اجتمع علماء جيولوجيا ومهندسون قطريون ودوليون في الدوحة لحضور ورشة العمل الرابعة للجمعية الأوروبية لعلماء ومهندسي الجيولوجيا حول حقن آبار النفط والإنتاجية وإدارة خزانات الكربونات التي عُقدت خلال الفترة من 21 إلى 23 مارس. وركزت النسخة الجديدة ومتعددة التخصصات من الورشة على مكامن الكربونات، التي تضم أكثر من نصف احتياطيات النفط والغاز الطبيعي في العالم، ويقع العديد منها في منطقة الشرق الأوسط، بما في ذلك دولة قطر.

وكان من بين المتحدثين والحضور متخصصون في قطاع النفط والغاز وممثلون خبراء من شركات النفط متعددة الجنسيات ومقدمي الخدمات والجامعات ومعاهد البحوث في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك قطر وفرنسا والدنمارك وإيطاليا والنرويج والمملكة المتحدة. وركزت الورشة، التي استمرت لثلاثة أيام وترأسها الدكتور أحمد سامي أبو شيخة، الأستاذ المشارك في قسم التنمية المستدامة بكلية العلوم والهندسة في جامعة حمد بن خليفة؛ والدكتور هربرت ليسكان من شركة توتال للطاقة، على مجموعة شاملة من الموضوعات التقنية التي عكست النهج متعدد التخصصات لتحسين إدارة المكامن والإنتاجية.

وبدأت الفعالية بعقد ورشة عمل استمرت يومًا كاملاً في 21 مارس بعنوان "أساسيات محاكاة المكامن"، قدمها الدكتور ليوناردو باتاكيني، المدير الإقليمي لشركة ستون ريدج تكنولوجي. واشتمل برنامج الورشة على كلمات رئيسية ألقاها المهندس محمد علي البوعينين، مدير هندسة البترول بشركة قطر غاز؛ والمهندس جيرالد لاتشيمي - براسورامين، مدير انتقال الطاقة وتقليل البصمة الكربونية في شركة توتال للطاقة - قطر؛ والمهندسة جاكي كيشيشيان، مدير التطوير في شركة شل - قطر. وكان الموضوع الرئيسي الذي طرح للنقاش خلال الورشة هو الحاجة إلى تقليل البصمة البيئية للصناعة عبر إدارة الكربون والقضاء على الانبعاثات الملوثة للبيئة وانتقال الطاقة.

وقدَّم طلاب من جامعة حمد بن خليفة وجامعة إمبريال كوليدج لندن وجامعة قطر وجامعة الصين للبترول ومؤسسات أخرى مساهمات رائدة. وعرض ثلاثة من طلاب الدراسات العليا في كلية العلوم والهندسة حلولهم البحثية المبتكرة خلال حلقة نقاش بعنوان "إدارة انبعاثات ثاني أكسيد الكربون".

كما وفرت الورشة فرصةً لكلية العلوم والهندسة مكنتها من تسليط الضوء على إنجازاتها العلمية والتطبيقية البارزة. واستعرضت محاضرة ألقاها الدكتور أبو شيخة بعنوان "الانضمام إلى نادي المليار خلية: نمذجة حقول النفط والغاز العملاقة باستخدام أساليب المحاكاة المتقدمة"، أحدث برنامج لمحاكاة المكامن، وهو برنامج المحاكاة القطرية المتقدمة للخزانات الذي طوره باحثو كلية العلوم والهندسة. ويتمتع هذا البرنامج بالقدرة على نمذجة مشاريع عزل ثاني أكسيد الكربون لتخزين ملايين الأطنان من الغازات الدفيئة في خزانات مستنفدة، وتقييم جدوى التكنولوجيا المستجدة مثل الهيدروجين الأزرق.

وفي أعقاب انتهاء الورشة، علَّق الدكتور أبو شيخة قائلاً: "وفرت ورشة العمل الرابعة للجمعية الأوروبية لعلماء ومهندسي الجيولوجيا حول حقن آبار النفط والإنتاجية وإدارة خزانات الكربونات منصةً ممتازةً للتعلم من الخبراء وتعزيز العلاقات مع الأطراف الفاعلة في قطاع صناعة النفط والغاز. وكان هناك إجماع واضح على الحاجة إلى التركيز على انتقال الطاقة وإزالة الكربون لدعم الاستدامة البيئية للصناعة. وقد كان من دواعي سروري مناقشة الابتكارات التي ستساهم في تحقيق هذا الهدف، ومن بين تلك الابتكارات برنامج المحاكاة القطرية المتقدمة للخزانات الذي طورته كلية العلوم والهندسة، وهو برنامج قادر على تعزيز تخزين الغازات الدفيئة المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري. وقد أتيحت لنا الفرصة للحوار مع جمهور من الخبراء الدوليين حول كيف يمكن أن تعود الإنجازات البحثية التي حققتها كلية العلوم والهندسة بالنفع على قطاع صناعة النفط والغاز بأكمله. وأخيرًا، نتقدم بخالص الشكر لأعضاء لجنتنا الفنية على دعمهم للجهود التي بذلت لتطوير برنامج تفاعلي للورشة، ونتطلع إلى النسخة المقبلة من هذه الفعالية."