لفت انتباه عبدالرحمن القحطاني منذ فترة طويلة، العلاقة المتداخلة بين المبادئ الإسلامية ووسائل التمويل المعاصرة، الأمر الذي شجعه للالتحاق بكلية الدراسات الإسلامية بجامعة حمد بن خليفة، للحصول على درجة الدكتوراه في التمويل الإسلامي والاقتصاد.

ونتيجة للدور الحيوي الذي تقوم به كلية الدراسات الإسلامية في ترسيخ المبادئ الإسلامية في العلوم الاجتماعية الحديثة، فقد وجد عبدالرحمن نفسه أيضا في بيئة مثالية للتعمق في اهتماماته البحثية، ومن خلال القيام بذلك، اكتشف أنه لا يستطيع فقط توسيع مداركه للمفاهيم النظرية والعملية للتمويل الإسلامي، ولكن أيضا وضع بصمته الخاصة من خلال الأبحاث الرائدة التي يدرسها.

وتعليقًا على ذلك يقول عبدالرحمن: "كان التحاقي في هذا البرنامج أحد أكثر التجارب إلهامًا وتحولًا في حياتي، لقد كانت فرصة لتوسيع معرفتي لأصبح خبيرًا في مجال عملي".

وقد تضمن برنامج الدكتوراه منهجًا مبتكرًا متعدد التخصصات، ساهم في صقل "عبدالرحمن" بالمهارات التحليلية والبحثية اللازمة للتعرف على مجالات الخدمات المالية والاقتصاد الإسلامي المتنامي وسريع التطور، فضلًا عن التحديات والفرص ذات الصلة، كما أتاحت له فرصًا لبناء علاقات مع أعضاء هيئة التدريس في كلية الدراسات الإسلامية، الذين يتألفون من خبراء متخصصين معترف بهم دوليًا، مُكرسين للبحث الفكري بما يتجاوز المجالات الدراسية إلى آفاق أرحب، مثل إجراء البحوث ذات الصلة المحلية والعالمية.

ونتيجة لتشجيع أعضاء هيئة التدريس، تمكن "عبدالرحمن" من تعزيز اعتماده كباحث متألق، وبناء محفظته البحثية، ومنها نشر ورقة بحثية، بصفته مؤلف رئيسي، بعنوان: "ما هي المعايير المطلوبة لاقتصاد قائم على المعرفة في قطر؟" في مجلة MDPI Sustainability المرموقة. ليس هذا فحسب، ولكن مع مخرجات الكلية المدمجة في مجموعات بحثية مصممة بعناية لتعزيز البحوث متعددة التخصصات والمساهمات الجديدة في المنح الدراسية العالمية المخصصة للمجالات الإسلامية، شعر عبدالرحمن بالقدرة على استكشاف ودراسة تخصص التمويل الإسلامي والاقتصاد، وفق معاييره الخاصة.

وفي هذا الصدد، يؤكد عبدالرحمن، قائلًا: "ينمو هذا المجال بسرعة كبيرة، وكنت متحمسًا لأن أكون جزءا من تشكيل مستقبله من خلال أبحاثي ومساهماتي، وأنا ممتن للدعم والفرص التي قدمتها لي الجامعة، وكلي ثقة من أن المهارات والخبرات التي اكتسبتها خلال فترة دراستي هنا ستدعمني بشكل جيد في مساراتي المستقبلية".

ويرجع الخريج القطري هذا التقدم في دراسته الأكاديمية إلى كلية الدراسات الإسلامية من خلال توفير الدعم والتعاون في ظل بيئة تعلُم أوسع نطاقًا في جامعة حمد بن خليفة، والتي تعزز بطبيعة الحال استراتيجية الدولة للاستثمار في رأس المال البشري والتنوع الاقتصادي، من خلال تزويد الطلاب بالمعرفة والمهارات اللازمة، للارتقاء في بيئة سريعة التطور، تعزز من مفاهيم ريادة الأعمال.

وبصفته خريج دفعة 2023 بجامعة حمد بن خليفة، ينضم "عبدالرحمن" إلى مجتمع الخريجين المرموقين الذين طوروا معارفهم وأفكارهم ورؤاهم في جامعة تشجع على الابتكار متعدد التخصصات، وتعزز من مفاهيم ريادة الأعمال، وتدعم طلابها لإيجاد حلول شاملة للتحديات المعقدة والمتشابكة، حيث أكمل "عبدالرحمن" وزملائه البرامج الأكاديمية، وقاموا بإجراء أبحاث اجتازت المجالات الخمسة التي تركز عليها الجامعة، وهي الصحة الدقيقة، والذكاء الاصطناعي، والتعليم التقدمي، والاستدامة، والرفاه الاجتماعي.

وبفضل المكانة الرائدة التي تتميز بها كلية الدراسات الإسلامية، كمركز معترف به دوليًا في الدراسات الإسلامية المعاصرة، فإن "عبدالرحمن" يتطلع إلى الشروع في مسارات مهنية جديدة، حيث يمكنه تطبيق ما اكتسبه من خبرات علمية للتأثير بشكل إيجابي سواء في دولة قطر أو على مستوى العالم.

ويوجه عبدالرحمن نصيحته للطلاب الجدد، قائلًا: "إذا كنت طالبًا محتملا تفكر في الدراسة في هذه الجامعة، فإنه يمكنني إخبارك أنك ستكون في رحلة رائعة، ستدفعك إلى أقصى آفاقك العلمية، وسوف تساعدك في الوصول إلى وإدراك قواك وإمكاناتك الكاملة".