سلّطت المناقشات الضوء على مهنة الترجمة وتحدياتها وفرص وإشكالات تقنيات الذكاء الاصطناعي
نظمت كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية بجامعة حمد بن خليفة مؤتمرًا نوعيًا في المدينة التعليمية احتفاءً باليوم الدولي للترجمة. حيث رسّخ المؤتمر المكانة الرائدة للجامعة كمؤسسة أكاديمية تدمج بين الرؤية البحثية المتقدمة، والبرامج الأكاديمية والتدريب المهني الذي يربط الطلاب بسوق العمل، مع السعي لتحقيق رسالتها الأشمل المتمثلة في خدمة المجتمع وتعزيز دوره في الحوار الثقافي الدولي.
وتميز المؤتمر هذا العام بمشاركة بارزة لجائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي، حيث ألقى عبدالرحمن المري المسؤول الإعلامي للجائزة، الكلمة الرئيسية في المؤتمر، استعرض فيها دور الجائزة في تعزيز دور الترجمة في التقريب بين الشعوب ونشر الثقافة العربية والإسلامية، مؤكدًا على أهمية التعاون الوثيق بين المؤسستين في دعم وإثراء التبادل الفكري والثقافي، حيث تؤكد هذه الشراكة على الأهمية الاستراتيجية كأداة للتواصل الحضاري وتقريب الشعوب وتبادل الخبرات وصناعة خطاب عالمي جديد يقوم على التفاهم المشترك. ويعبّر هذا التعاون عن وعي شامل بأن الترجمة لا يمكن أن تنهض بأدوارها الكبرى إلا عبر تحالفات علمية وثقافية تعزز بعضها بعضًا.
وتضمنت المناقشات مجموعة واسعة من القضايا مثل السياسات اللغوية ودور التعريب في صياغة الهوية الوطنية، والعدالة المعرفية ودور الترجمة في تحقيق وإعادة التوازن في إنتاج وتداول المعرفة بين الثقافات. كما تطرق النقاش إلى مهنة الترجمة نفسها، وطرحت أسئلة جوهرية حول حاضرها ومستقبلها، والفرص والتحديات التي تسفر عن تقنيات الذكاء الاصطناعي، وأثرها على الممارسات المهنية ومستقبل الترجمة في المجالات القانونية، والإعلامية، والطبية، وغيرها من المهن المختلفة. كما ناقش المؤتمر الأبعاد الثقافية والإبداعية للترجمة من خلال جلسة تناولت النقل الثقافي. ومن أبرز ما تميَّز به المؤتمر هذا العام هو تخصيص جلسة لمناقشة بحوث طلاب الدراسات العليا في الكليّة، الأمر الذي يعكس إيمان الجامعة العميق بأهمية إشراك الشباب في صناعة المعرفة وإتاحة منصّة تمكّنهم من اختبار أفكارهم أمام نخبة من الخبراء والأكاديميين، بما يتيح لهم فرصة المشاركة في الحراك البحثي والربط بين التجربة التعليمية والتطبيق العملي.
وتعليقًا على المؤتمر، قال مازن الفرحان، مدير مركز الترجمة والتدريب: "إن المؤتمر يندرج ضمن رؤية كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية الرامية إلى تعزيز دور جامعة حمد بن خليفة كمركز للحوار الثقافي والإبداع المعرفي، والترجمة لم تعد نشاطًا ثانويًا أو ممارسةً تقنية، بل أصبحت رافعةً مركزية للنهضة الحضارية والانفتاح على الآخر، والمؤتمر يمثل منصة لتعزيز التفاهم الدولي، ويضع المترجم في موقع الفاعل الحضاري الذي يبني الجسور بين الثقافات ويعيد صياغة العالم على نحو أكثر عدلًا وتواصلًا وتفاهمًا".
ومن خلال تعزيز العلاقة بين نخبة من الخبراء والمعنيين، فإن هذا المؤتمر يعزز الدور المهم الذي تؤديه الترجمة في صياغة التواصل العالمي ونشر المعرفة والحفاظ على الثقافة.
أخبار مشابهة
كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية تنظم محاضرة تستعرض آفاق الكتابة الإبداعية كممارسة للحرّية
المعهد العالمي للدراسات الاستراتيجية "جِسر" يُنظم مائدة مستديرة حول الدين والمجتمع والدبلوماسية
جامعة حمد بن خليفة تعرض مشاريع طلابها المبتكرة في النسخة الثالثة لمنتدى بحوث الطلاب
جامعة حمد بن خليفة تنظم ورشة عمل لمناقشة تطوير مشروع مؤشر التماسك الاجتماعي