حوار مع الدكتور ليزلي بال | جامعة حمد بن خليفة

حوار مع الدكتور ليزلي بال

18 أغسطس 2021

العميد المؤسس لكلية السياسات العامة، جامعة حمد بن خليفة

حوار مع الدكتور ليزلي بال

ما مدى أهمية عودة الطلاب والطالبات إلى الفصول الدراسية، وكيف تكيفت الكلية مع الجائحة؟

يمكن تحقيق الكثير عبر التعليم والتعلم بواسطة الإنترنت، فهي قناة تعليمية مفيدة في العديد من الظروف وأحيانًا لا غنى عنها لكل من الأساتذة والطلاب، إلا أنها ليست بديلًا عن الاتصال المباشر في القاعات الدراسية على المدى الطويل لا سيما على مستوى الدراسات العليا. 

وينطبق هذا بشكل خاص على كلية السياسات العامة، لأننا نشجع المشاركة والانخراط مع مجتمع السياسات الأوسع، ولكننا تمكنا من التكيف خلال الجائحة. وأنا فخور بما أنجزناه في الظرف الزمني القصير للحفاظ على جودة التعليم والتعلم. فقد اضطررنا، في أبريل 2020، إلى تحويل جميع عملياتنا التعليمية إلى الفضاء الإلكتروني بشكل مفاجئ، واستجاب أساتذتنا وطلابنا وطالباتنا لذلك بشكل مثير للإعجاب. وعملنا سويًا لإكمال الفصل الدراسي لربيع 2020. أما في خريف وربيع 2020-21 فكان لدينا وقت أكثر للتخطيط والتكيف مع سنة دراسية كاملة عن بعد، وتمكنا من استضافة المتحدثين والزوار بشكل افتراضي، بالإضافة إلى عقد ورش العمل وغيرها من الفعاليات عبر الإنترنت لإنجاح هذه الإضافة التعليمية لطلابنا، لكن هذا النظام التعليمي لا يزال يفتقر إلى مباشرة وعفوية التجربة داخل القاعات الدراسية. 

كما تعلمنا الكثير عن الاتصال عبر الإنترنت كأداة للتواصل، على الرغم من عيوبها. واليوم، بينما نعود إلى القاعات الدراسية، أدرك أن الأساتذة اكتسبوا الخبرات من تجارب السنة الماضية، وسيستثمرون ميزات هذه الأدوات في طرق تواصلهم؛ لذلك فأنا على ثقة من أن تجربة طلابنا في القاعات الدراسية ستكون أفضل بفضل هذه التجربة مقارنة بما كانت عليه الحال قبل الجائحة. 

ما هي البرامج الرئيسة التي تقدمها الكلية وهل هناك برامج نوعية خاصة بالمنطقة؟

إن البرنامج الرئيسي للكلية هو ماجستير السياسات العامة، من دون أن ننسى بأن الكلية نفسها جديدة إذ أطلقت في يوليو 2019، وبرنامج ماجستير السياسات العامة هو برنامجنا الأول. وقد تخرجت الدفعة الأولى من الطلاب والطالبات في عام 2021، وأنجزنا بنجاح دورتي قبول لطلاب جدد حتى الآن، وتطور البرنامج عما كان عليه عندما أطلقناه، وهو برنامج مدته سنتان ويجهز الخريجين للعمل في القطاعين العام والخاص في قضايا السياسات العامة وتحدياتها مثل تغيير المناخ والحماية الاجتماعية.

صحيح أن هناك برامج شبيهة ببرنامجنا، إلا أن برنامجنا يتميز عنها، والميزة الأولى مقرراتنا الدراسية التي تحتوي على مزيج فريد من التركيز على تناول قضايا السياسات العامة العالمية والمحلية والإقليمية التي تؤثر على دولة قطر والدول الأخرى. ويمكن كذلك لطلابنا التخصص إما في السياسات البيئية أو السياسات الاجتماعية بعد الانتهاء من المقررات الأساسية، وندعم هذه التخصصات من خلال مختبرات متخصصة وندوات متقدمة حول المواضيع الرئيسية في كل مجال معرفي. ومن السمات المميزة الختامية للبرنامج تتويج الطلاب والطالبات رحلتهم الدراسية بمشروع تخرج، ويكون من خلال عمل فرق صغيرة من الطلبة مع منظمة شريكة حول قضية أو مشكلة سياساتية حقيقية، وهو الأمر الذي يضيف بعدًا مميزًا لبرنامج الماجستير. 

تقدمت الكلية بطلب لإطلاق برنامج  ماجستير السياسات الاجتماعية وتقييم البرامج، وهو من البرامج الفريدة والمتميزة في المنطقة، حيث يجمع بين التقييم والسياسات الاجتماعية، وبرامج التدريب المكثفة التي يتلقاها الطلاب والطالبات في تقييم البرامج. ولا يوجد برنامج آخر شبيه لهذا البرنامج في دولة قطر أو المنطقة، حيث سيجهز البرنامج الخريجين والخريجات للعمل في أي مكان تقريبًا سواء في المؤسسات الحكومية أو الخاصة لتقييم ومتابعة تأثير البرامج المطبقة مع امتلاكهم بفضل الخبرات المتميزة التي سيكتسبونها في مجال برمجة السياسات الاجتماعية. 

ما هو الدور الذي تؤديه كليتكم في معالجة التحديات الوطنية في دولة قطر، وما هو مجال تركيز كلية السياسات العامة خاصة من حيث البحوث والسياسات الاجتماعية؟

إن مساهمات كلية السياسات العامة في معالجة التحديات الوطنية مدمجة في الإنجاز الذي تقوم بهِ جميع كليات جامعة حمد بن خليفة، ومؤسسة قطر ككل، لذلك لا داعي لقول الكثير عنها هنا. وقد ركزت قيادة الجامعة وسعادة الشيخة هند بنت حمد آل ثاني، رئيس مجلس أمناء جامعة حمد بن خليفة ونائب رئيس مجلس الإدارة والمدير التنفيذي لمؤسسة قطر، على عدة موضوعات ومبادرات (مثل الاستدامة والتطور الاجتماعي) التي تعتمد على المزايا والقدرات الفريدة لجميع مؤسساتنا، وتتمثل مساهمة كلية السياسات العامة في توفير المنظور السياساتي وربط التحديات الوطنية بأطر السياسات العالمية ودعم بناء القدرات في القطاع الحكومي والمجتمع المدني.