كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية تنظم محاضرة تستعرض آفاق الكتابة الإبداعية كممارسة للحرّية

تأتي محاضرة "الكتابة الإبداعية كممارسة للحرّية" ضمن سلسلة محاضرات كاتباتٌ مسلمات، التي ينظمها قسم اللغة والثقافة والاتصال في كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية.

عقدت المحاضرة في مبنى ذو المنارتين بالمدينة التعليمية، حيث شاركت الدكتورة رندا عبد الفتاح، زميل باحث في قسم علم الاجتماع بجامعة ماكواري في مدينة سيدني الأسترالية، رؤاها حول كيف ساهمت خبراتها الأكاديمية، والتعليمية في المدارس الابتدائية والثانوية، ودورها كناشطة في العمل الحقوقي، وكاتبة، ومنظمة مجتمعية، ومحامية سابقة، في صقل مهاراتها وتشكيل كتبها الموجهّة للأطفال واليافعين. 

وأثناء المحاضرة، استعرضت الدكتورة رندا ثلاثة من مؤلفاتها المتنوعة، من بينها كتاب "11 كلمة للحب" الحائز على الجوائز والمنشور باللغتين العربية والإنجليزية، وكتاب The Lines We Cross، فضلًا عن أحدث كتاب لها: Discipline. وتدور أحداث الكتاب الأخير في مدينة سيدني أثناء شهر رمضان المبارك لعام 2021، وهي الفترة التي اشتدت فيها الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة وأسفرت عن مقتل ما يقارب 300 شخص. واستلهمت الكاتبة قصة هذا العمل من تجربتها الشخصية، وبحوثها، ونشاطها الحقوقي، واستكشفت فيه آثار العنف المُمَارس في حق الفلسطينيين والمسلمين بكل من القانون، والإعلام، والتعليم، والأوساط الأكاديمية.

كما ناقشت الدكتورة رندا نهجها في الكتابة، وأكدت على دور الكتابة الهام في التوجيه، والإلهام، وإطلاق العنان للخيال. وشددت على أن الكتابة وسيلة قوية للتعبير عن القصص الأصيلة وغير المحرفة، إضافة إلى دورها في إحداث تغييرات إيجابية في مجتمع اليوم.

وتعليقًا على المحاضرة قال محمود الحرثاني، الأستاذ المساعد في كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية: "إنه لمن دواعي سرورنا أن نستضيف الدكتورة رندا عبد الفتاح لإلقاء هذه المحاضرة. وإن خبرتها ونجاحها يعززان ما نسعى إلى تحقيقه من خلال سلسلة كاتبات مسلمات، والتي تُسلّط الضوء على أصوات الأقليات غير الممثلة بالشكل الكافي في هذا المجال، إذ تهدف كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية إلى إزالة الاستعمار المعرفي من خلال تحدي المعايير السائدة والنظريات المعرفية التي همشت أصوات النساء المسلمات على مر التاريخ. ومن خلال مبادرات مثل هذه، نتفاعل مع مفهوم بوافينتورا دي سوزا سانتوس لعلم اجتماع الغياب من خلال إبراز تلك التجارب ومساهماتها الفكرية التي غالبًا ما يتم إسكاتها أو إخفاؤها. ومن خلال القيام بذلك، نأمل المساهمة في إعادة تشكيل هذه السردية من خلال إنتاج وترويج أعمال تمثل النساء المسلمات وواقعهن المعاش بدقة".

كما تؤكد هذه المحاضرة على التزام كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية بتعزيز أصوات النساء المسلمات ودعم السرديات الموثوقة التي تثري الخطاب الأكاديمي والمجتمعي.