بودكاست نساء من الشرق الأوسط | جامعة حمد بن خليفة
Hamad Bin Khalifa University

الإنسان بودكاست نساء من الشرق الأوسط

في وقت سابق من العام الحالي، أطلقت الدكتورة أمل المالكي، العميدة المؤسِسة لكلية العلوم الإنسانية والاجتماعية بجامعة حمد بن خليفة في قطر، بودكاست "نساء من الشرق الأوسط"، الذي يتطرق بإسهاب إلى المحاور التي طرحتها في كتابها "المرأة العربية في الأخبار العربية: الصور النمطية القديمة ووسائل الإعلام الجديدة"، ويربطها بالموضوعات التي يغطيها برنامج ماجستير الآداب في دراسات المرأة في المجتمع والتنمية الذي تقدمه الكلية. وقد أتيحت لنا الفرصة لإجراء الحوار التالي مع الدكتورة أمل المالكي: 

ما هي المواضيع التي يتناولها بودكاست نساء من الشرق الأوسط؟

يمثل البودكاست محاولةً لطرح محتوى عن النساء من الشرق الأوسط والنساء العربيات بحيث يتميز بالأصالة ويعبر عن واقعهن المتنوع. وبصفتي باحثة وامرأة مشاركة في السياق الذي أغطيه، أضع على عاتقي رواية تجارب ومسيرات كفاح النساء الأخريات ونشرها. وأنا أفعل ذلك من خلال صوتي الأكاديمي وعبر إجراء مقابلات مع النساء اللواتي يمكن أن يقدمن لنا رؤى حول تجارب محددة. ويحكي هذا البودكاست واقع المرأة العربية وتجاربها الغنية والمتنوعة ويهدف إلى استعراض الأصوات النسائية المتعددة، وكسر الصور النمطية الثقافية عن المرأة من الشرق الأوسط. ويهدف البودكاست أيضًا إلى توعية وتمكين الفتيات والشابات في الشرق الأوسط، اللائي جُردن من مرجعيتهن التاريخية ولم ينشأن بالضرورة على الإيمان بقدرتهنَّ وحقهنَّ في تقرير مصيرهن.

تستند السلسلة على كتابكِ "المرأة العربية في الأخبار العربية: الصور النمطية القديمة ووسائل الإعلام الجديدة". ما الذي ألهمكِ لنقل بعض محاوره الرئيسية من الكتاب المطبوع إلى نسق الوسائط المتعددة؟

كنت أرغب في الاستفادة من نجاح الكتاب وتوسيع حدوده ليصل إلى نطاق أوسع وعدد أكبر من الجماهير. وقد تمكن الكتاب من تحقيق شيئين أصليين عند نشره؛ الأول هو دراسة الأخبار العربية المترجمة إلى الإنجليزية من قبل باحثة عربية، وثانيًا، تسجيل بداية ازدهار الأخبار على شبكة الإنترنت، والصحافة الرقمية الجديدة، ووسائل التواصل الاجتماعي. وقد بدا الأمر وكأنه تطور طبيعي لتكييف محتوى الكتاب مع وسيلة جديدة مثل البودكاست.

وعلاوة على ذلك، كنت أرغب في توسيع نطاق جمهوري. وأعلم أنني محظوظة لقدرتي على التحدث إلى جيل الشباب ومعالجة معضلاتهم بطريقة تمكّنهم بدلاً من تثبيط عزيمتهم. وأفهم أيضًا أن سياسات الهوية هي عامل رئيسي يقربنا أو يدفعنا بعيدًا عن بعضنا البعض- ويمكن أن ينطبق ذلك أيضًا على الدول والسياسات. وأشعر أنني أستطيع مساعدتهم على فهم هوياتهم، من خلال فهم التفاعل بين التاريخ والدين والسياسة الاجتماعية في تشكيل هوياتهم. وقد ابتُلي الشرق الأوسط بالعديد من المشاكل، وأعتقد أن عدم المساواة بين الجنسين هي واحدة من التحديات الرئيسية التي تواجه هذه المنطقة. وتعيش الفتيات والنساء في الشرق الأوسط ضمن حدود مختلفة فُرضت عليهن وتخنقهن، وفي العديد من الحالات، تحرمهن من بعض حقوق الإنسان الأساسية، مثل التعليم والصحة والتنقل وما إلى ذلك. ونظرًا لأن هذه المنطقة تمر بالعديد من الاضطرابات السياسية والاقتصادية، فإن النساء والفتيات هن أول المتضررين.

