حوار مع الدكتور عماد الدين شاهين | جامعة حمد بن خليفة

حوار مع الدكتور عماد الدين شاهين

18 أغسطس 2021

عميد كلية الدراسات الإسلامية، جامعة حمد بن خليفة

حوار مع الدكتور عماد الدين شاهين

ما مدى أهمية عودة الطلاب والطالبات للقاعات الدراسية وكيف تكيفت الكلية مع الجائحة؟

لقد غيّرت الجائحة طريقة التعليم خلال العامين الماضيين بشكلٍ كامل، ولا شك أنها دفعتنا إلى اكتشاف الإمكانات الغنية للتعليم من خلال الاستخدام الاستراتيجي للتكنولوجيا. وقد خضع أعضاء هيئة التدريس لدينا لتدريبٍ مكثفٍ، مكّن كامل مجموعة برامجنا من الانتقال بسلاسة إلى التعلّم المتزامن وغير المتزامن عبر الإنترنت. كما قمنا بتحديث جميع معايير الدورات الأكاديمية ونماذج المناهج لضمان قدرتها على التكيّف مع نظام إلقاء الدروس في أوقاتٍ مختلفة.

وقمنا أيضًا بمراجعة عمليات التحسين الروتينية السنوية لكل دورة للتعامل مع أحدث التطورات، ولكن مع الأخذ في عين الاعتبار الرؤية الإضافية التي فرضتها حالة الوباء. في الأساس، وبدعم هام قدمه كل عضو من موظفينا وفرقنا المتخصصة، واجهنا الوباء بجاهزية من الجانب التعليمي، وبعقل متفتح وتقدير كبير لواجبنا كمدرسين.

ومع ذلك، هناك شيء فريد لا يضاهى في الفصل الدراسي الحي، حيث يضفي التفاعل الشخصي عمقًا معينًا على المناقشات الأكاديمية، والحياة الطلابية، والإرشاد بين الأستاذ والطالب. على الرغم من ثراء التعلّم عبر الإنترنت الذي شهدناه، فإن المحادثات في أروقة الجامعة، وزيارات مكاتب أعضاء هيئة التدريس لا يمكن الاستغناء عنها من أجل تعزيز العلاقات الشخصية التي تبنى في الجامعة. وتماشياً مع اللوائح الوطنية، نتطلع إلى رؤية حرمنا الجامعي ينبض بالحياة مرة أخرى مع طلابنا وأعضاء هيئة التدريس والموظفين، وإحياء روح الجماعة.

ومع ذلك، لن تكون هناك عودة إلى ما كنا نعتبره "طبيعيًا" قبل عامين. لقد قطعنا شوطا طويلا وتعلمنا الكثير بما يحول دون استعادة الوضع السابق. هناك الكثير مما يجب مراعاته فيما يتعلق بمزج منهجياتنا وإنتاج نظام أكثر تنوعًا، وإثراءً، ومُجزيا في نتائجه. وهذا الأمر يصبح أكثر تشويقا لاستقبال العام الأكاديمي القادم.

ما هي البرامج الرئيسة التي تقدمها الكلية وهل هناك برامج نوعية خاصة بالمنطقة؟

كمجتمعٍ شامل، نحن منغمسون في عصرٍ يتميّز بالتغير السريع على جميع المستويات: اجتماعيًا، وسياسيًا، وتكنولوجيًا، وفكريًا، وجيولوجيًا وما إلى ذلك. وتتمثل الإستراتيجية الرئيسية لإدارة هذا النسق من التغيير في التحقق من أسسنا الإسلامية الخاصة، ثم تعزيز فهمنا للفروق الدقيقة في هذه القضايا من خلال نهجٍ متعدد التخصصات.

وتُقدم كلية الدراسات الإسلامية بجامعة حمد بن خليفة برامج مصممة بعناية تتعامل مع هذا النهج متعدد التخصصات من خلال المنظور الإسلامي، بما في ذلك برامج الماجستير في الدراسات الإسلامية المعاصرة، والأخلاق الإسلامية، والتمويل الإسلامي، والشؤون الدولية، والفن الإسلامي، والعمارة والعمران. كما نُقدم أيضًا برنامج دكتوراه مُحسّنًا في التمويل والاقتصاد الإسلامي. ويسلّط كل برنامج من هذه البرامج الضوء على التعقيدات التي تحتاج إلى كشف طلابنا، وتمكينهم من تطوير طرق علمية أو تطبيقية في القضايا التي يواجهها المسلمون والمجتمعات الإسلامية محليًا أو عالميًا.

إذ تمتد الاحتياجات المعاصرة للمنطقة والعالم على نطاقٍ واسع، من الردود الفقهية إلى التغيير الاجتماعي، مرورًا بالتقدم الطبي الذي يحفز الأخلاقيات البيولوجية، وتطوير الأدوات المالية الإسلامية، وحل النزاعات وبناء السلام، والحفاظ على تراثنا الإسلامي الغني- على سبيل المثال لا الحصر. وبناءً على ذلك، تتمثل المهمة الأساسية لبرامجنا في توفير التدريب على مجموعات المهارات التحليلية اللازمة لتقييم هذه الديناميكيات، وتمكين صانعي التغيير اليوم من إنشاء وتفعيل استجابات مستنيرة وفعالة لهم.

ما هو الدور الذي تؤديه كلية الدراسات الإسلامية في معالجة التحديات الوطنية في دولة قطر وكيف تساهم في دعم البحوث متداخلة التخصصات؟

هناك توجّهان رئيسيان أثبتا فائدتهما في هذا العصر من الأوساط الأكاديمية، وهما العمل متعدد التخصصات وفعالية التعاون. وقد شكل هذان التوجهان أسس مساعينا الأكاديمية، وغرسا فخرًا كبيرًا بالزمالة الأكاديمية والتعاون التي تحققت داخل قطر وخارجها. على سبيل المثال، مكننا تميزنا البحثي في الأخلاق الإسلامية من العمل بشكل وثيق مع شركاء الرعاية الصحية في الدولة، لتطوير فهم أكثر دقة لأخلاقيات البيولوجيا. وقد حقق تطويرنا لمركز التمويل الإسلامي في الكلية إنجازات كبيرة في هذا المجال، وعزز الشراكات مع الكيانات المالية البارزة في قطر لتطبيق هذه الدروس. كما أدى اهتمامنا بالحفاظ على التراث إلى خلق تكافل تعليمي مع متاحف مختلفة.

كما دفعت هذه المجالات من التميّز البحثي، التي بُنيت على الخبرة الغنية لأعضاء هيئة التدريس والباحثين لدينا والشبكة المؤسسية الكثيفة للكلية، إلى استكشافٍ جريءٍ لهذه المجالات- العديد منها عبارة عن تخصصات صغيرة جدًا في حد ذاتها. باقتران ما سبق مع ما تتميز به قطر كدولة ناشئة وطموحة وذات رؤية، فإن عملنا في كلية الدراسات الإسلامية يغذي بشكل مباشر مجالات الرعاية الصحية للدولة، والمجتمع، والسياسة، والتعليم، والتمويل، ومجالات الفنون.