مستشعرات الأكسجين تحسن جودة الحياة للمصابين بأمراض القلب

أمل يلوح لمرضى فقر الدم الإقفاري: مستشعرات الأكسجين تحسن جودة الحياة للمصابين بأمراض القلب

08 نوفمبر 2019

العمل برفقة الفائز بجائزة نوبل في الطب لعام 2019 تلهم الجهود البحثية لأستاذ بكلية العلوم الصحية والحيوية

أمل يلوح لمرضى فقر الدم الإقفاري: مستشعرات الأكسجين تحسن جودة الحياة للمصابين بأمراض القلب

من السمات الاعتيادية التي كانت تميز الوضع السائد في مختبر السير بيتر راتكليف الانضباط الفائق، وإتباع نهج رشيد للغاية فيما يتعلق بعملية جمع البيانات، والمواظبة على عقد اجتماعات مع فريق الأبحاث للنظر في فلسفة العمل. 
  
وفي جامعة حمد بن خليفة، ليس هناك من هو أنسب من الدكتور أيمن الحاج زين، الأستاذ المساعد بكلية العلوم الصحية والحيوية، للحديث عن العمل في هذه البيئة الفريدة والمتميزة، حيث عايش الدكتور أيمن عن قرب فوائد وامتيازات العمل مع السير راتكليف، الفائز بجائزة نوبل في علم وظائف الأعضاء والطب لعام 2019، خلال الفترة من عام 2016 إلى عام 2019.  

وقد حصل السير راتكليف، مؤخرًا، على الجائزة، برفقة الدكتور ويليام كايلين من جامعة هارفارد؛ والدكتور غريغ سيمينزا من جامعة جونز هوبكنز، تقديرًا لأبحاثهم حول عواقب وآثار نقص الأكسجة.  

وقال الدكتور أيمن: "ركز الفريق البحثي للدكتور راتكليف على اكتشاف الآليات الجزيئية الرئيسية لاستشعار الأكسجين في الجسم. وتُمَّكِن تلك الآليات، التي كان يُعتقد في الأصل أنها موجودة في الكليتين فقط، الخلايا من التكيف بسرعة والبقاء في البيئات منخفضة الأكسجين، وهو ما يعرف أيضًا باسم حالة نقص الأكسجة. وعندما تنخفض مستويات الأكسجين، يتراكم مُرَكَب بروتيني يعرف باسم العامل المحفز لنقص الأكسجة "HIF1" في الخلايا. ويتسبب ارتفاع هذا العامل في حدوث عددٍ من الآثار من بينها الحد من عمليات استهلاك الأكسجين في الخلايا، وزيادة عملية تدفق الأكسجين إلى الخلايا، عبر تعزيز إنتاج خلايا دم حمراء جديدة."

وكانت هناك سمة مهمة أخرى تميز عمل الفريق البحثي للسير راتكليف، وهي إجراء الفريق لأبحاث رائدة حول حالات انخفاض عدد خلايا الدم الحمراء التي عادةً ما يتعرض لها الأشخاص الذين يعانون من فقر الدم، لا سيَّما في الحالات الشديدة التي تفضي عمليات نقل الدم فيها إلى تحقيق نتائج محدودة. وقد أثمرت هذه الأبحاث عن إنتاج دواء روكسادوستات، الذي يخضع حاليًا لتجارب سريرية للتحقق من جدوى استخدامه لعلاج حالات فقر الدم المرتبطة بأمراض مزمنة.

وأضاف الدكتور أيمن: "بفضل التطورات في أنظمة استشعار الأكسجين، باتت إمكانية تطوير أدوية جديدة للمرضى الذين يعانون من أمراض أخرى تلوح في الأفق، وذلك لأن نقص الأكسجة كثيرًا ما يكون سمة مميزة مرتبطة بحدوث أمراض السرطان، والأمراض الرئوية المزمنة، ومرض نقص تروية القلب والأوعية الدموية، وغيرها من الحالات المعقدة." 

وخلال فترة عمله في مختبرات السير راتكليف، ركزت أبحاث الدكتور أيمن كذلك على طرق علاج فقر الدم الموضعي، وهي حالة تحد من تدفق الدم إلى الأنسجة وتسبب نقصًا في الأكسجين المطلوب للإبقاء على الأنسجة حية. ويجري الدكتور أيمن الآن أبحاثًا تسعى إلى استكشاف كيفية توظيف عناصر الاستشعار بالأكسجين الخلوي لتحسين نمو الأوعية الدموية في حالات فقر الدم الموضعي. وفي هذه الدراسات، يستخدم فريقه البحثي مزرعة مختبرية ثلاثية الأبعاد ونماذج عضوية على الرقائق لتقييم نمو الأوعية الدموية. 

وتحدث الدكتور أيمن عن نتائج تعاون فريقه البحثي مع الفريق البحثي للسير راتكليف، فقال: "سيمهد تعاوننا مع الفريق البحثي للسير راتكليف الطريق أمام تطوير استراتيجيات جديدة واعدة لمكافحة أمراض الأوعية الدموية الإقفارية، ومن بينها أمراض الشرايين التاجية للقلب." 
 
ويأمل الدكتور أيمن كذلك في أن يساهم الوقت الذي قضاه بجامعة أكسفورد في توفير زادٍ فكريٍ لطلاب كلية العلوم الصحية والحيوية. واختتم الدكتور أيمن حديثه بقوله: "أود أن أشجع طلابي دائمًا على سلك طريق الابتكار، والانضباط الذاتي، والسعي نحو الكمال، والتواضع، لأن هذه الشيم ستُكمل دائمًا من مساراتهم العلمية المختارة."

وتولي كلية العلوم الصحية والحيوية، إحدى أسرع المؤسسات الأكاديمية تطورًا في جامعة حمد بن خليفة، اهتمامًا كبيرًا لمجالات العلوم الحسية، والأمراض القلبية الوعائية، وعلوم الأيض، وأمراض السرطان. وتقدم الكلية خمسة برامج أكاديمية كثيرًا ما تُصنف بأنها فريدة من نوعها في منطقة الشرق الأوسط.

اقرأ المزيد حول طلاب بكلية العلوم الصحية والحيوية يحققون تقدمًا في أبحاث سرطان الثدي.