ممن يعالجون بالمستشفيات ويحتاجون إلى أكسجين إضافي، وهو فعال بشكل خاص مع المرضى الذين يعيشون على التنفس الصناعي (7). لذلك، يوصى باستخدام الديكساميثازون بقوة في هذا المجال، كما يمكن استخدام الكورتيكوستيرويدات الأخرى مثل بريدنيزون أو ميثيل بريدنيزولون أو هيدروكورتيزون إذا لم يكن الديكساميثازون متاحًا، وهذه الأدوية متوفرة بسهولة وغير مُكلفة.

بلازما المتعافين

يتم إعطاء بلازما المتعافين التي تحتوي على أجسام مضادة من مرضى متعافين عن طريق نقل الدم إلى مريض يعاني من كوفيد-19. وقد أصدرت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية ترخيصًا للاستخدام في حالات الطوارئ على الرغم من عدم معرفة الكثير عن مدى فاعلية بلازما المتعافين في علاج كوفيد-19 (8). ومن الناحية النظرية، قد تساعد الأجسام المضادة المُتَبَرَع بها المريض على مقاومة المرض، وربما تختصر فترة المرض أو تحد من شدته وخطورته. ونظرًا لأن مرضى كوفيد-19 الذين يتلقون العلاج بالمستشفيات قد يكون لديهم بالفعل قدر من الأجسام المضادة المحايدة لسارس-كوف-2 التي يمكن مقارنتها مع متبرعي البلازما أو لديهم أجسام مضادة ذاتية قد تزيد من شدة المرض بدلاً من تخفيفه، فإن إرشادات الفحص ضرورية لتحديد المرضى الذين قد يستفيدون من العلاج ببلازما المتعافين (9). وما تزال العديد من التجارب العشوائية الخاضعة للإشراف بشأن بلازما المتعافين مستمرة.

كلوروكين أو هيدروكسي كلوروكين مع أزيثروميسين أو بدونه

جرت دراسات حول العوامل المضادة للملاريا والكلوروكين والهيدروكسي كلوروكين مع المضاد الحيوي أزيثروميسين أو بدونه في العديد من التجارب السريرية لعلاج كوفيد-19، وبسبب التأثيرات المناعية لكل من الكلوروكين والهيدروكسي كلوروكين (10 ، 11)، لم تقلل هذه العوامل من الأحمال الفيروسية في الجهاز التنفسي أو تثبت فاعلية إكلينيكية في نماذج الرئيسيات قبل المرحلة السريرية (12). بالإضافة إلى ذلك، فإن البيانات المستخلصة من التجارب العشوائية وكذلك الدراسات الاسترجاعية الخاضعة للملاحظة لا تُظهر باستمرار أدلة على فائدة هيدروكسي كلوروكين مع أو بدون أزيثروميسين في حالات مرضى كوفيد-19 الذين يتلقون العلاج بالمستشفى (13 ، 14).

مثبطات السيتوكينات

يظهر لدى المرضى الذين يعانون من إصابة شديدة خلل في نظام الجهاز المناعي، مما يؤدي إلى تحفيز العديد من السيتوكينات والكيموكينات المحفزة للالتهابات، وهذه العاصفة من السيتوكينات مسؤولة عن فشل متعدد لوحظ في أعضاء جسم المصابين بشدة من فيروس كوفيد-19. وقد تم استخدام العلاج المناعي الذي يستهدف الإنترلوكين من خلال حصار مستقبلات الإنترلوكين مع الجسم المضاد أحادي النسيلة المتوافق مع البشر واستخدام عقار توسيليزوماب في حالات الإصابة الشديدة بكوفيد-19. وقد ثبت أن هذا العلاج يقلل من خطر الحاجة للتنفس الصناعي في حالات كوفيد-19 التي تتلقى العلاج بالمستشفى (15). وعلى النقيض، كشفت دراسة سريرية قادمة من إيطاليا أن المرضى الذين يعانون من إصابة حادة بكوفيد-19 لم يختلفوا بشكل كبير من حيث التحسن السريري والتشخيص بعد 28 يومًا من تلقي عقار توسيليزوماب (16).

العلاجات المركبة

وافقت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية مؤخرًا على استخدام عقار باريسيتينيب مع ريمديسيفير لعلاج مرضى كوفيد-19 بالمستشفى والذين يحتاجون إلى تنفس صناعي، أو أولئك الذين يحتاجون إلى أكسجين إضافي. واستنادًا إلى تجربة سريرية عشوائية مزدوجة التعمية وخاضعة للإشراف أجراها المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية، شهدت احتمالات التحسن السريري والبقاء على قيد الحياة بصفة عامة وكذلك معدل الشفاء تحسنًا طفيفًا في هذه المجموعة عند مقارنتها بالعلاج بعقار ريمديسيفير وحده. أما عقار باريسيتينيب (الاسم التجاري أولومينت) وهو مثبط إنزيمات الجانوز ومعتمد من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية لعلاج التهاب المفاصل الروماتويدي المعتدل إلى الشديد فهو يساعد في السيطرة على الالتهاب. ويعتبر المزيج العلاجي من ريمديسيفير وديكساميثازون فعالًا أيضًا في علاج المرضى المصابين بفيروس كوفيد-19 بشكل حاد. بالإضافة إلى ذلك، تختبر الدراسات الجارية الفاعلية الكلية لريمديسيفير وديكساميثازون وتوسيليزوماب مع المرضى الذين يعانون من إصابة شديدة بكوفيد-19 (17).

الجدول (1): ملخص التوصيات العلاجية لكوفيد-19

العلاج اعتماد إدارة الغذاء والدواء شدة الإصابة الدراسات المنشورة

ريمديسيفير

نعم خفيفة إلى معتدلة نعم

باملانيفيماب جسم مضاد أحادي النسيلة

نعم خفيفة إلى معتدلة دراسات حالية

كازيريفيماب وإمديفيماب أجسام مضادة أحادية النسيلة

نعم خفيفة إلى معتدلة دراسات حالية

ديكساميثازون

نعم حادة نعم

بلازما المتعافين

نعم حادة نعم

كلوروكين وهيدروكسي كلوروكين

لا خفيفة إلى شديدة نعم

توسيليزوماب

لا حادة نعم

باريسيتينيب مع ريمديسيفير

نعم حادة دراسات حالية

ديكساميثازون مع ريمديسيفير

لا حادة دراسات حالية

ديكساميثازون وريمديسيفير وتوسيليزوماب

لا حادة نعم

 

المشاركون في هذه الدراسة:

د.ريمي توماس (باحث مشارك أول، معهد قطر لبحوث الطب الحيوي)
مراجعة النسخة العربية: (رويدة زياد طه، باحث مشارك، معهد قطر لبحوث الطب الحيوي)
المحررون: د. أدفيتي نايك (باحث ما بعد الدكتوراه، معهد قطر لبحوث الطب الحيوي)، ود. ألكسندرا باتلر (باحث رئيسي، معهد قطر لبحوث الطب الحيوي)

لتصفح المراجع، يُرجى الضغط هنا.