كيف يمكن لتحليلات البيانات مساعدة اللاعبين الواعدين في تحقيق أهدافهم

كيف يمكن لتحليلات البيانات مساعدة اللاعبين الواعدين في تحقيق أهدافهم

20 أكتوبر 2022

مشروع "كن نجمًا" يمكنه طرح طريقة فعالة ماديًا لمساعدة اللاعبين والأندية والوكلاء على حدٍ سواء

سوف يساعد مشروع "كن نجمًا" اللاعبين الواعدين في تحقيق حلمهم بخوض مسيرة احترافية في كرة القدم.

يمكن أن يكون الطريق الذي يجب أن يقطعه الفرد ليصبح لاعب كرة قدم محترف مكلفًا وقد يستغرق وقتًا طويلاً، ولكن التعاون بين كلية العلوم والهندسة في جامعة حمد بن خليفة، وشركة sKora، وجامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية في السعودية، قد أسفر عن مشروع فريد يهدف إلى تسهيل هذه العملية. ويشرح الدكتور ينس شنايدر كيفية عمل هذا المشروع.

أخبرنا عن كيفية استخدام تحليلات البيانات لمساعدة لاعبي كرة القدم الصغار الذين يأملون في أن يصبحوا لاعبين محترفين

هناك حوالي 200 مليون لاعب يحلمون بأن يصبحوا لاعبين محترفين. ومع ذلك، لا يوجد سوى 200,000 وظيفة مدفوعة الأجر لهؤلاء اللاعبين على مستوى العالم في جميع البطولات. لذلك، لا يحقق سوى جزء ضئيل من هؤلاء اللاعبين أحلامهم. ويهدف مشروعنا إلى بناء منصة آلية لتوصيات المسار الوظيفي، حيث يمكن للاعبين الصغار تقييم مهاراتهم ذاتيًا بشكل نقدي، وهو ما يربطهم بفرص مثل الدورات التدريبية المجانية للجميع ومدارس كرة القدم. ونأمل ألا تكون منصتنا مفيدة في إدارة التوقعات للاعبين الصغار فحسب، بل نتطلع إلى أن تحدد أيضًا أفضل المواهب التي قد لا يلاحظها أحد.

ما مدى تفرد هذا المشروع، ولماذا؟

يبدي لاعبو كرة القدم الصغار تحمسًا لتحقيق حلمهم، وهم على استعداد لدفع كل ما يملكون للوكلاء للحصول على فرصة للعب على المستوى الاحترافي. وبالنسبة للوكلاء، لا يمثل هؤلاء اللاعبون الصغار، رغم ذلك، مصدر دخل موثوق به لأن الأرباح الحقيقية تأتي من تمثيل "الأسماء الكبيرة". بالإضافة إلى ذلك، يندر وجود الوكلاء الرياضيين المحترفين في تلك المناطق، وهو ما يترك اللاعبين الواعدين في كثير من الأحيان دون مسار وظيفي واضح. وما يميز مشروعنا هو أنه سيأتي في شكل تطبيق ميسور التكلفة ومصمم خصيصًا للاعبين الطموحين. وفي حال نجاح هذه التجربة، فسيؤدي هذا الأمر إلى تنظيم أعمال الوكالة الرياضية.

ما هي الخطوات التالية لتطوير هذه الفكرة؟

لقد حصلنا على منحة قياسية من برنامج الأولويات الوطنية للبحث العلمي، وهو برنامج التمويل الرئيسي للصندوق القطري لرعاية البحث العلمي، لمشروعنا الذي يحمل عنوان "كن نجماً: تحليلات البيانات للتوصية بالمسار الوظيفي في لعبة كرة القدم". وفي هذا المشروع، يتعاون باحثون من كلية العلوم والهندسة وجامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية مع شركة sKora، وهي شركة ناشئة بواحة قطر للعلوم والتكنولوجيا تقود عملية تطوير هذه المنصة. وقد وقعنا للتو اتفاقية عدم إفشاء مع شركة sKora تسمح لشركاء المشروع بالوصول إلى قاعدة بيانات الشركة، التي تضم حوالي مليون عملية انتقال احترافية للاعبي كرة القدم. ويتمثل هدف هذا المشروع البحثي في تحديد أوجه التشابه بين اللاعبين المدرجين في قاعدة بيانات الانتقالات واللاعبين الواعدين لتقديم توصياتنا. فعلى سبيل المثال، بدأ العديد من لاعبي كرة القدم اليابانيين الصغار في الأقسام الدنيا من بطولات الدوري الألمانية، حيث يجد اللاعبون اليابانيون سهولة نسبيًا في الحصول على تصريح إقامة ألماني، كما تتميز الأقسام الدنيا من الدوريات الألمانية بتنافسيتها على الصعيد الدولي.

