كلية العلوم والهندسة تطوّر نهجًا لتشخيص أمراض القلب والأوعية الدموية

كلية العلوم والهندسة تطوّر نهجًا لتشخيص أمراض القلب والأوعية الدموية

27 يونيو 2022

الكلية تهدف إلى توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي والتعلم العميق لتعزيز خدمات الطب الدقيق

كلية العلوم والهندسة تطوّر نهجًا لتشخيص أمراض القلب والأوعية الدموية

طرح علماء في كلية العلوم والهندسة بجامعة حمد بن خليفة نظامًا جديدًا يعتمد على الذكاء الاصطناعي يمكن استخدامه لتشخيص أمراض القلب والأوعية الدموية استنادًا إلى صور شبكية العين، وهي الطبقة العميقة والرقيقة الحساسة للضوء في العين، بالإضافة إلى بيانات صحة العظام، مستفيدين في ذلك من أحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي. وقد طُورت هذه الطريقة المهمة في الكلية بتمويل من قطر بيوبنك، ونُشرت نتائج البحث في مجلة (أوبن أكسيس سنسورز)، المتاحة لعموم الجماهير. 

ويقوم النظام الذي يعتمد على تقنيات التعلم العميق الذي طرحته الكلية بتشخيص أمراض القلب والأوعية الدموية باستخدام المعلومات المجمعة من تقنيتين للتصوير. والتقنية الأولى هي تصوير الشبكية التي توفر للمتخصصين الطبيين طريقة سريعة لفحص الأعصاب البصرية وتشخيص أمراض مثل ارتفاع ضغط الدم أو اعتلال الشبكية السكري أو تصلب الشرايين. والتقنية الثانية هي بيانات قياس امتصاص الأشعة السينية مزدوجة الطاقة المتعلقة بكثافة المعادن في العظام. وتمثل هذه التقنية شكلاً من أشكال تقنية الأشعة السينية غير التوسعية التي تُستخدم لتحليل صحة العظام وفقدانها. وقد اعتمدت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية استخدام هذه التقنية مؤخرًا في تشخيص أمراض القلب والأوعية الدموية.

واستفاد الباحثون من تقنيات التعلم العميق لدمج مجموعتي المعلومات المستمدة من تصوير الشبكية بالإضافة إلى بيانات قياس امتصاص الأشعة السينية مزدوجة الطاقة لتشخيص بداية حدوث أمراض القلب والأوعية الدموية لدى عينة من المواطنين القطريين كبار السن. وبناءً على نتائج التجربة، توضح الطريقة الجديدة المقترحة حدوث تقدم محتمل رئيسي للكشف المبكر عن أمراض القلب والأوعية الدموية بطريقة سريعة وغير جراحية ومنخفضة التكلفة.

وفي قطر، تحدث 69٪ من حالات الوفاة بفعل الإصابة بأمراض مزمنة، و24٪ منها بسبب الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية. وتتوافق الأبحاث التي تجريها الكلية مع الاستراتيجية الوطنية للصحة في قطر للفترة بين 2018-2022 التي تهدف إلى تقليل معدل الوفيات الناجمة عن أمراض معينة مثل أمراض القلب والأوعية الدموية بنسبة 15٪. وتتمثل إحدى طرق تحقيق ذلك في استخدام الطب الدقيق أو الخدمات الصحية الشخصية للكشف المبكر عن الأمراض وتشخيصها.

وقال الدكتور تنوير علم، الأستاذ المساعد في قسم تكنولوجيا المعلومات والحوسبة بكلية العلوم والهندسة، والباحث الرئيسي في المشروع: "تُستخدم تقنيات الذكاء الاصطناعي الحديثة، في صميم هذه الدراسة، للوقاية من حدوث أمراض القلب والأوعية الدموية وتشخيصها وعلاجها. وتوضح نتائج البحث كيف يتطور استخدام الذكاء الاصطناعي في قطاع الرعاية الصحية، وخاصة النماذج القائمة على تقنيات التعلم العميق، وإمكاناته المثيرة للتوسع في الخدمات السريرية. وقد ساهمت الجهود المشتركة للمتعاونين معنا في إجراء هذا البحث، والتجارب التي أجراها حمادة العبسي، طالب الدكتوراه في جامعة حمد بن خليفة، وتعاوننا مع قطر بيوبنك في إثراء هذه الدراسة."

وعلَّق الدكتور منير حمدي، العميد المؤسس للكلية، على نتائج الدراسة فقال: "تتيح مثل هذه الأبحاث المؤثرة والمبتكرة، التي تُجرى في كلية العلوم والهندسة بجامعة حمد بن خليفة، إمكانية توفير حلول الطب الدقيق للمجتمع القطري وتعزز من ريادة دولة قطر في مجال الذكاء الاصطناعي والرعاية الصحية الشخصية."