جامعة حمد بن خليفة تولي اهتمامًا بالمبادرات النظرية
Hamad Bin Khalifa University

الإنسان جامعة حمد بن خليفة تولي اهتمامًا بالمبادرات النظرية في ظل كوفيد-19

كلية الدراسات الإسلامية تحث الشباب على أن يكونوا عنصرًا فاعلًا في مجتماعاتهم

حوار مع الدكتور إفرين توك، العميد المساعد للمبادرات الإبداعية، وبيان خالد، زميل أبحاث في كلية الدراسات الإسلامية

أعطنا نبذة عن مبادرتك، وما هي الأهداف، ومن هم المستفيدون الأساسيون.

تعد مبادرة "كوفيد-19 والذعر الأخلاقي العالمي: تحدي الشباب" جزءًا واحدًا فقط من ثلاثة تحديات حول جائحة فيروس كورونا. وتدعو المبادرة الشباب في جميع أنحاء العالم إلى تقديم عرض تقديمي حول فيروس كورونا، وردود أفعال الجمهور تجاهه، وما الذي يتوجب عليهم فعله للتعامل معه من منظور أخلاقي.

ويشمل التحدي عدة مراحل، حيث تتضمن المرحلة الأولى تقديم عرض خطي أو شفوي؛ وتهدف هذه الخطوة تحديدًا إلى تشجيع المواهب الإبداعية لدى الشباب. ويُشترط أن يتضمن العرض التقديمي أحد جوانب "الذعر الأخلاقي" الذي تسبب فيه فيروس كورونا، مع الحاجة إلى وصف جوانب محددة للذعر الأخلاقي وتفصيلها وتحليلها. وتشمل المبادرة أيضًا تسليط الضوء على وجهات نظر إبداعية أو مبتكرة، مع اقتراحات لحلول طويلة المدى، ودعوة واضحة للعمل الجماعي من جهة الشباب العالمي. أما الخطوة الثانية فتشمل قائمة بالمرشحين الذين وقع عليهم الاختيار في القائمة النهائية للمشاركين. وتُوجه الدعوة لهؤلاء المشاركين لتقديم عرض تفاعلي عبر الإنترنت أمام لجنة من الحكام، ومن ثم تُخصص مدة 10 دقائق لكل عرض تقديمي، ويتبع العرض أسئلة من الحكام. وأخيرًا، يعمل الحكام على تحديد ثلاثة فائزين نهائيين في المسابقة.

ويهدف التحدي إلى إلهام وتشجيع الشباب على الانخراط والمشاركة الفعالة في المجتمع، لاسيما خلال هذه الفترة العصيبة. وقد لوحظ في الآونة الأخيرة أن انتشار الفيروس قد تسبب في شعور البعض بالإحباط، ولذلك، أردنا أن نبعث ببعض الأمل في هذه الأوقات التي تتسم بالغموض. ونأمل أن ينقل المشاركون فكرتهم من مرحلة الإنشاء إلى التطبيق، حتى يتمكنوا من إضافة القيم الأخلاقية لمجتمعهم.

أين وكيف نشأت فكرة التحدي؟

لم يشكل وباء كوفيد-19 خطرًا عالميًا على الصحة فحسب، بل تسبب أيضًا في حالة من الذعر الأخلاقي الشديد. وفي حين أن الفيروس له أعراض معروفة وثابتة، إلا أن الذعر الأخلاقي الذي تسبب به له العديد من المظاهر. فقد بدأنا نسمع أخبارًا عن أشخاصٍ كانوا يقاتلون حرفيًا على البضائع القليلة المتبقية في المحلات التجارية. وسمعنا أيضًا عن موجات من العنصرية، وفقدان المنتجات الأساسية والطعام، والمطهرات التي نفدت من الأسواق في جميع أنحاء العالم. ونحن جميعًا نعلم أن الذعر الأخلاقي الناجم عن الفيروس هو من أهم العوامل المسببة لهذه التصرفات.