ما هي آمالكم على المدى الطويل فيما يتعلق بتسويق هذا المشروع؟

سوف تشترك مؤسسة قطر في حيازة الملكية الفكرية المتعلقة بهذا المشروع مع شركة sKora. وبصرف النظر عن أمنياتنا بأن تصبح sKora شركة ناشئة ناجحة في مؤسسة قطر، نأمل في ترخيص البرامج والأساليب التي تمخضت عن هذا المشروع للأسواق الدولية التي يصعب علينا الدخول إليها مباشرة. وينصب تركيزنا على منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وباكستان وتركيا نظرًا لوجود عوائق قليلة في دخولنا إلى هذه الأسواق. وفي المقابل، يصعب الوصول إلى السوق الآسيوية بسبب الاختلافات الثقافية واللغوية بالإضافة إلى امتلاك هذه السوق لشبكة راسخة من وكلاء اللاعبين. 

بالإضافة إلى ذلك، ستقود زميلتي الدكتورة كاميلا سوارت-أريس، الأستاذ المشارك بكلية العلوم والهندسة ومدير برنامج ماجستير العلوم في إدارة الأنشطة الرياضية والفعاليات بالكلية، البحوث المتعلقة بالجوانب التحويلية للمشروع، أي كيفية تحويل فعالية واحدة إلى قيمة مستدامة لدولة قطر والمنطقة.

كيف حددتم هوية البلدان المستهدفة، وهل تأملون في التوسع إلى بلدان أخرى في المستقبل؟

لدينا دائمًا فلسفة الانطلاق من البيئة المحلية، لأننا نفهمها بشكل أفضل. ونأمل أن ننمو لاحقًا ونتوسع إلى أسواق أخرى (مثل السوق الآسيوية والأمريكية)، ولكننا على الأرجح سنضطر إلى الاعتماد على شركاء دوليين.

ما دور شركة sKora؟  

تتميز sKora بأنها شركة ناشئة تابعة لمؤسسة قطر وشريكة في المشروع توفر إمكانية الوصول إلى قاعدة بيانات فريدة من نوعها في جميع أنحاء العالم لعمليات انتقالات اللاعبين بالإضافة إلى قاعدة بيانات متعلقة بالفرص المتاحة للاعبين الطموحين. وقد حددت الشركة كذلك شركة التوظيف الخاصة بهذا المشروع، وهي شريك مهم لنا، لأنهم يعرفون أعمال الوكالة الاحترافية بشكلٍ جيد. والسيد عادل سعد، الرئيس التنفيذي لهذه الشركة، وكيل لاعبين معتمد من الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) بالإضافة إلى كونه مهندس حاسوب ومتخصص في مجال تكنولوجيا المعلومات بحكم تعليمه. وستكون شركة sKora وقاعدتها المتنامية من اللاعبين المحليين الطموحين بمثابة الاختبار المثالي للنتائج البحثية لهذا المشروع، بحيث يمكن اختبار كل شيء نقوم بتطويره ميدانيًا على الفور.

