طالبة بكلية القانون: التعليم الإلكتروني وفر بديلًا تعليميًا

طالبة بكلية القانون: التعليم الإلكتروني وفر بديلًا تعليميًا مفيدًا لجميع الطلاب

20 مارس 2020

طالبة بجامعة حمد بن خليفة تقول إن أدوات التعليم الإلكتروني توفر فرصًا وفيرة لإعادة تنمية المواهب

طالبة بكلية القانون: التعليم الإلكتروني وفر بديلًا تعليميًا مفيدًا لجميع الطلاب

عندما تلقت شريفة أهين، الطالبة في السنة الأولى ببرنامج دكتور في القانون، أخبارًا عن وقف جميع أنشطة التعلم داخل الفصول الدراسية، بدت ملامح الإحباط واضحة على وجهها تمامًا. ولكن بعد مرور أسبوع على تجربتها في التعلم عن بعد، تغيّر هذا التصور.    

وقالت شريفة: "أدوات التعلم عبر الإنترنت ليست جديدة تمامًا بالنسبة لي، لأن تقديم الواجبات والبحوث الأكاديمية عبر الإنترنت من المتطلبات الأساسية لمقررات القانون في الكلية، ولكن الشيء الجديد بالنسبة لي كان الحاجة لاستخدام هذه الأدوات باستمرار عن بعد والتعاون مع العديد من المستخدمين في الوقت نفسه."    

وتشارك شريفة بانتظام في حصصها الدراسية عبر الإنترنت مع الطلاب الآخرين في البرنامج البالغ عددهم ثمانية أفراد لمناقشة القضايا القانونية. وتساعد المقررات الأكاديمية التي تقدَّم حاليًا عبر حصص دراسية على شبكة الإنترنت الطلاب على تطوير مهارات متقدمة في التعامل مع المشاكل القانونية، وتوفر لهم فرصًا للاستفادة من ووجهات النظر المختلفة. وفي هذا البرنامج، يتلقى طلاب السنة الأولى مقررات تشمل القانون الدستوي، والكتابة القانونية 2، والقانون الدولي وقانون الملكية الفكرية. ومن المتوقع استمرار جميع المقررات على النحو المخطط الآن بعد نشر التعليمات على شبكة الإنترنت."

وتوضح شريفة: "لقد تعلمت كيفية التبحر في فوائد وتعقيدات تجربة التعلم على شبكة الإنترنت. وقد تعيَّن عليَّ تغيير عقليتي المعتادة على مهارات مثل إدراك لغة الجسد وتحليلها إلى إيلاء تركيز أكبر إلى الاستماع بشكلٍ فعال.  وفي غياب التفاعلات الجسدية أو ردات الفعل الواضحة، فقد تعين علينا الاعتماد على ردود الفعل الاستباقية وعامل الوضوح وتحسينهما في تواصلنا."

وكان من بين أكبر مصادر خيبة الأمل التي واجهت شريفة إلغاء مسابقة محكمة فيز الصورية للتحكيم التجاري الدولي، التي كان من المقرر عقدها في شهر أبريل 2020 بالعاصمة النمساوية فيينا. وكانت المسابقة من بين أبرز أنشطة العام الدراسي الحالي، وكانت شريفة قد تلقت هي وزملاءها تدريبًا أسبوعيًا استعدادًا للمشاركة في هذه الفعالية منذ شهر أكتوبر 2019.  

وقالت شريفة: "على الصعيد الدولي، كان هناك شكل واضح من أشكال المرونة التي ميّزت الجهود العالمية الرامية لضمان استمرارية الدراسة والفعاليات الأكاديمية رغم الظروف المعاكسة. وقد علمنا ذلك أيضًا عندما حصلنا على فرصة للمشاركة في المسابقة عبر تقنية عقد المؤتمرات على شبكة الإنترنت. وعلى الرغم من ذلك كله، فقد تمكنت من المشاركة في مسابقة فيز التحضيرية بالشرق الأوسط في مملكة البحرين فقط، لأنها تحولت بالكامل إلى الانعقاد على شبكة الإنترنت. وقبل ذلك، كان الحصار سيحول دون حصولنا على التأشيرات اللازمة لدخول البحرين والمشاركة في المسابقة."   

وترى شريفة أن الظروف غير الاعتيادية يمكن أن توفر منحنى تعليميًا لكل الأشخاص المعنيين، حيث تقول: "هناك جانب إيجابي في كل شيء إذا ما نظرت إليه بعين بصيرة. وبصفتنا محامين، يُنتظر منا التعامل مع أوضاع من هذا القبيل في المستقبل، حيث يمكن إنهاء العقود بشكل مفاجئ أو قد نحتاج إلى صياغة تعميمات محددة للجماهير."  

وبعد مرور أكثر من ثمانية أيام على بدء تجربتها في التعلم عبر الإنترنت، تعتقد شريفة أن الأدوات الرقمية توفر بديلًا للتعامل مع الظروف المشابهة في المستقبل، حيث تقول: "رغم أنني لا أعتقد بأن التعليم الرقمي يمكن أن يحل محل التعليم داخل الفصول بشكلٍ دائمٍ، فإنني أعتقد بأنه يمثل بديلًا وجيهًا بالنظر إلى الوضع الحالي. ويسمح هذا النمط كذلك بتوفير المرونة في المستقبل بمجرد عودة الأمور إلى وضعها الطبيعي. وحيث أننا مؤسسة للتعليم العالي، فإن العديد من الطلاب لديهم وظائف بدوام كامل والتزامات عائلية. ويسمح التعليم الإلكتروني للطلاب بحضور فصولهم الدراسية عن بعد في أوضاع استثنائية، وهو أمر مهم على وجه الخصوص لهيئتنا الطلابية.. وقد أرسى ما يحدث اليوم بكل وضوح الأساس لإجراءات التعامل مع الطوارئ في المستقبل. ولكنني أشعر أيضًا بأنني محظوظة على وجه الخصوص بامتلاك إمكانية الوصول إلى هذه الوسائل التكنولوجية." 

واختتمت تصريحاتها قائلةً: "على المدى الطويل، يتعين على المجتمع التكيف مع الأوضاع المستجدة والمضي قدمًا في طريقنا رغم التحديات. ويمكننا، بل ويتعين علينا، أن نستفيد من بعض الدروس التي تعلمناها اليوم بكل تأكيد في المستقبل."