وقد أشار الأمين العام للأمم المتحدة، السيد أنطونيو غوتيريش، إلى أن تصنيف كوفيد-19 كوباء عالمي يعد "دعوة إلى المسؤولية والتضامن". ونحن في كلية الدراسات الإسلامية بجامعة حمد بن خليفة نولي اهتمامًا خاصًا بالشباب، لأننا ندرك أنهم قادة الغد وواضعي السياسات في المستقبل. ولذلك، رأينا أن هذه الدعوة للمسؤولية والتضامن فرصة مثالية لإشراك الشباب على نطاق أوسع. ونحن نرى أن جميع المشاركين لديهم الشجاعة الأخلاقية لإحداث الفارق. ومن هنا، يستمد التحدي اسمه، حيث يمثل مزيجًا بين التحديات الأخلاقية والدور المهم الذي يتبناه شباب اليوم.

كيف تضمن نجاح مبادرتك على الرغم من الظروف الحالية؟

لا تمثل الظروف الحالية عائقاً لنا؛ بل نحن نعتبرها الفرصة المثلى لتهيئة الشباب وتشجيعهم على الانخراط في مجتمعاتهم. وبينما تحث الدولة الجميع على الالتزام بالتباعد الاجتماعي والبقاء في المنازل للحماية العامة، تزودنا هذه التعليمات بمزيد من الوقت للمشاركة في النشاط الرقمي الإبداعي المبتكر. وتجري منافسات التحدي بأكملها عبر الإنترنت، وذلك للتوافق مع الظروف التي نعيشها الآن. وفي الأوقات العادية، نجد أن الكثير من الشباب يبحثون عن فرص المشاركة الإيجابية في مجتمعاتهم، والآن أصبح بإمكانهم أن يفعلوا ذلك حتى من منازلهم. ويمثل تحدي الشباب فرصة مثالية لتحويل هذه المشاركة إلى واقع ملموس.

كيف تعملون على الترويج لهذا التحدي على المستويات الوطنية أو الإقليمية أو الدولية؟

لقد استخدمنا وسائل التواصل الاجتماعي الخاصة بنا واعتمدنا على تأثير كرة الثلج، حيث يتناقل الشباب فكرة التحدي من خلال حساباتهم الاجتماعية الخاصة. ولقد حصلنا على العديد من المشاركات من جميع أنحاء العالم. وخلال عملية الاختيار النهائية، ركزنا  بشكل أساسي على طلاب جامعة حمد بن خليفة، ولكن التحدي كان مفتوحًا لجميع المشاركين من كل الأعمار -- حتى الأطفال الذين هم في السابعة من العمر!

ما هي بعض الأفكار التي اقترحها المرشحون الذين وقع عليهم الاختيار؟

تراوحت الأفكار بين مشاركة الأطفال من خلال تقرير إخباري قصير حول الوباء؛ وشملت هذه التقارير سُبُل استغلال الوقت في المنزل والأنشطة الآمنة. كما شملت الاقتراحات عروضًا تقديمية مع نصائح للتعامل مع الوباء كأفراد ومجتمعات من منظور إسلامي. وشملت أيضًا أفكارًا أخرى حول تأثر المناخ بشكل إيجابي بالوباء، وأخرى حول الاعتناء بالصحة النفسية خلال هذه الفترة. ومن بين أكثر المشاركات تميزًا تلقينا لتقرير إخباري يستخدم لغة الإشارة، لتلبية احتياجات الأشخاص الذين يعانون من إعاقات سمعية.

وقد فاز في هذا التحدي كل من:

موزا درويش: قدمت عرضًا رائعًا يحتوي على أفكار إبداعية لرعاية المسنين في هذا الوقت. وتضمنت الأفكار خطوطًا ساخنة ومتطوعين لإعانة كبار السن على التسوق، بالإضافة إلى حملة على وسائل التواصل الاجتماعي باسم "عساكم خير" لتشجيع الشباب على استخدام تقنيات الفيديو للتواصل مع المسنين، وتقليل شعورهم بالوحدة والاكتئاب.

رازي شيخ: الذي قدم فكرة معمقة عن إنشاء منصة للتطوع أثناء الوباء، والتي يمكن تطبيقها حتى بعد انتهاء فترة تفشي الفيروس. ويستطيع المتطوعون أن يشاركوا في أشياء بسيطة، مثل تدريس اللغة الإنجليزية الأساسية للمهاجرين، أو مساعدتهم في استكمال أوراقهم الحكومية.