ما مزايا وكيل كرة القدم الرقمي مقارنة بوكيل كرة القدم الفعلي؟

تُعدُ التكلفة من المزايا المهمة، حيث يستغرق وكيل اللاعبين المحترف حوالي أسبوع لتدريب لاعب شاب قبل ربط اللاعب بأي نادٍ. ويشكل تمثيل أحد اللاعبين الشبان بدون انتقال واضح، وهي الطريقة التي يحقق بها الوكلاء معظم أموالهم، مخاطرةً بالنسبة للوكيل من ناحية وللاعب من ناحية أخرى بسبب ارتفاع التكلفة. ويمكن للوكلاء الرقميين توسيع نطاق وصولهم بشكل أفضل لأعداد أكبر من اللاعبين.

ومن المزايا الأخرى لهذا التطبيق التقييم الذاتي السهل في مواجهة مجموعة كبيرة من اللاعبين الشباب المتنافسين. فعلى الرغم من أن اللاعب الشاب قد يكون الأفضل في مدينته، إلا أن هذا لا يعني نجاحه في تلبية متطلبات الأندية المحترفة. 

وأخيرًا، تهدف المنصة كذلك إلى أتمتة بعض المهام المملّة للوكلاء المحترفين ومن بينها: قضاء ساعات كل يوم في مسح صفحات الإنترنت والشبكات بحثًا عن فرص للاعبين الشباب لإظهار مهاراتهم أمام مدرب محترف. ويسري هذا في كلا الاتجاهين، حيث تهتم الأندية بالتعرف على المواهب مبكرًا وتهتم شركة sKora بتعزيز وضع عملائها. وحتى الآن، دخلت شركة sKora في شراكة مع نادي لوسيل لكرة القدم للقيام بهذا الأمر. 

إذا كنت لاعبًا شابًا واعدًا، لماذا أحتاج إلى استخدام هذه الطريقة بدلاً من الخيارات الأخرى؟

هذه الطريقة ديمقراطية وأرخص بكثير من الخيارات الأخرى. فإذا كنت لاعب كرة قدم شابًا واعدًا، يمكنك أن تجربه أيضًا. وسيقوم النظام بتحليل جميع البيانات التي ترغب في مشاركتها مع النظام الأساسي وسيحاول بعد ذلك تعزيز وضعك. ونظرًا لأن هذا النظام آلي، يمكننا تقديم توصيات للعديد من اللاعبين بشكل يفوق قدرات الوكيل. ولا تتعلق التوصيات بالتعاقد والفرص فحسب، إذ أننا نسعى أيضًا إلى تقديم توصيات تتعلق بكيفية تحسين مهاراتك اعتمادًا على نفس الاختبارات الموحدة التي تستخدمها الأندية لتقييم لياقة المرشحين. بالإضافة إلى ذلك، يمكننا أيضًا التوصية بأفضل المراكز المناسبة للاعبين في الملعب. 

هل يمكن لهذا المشروع مساعدة جميع الأطراف - مثل اللاعبين الشباب، والوكلاء، والنوادي، وغيرهم؟

هذا هو الحال بالضبط، حيث يمكن أن يحقق الفائدة للاعبين لأن النظام يمكن الوكيل المحترف من الوصول إليه بشكلٍ أكبر. كما يحقق التطبيق الفائدة لأندية كرة القدم لأنها تحصل على المواهب في وقت مبكر، ويحقق الفائدة للوكلاء كذلك لأن أدواتنا تتيح لهم تصفية المرشحين وتحديد المواهب في وقت مبكر. بالإضافة إلى ذلك، سوف يتتبع النظام الأساسي حسب تصورنا تطور كل لاعب. فإذا كان نادي لوسيل، على سبيل المثال، يبحث بشكل خاص عن جناح أيسر أو حارس مرمى، يمكننا ترشيح لاعبين جيدين في هذه المراكز للنادي. ويمكن أيضًا استخدام طرق تحليلات مماثلة في المستقبل لتحسين مجموعة اللاعبين الموجودين في النادي. فعلى سبيل المثال، يمكن أن يوصي التحليل بالتعاقد مع لاعب خط وسط آخر لأن الأندية الأكثر نجاحًا تكون أكثر مرونة على أرض الملعب. 

* يشغل الدكتور ينس شنايدر منصب أستاذ مساعد بكلية العلوم والهندسة في جامعة حمد بن خليفة.