زينات سفيرة: التي قدمت حلولًا أساسية في الصحة النفسية والبدنية، ولكن من منظور إسلامي.

ومع ذلك، فإن جميع العروض المقدمة متميزة للغاية، وكانت عملية اختيار الفائزين صعبة للغاية. ولكن العروض الفائزة تميزت بشكل خاص لأنها كانت مبدعة وبسيطة ومجدية، وفي الوقت نفسه مؤثرة للغاية، ولها علاقة مباشرة بالتحدي. وعلاوة على ذلك، فلقد رأينا أن المشاركين جميعًا استطاعوا الإجابة عن أسئلتنا بشكل جيد، بصورة واضحة ومختصرة.

ما الذي تنوون فعله بهذه الأفكار؟ وما هي الآليات التي ستستخدمونها طوال فترة التحدي حتى المراحل النهائية؟

سننشر عروضهم التقديمية على قنوات التواصل الاجتماعي وموقع الإنترنت الخاص بنا، وذلك لمشاركة أفكارهم الرائعة مع الجمهور على نطاق أوسع. ويستطيع الجميع التعلم من هذه العروض، كما نأمل أن يعملوا على تطبيقها في حياتهم اليومية. كما احتفظنا بردود المشاركين على لجنة الحكام، لتقديم فهم أفضل لأفكارهم وتشجيع المجتمع على التصرف بناءً على هذه الأفكار.

وماذا عن الإصدارات المقبلة من هذا التحدي؟

بالنسبة للنسخة الثانية من التحدي، تتعاون جامعة حمد بن خليفة مع منتدى شباب التعاون الإسلامي لإطلاق تحدي "متضامنون ضد كوفيد-19". فمع ظهور فيروس كورونا، يمر العالم بوقت عصيب مما يخلق تحديات جديدة في المجتمع. ويحاول الجميع في كافة أنحاء العالم التكيف مع المعايير الجديدة بطريقتهم الخاصة، وهم يعملون معًا لحماية أنفسهم ومجتمعاتهم. وفي ظل التوقعات الراهنة بأن الوباء قد يغير العالم إلى الأبد، فإننا نهدف إلى الاستفادة من أفضل الخبرات والإجراءات والاستجابات التي طرحها الأفراد والمجتمعات أثناء تفشي المرض.

وسيشمل التحدي ثلاثة أسئلة ويمكن للمشاركين التقدم بطلب واحد أو كل الأسئلة في نفس الوقت.

ويشمل التحدي عدة أسئلة، مثل: ماذا الذي تفعله، كفرد من أفراد المجتمع، لمعالجة المشاكل الناشئة عن كوفيد-19؟ وما هي بعض الدروس التي تعلمتها من العيش أثناء فترة انتشار هذا الوباء؟ وماذا تتوقع أن يحدث في العالم بعد اختفاء فيروس كورونا؟ (أي الوضع الاجتماعي والحكومات والسياسة وريادة الأعمال والتكنولوجيا وما إلى ذلك)

ويجب أن تكون العروض المقدمة على شكل فيديو مدته دقيقة واحدة. وسوف تُستخدم  أفضل المقاطع من كل فئة في هيئة رسوم متحركة ثابتة، لتمثل الفكرة التي يقدمها كل مقطع.
 

أخبار متعلقة

جامعة حمد بن خليفة، عضو مؤسسة قطر، تعرض بحوثها في مجال الرعاية الصحية والتكنولوجيا الرقمية المتقدمة التي طورتها خلال مؤتمر ويش 2020

شاركت جامعة حمد بن خليفة في مؤتمر القمة العالمي للابتكار في الرعاية الصحية (ويش) 2020 باعتبارها أحد شركاء المؤتمر، وذلك بما يتماشى مع رسالتها المتمثلة في تعزيز التحول الإيجابي داخل دولة قطر مع المشاركة في إحداث تأثير عالمي.

كلية الدراسات الإسلامية بجامعة حمد بن خليفة تُطلق برنامج تصميم إنسانية ما بعد كوفيد-19

أطلقت كلية الدراسات الإسلامية بجامعة حمد بن خليفة برنامجًا جديدًا يتناول الجهود المبذولة لتصميم إنسانية أكثر عدلاً وشمولاً واستدامةً بعد انتهاء فيروس كوفيد-19.