لماذا تصدر السلسلة باللغة الإنجليزية وليست باللغة العربية؟ هل تركزين بشكلٍ أكبر على جذب الجمهور الدولي؟

أنا لا أرى أن استخدام اللغة الإنجليزية يشكل قيدًا. وعلى العكس من ذلك، أعتقد أن هذا الاستخدام يُعدُ مصدر قوة. وفي واقع ثنائي اللغة، يمكن لرجالنا ونسائنا التخفيف من الحدود اللغوية بين هاتين اللغتين والترجمة إلى الأشخاص الذين لا يستطيعون فعل ذلك عندما تقتضي الحاجة. وأنا أتواصل مع جيل الشباب المتعلم، لأنني أدرك أنني لا أستطيع الوصول إلى الجميع. ولكن ربما نستطيع فعل ذلك بتضافر الجهود. 

وعندما تصورت فكرة إطلاق البودكاست، كان عليَّ أن أتخيل مستمعي الضمني. وقلت في نفسي:

ربما يكون القارئ طالبًا صادف كتابي في قائمة القراءة الخاصة به.

وقد يكون طالبًا من ثقافات ومناطق أخرى.

وربما يكون مستهلكًا لوسائل الإعلام الغربية، وقد اكتشف للتو أنه تعرض للخداع. 

وقد يكون رجلاً أو امرأة يجدان أنفسهم في خضم العديد من الثقافات المتنافسة ويتساءلان لماذا يجب أن يرثا التركة التاريخية القائمة على غياب الثقة والعداوة.

تتشكل الحقائق المتعلقة بالمرأة من الشرق الأوسط من خلال مجموعة متنوعة من العوامل الاجتماعية والاقتصادية والسياسية. كيف قمتِ بتحديد المواضيع الشائعة أو المشتركة؟

قمت بتجميع وتصنيف مجموعة من المقالات التي تتحدث عن المرأة العربية في كتابي. وقد ساهمت النظرية الأساسية التي طبقناها أنا وفريقي البحثي خلال إعداد هذا الكتاب في تمكيننا من استخلاص المحاور الرئيسية عبر هذه المقالات.

وتتميز هذه المحاور بمرونتها إلى جانب تمثيلها للواقع في الوقت نفسه. وبعبارة أخرى، يمكن أن تشمل المحاور حالات النجاح والإخفاقات والحالات المجهولة والمعلومة. ومن بين هذه المحاور الغضب والمقاومة، والطموح والعزيمة، والتمكين، وغيرها من المحاور المهمة. ولم يتغير واقع المرأة في الشرق الأوسط كثيرًا للأسف، بل إنه تراجع إلى الأسوأ. وفي العقد الماضي، أثرت الثورات، والحرب الأهلية، وبروز حركة داعش، والفساد السياسي، والركود الاقتصادي على النساء بأسوأ الطرق الممكنة. 

أنتِ حريصة على كسر النساء من منطقة الشرق الأوسط للصور النمطية الثقافية. ماذا يعني ذلك لنوع الجمهور الذي تأملين في جذبه؟

يتعين علينا أن نفهم أننا نتحدث عن تركيبة ثقافية وإعلامية قامت على التضليل والمغالطات منذ فترة طويلة. وقد كانت معظم الدراسات التي أُجريت حول المرأة العربية أوروبية المركز واستخدمت أساليب "غربية" أكدت على صورة واحدة كانت تطرح باستمرار، وهي أنها كانت سلبية ومضطهدة في الأساس- وعززت هذه الصورة فكرة أن المرأة العربية كانت تحتاج إلى من ينقذها. إذًا، من هي "المرأة العربية الحقيقية"؟ المرأة العربية هي من تمثل النخبة المتفائلة والمتميزة والمتعلمة. هي المرأة التي نشأت في أسرة داعمة، والتي تمثل طبقة عالمية صاعدة. لكنها أيضًا المرأة المظلومة والخاضعة لجميع أشكال التمييز، والتي تكافح الأنظمة الذكورية، والفقر، والفساد، والحرب. 

إلى أي مدى تستلهم النساء من منطقة الشرق الأوسط من تجاربكِ الحياتية ومسيرتكِ المهنية؟

أشعر بالتواضع إزاء النساء والرجال الذين يعتبرونني قدوة. وأصر دائمًا على تعريف النساء الأخريات بمسيرتي لأن المرء يمكن أن يتعلم فقط من خلال رؤية النجاحات والتعثرات الحقيقية. وأنا امرأة أشعر بالآخرين بشدة، وخاصة بالفتيات والنساء، لأنني أفهم الأوضاع السائدة هنا. 

ويمكن أن تُنسى حياة الشخص بسهولة، وأن يُمحى تاريخه الشخصي، ولا أريد أن يحدث لي ذلك، بل أريد أن أترك تركةً يمكن للآخرين الاستفادة منها والبناء عليها. 

ما هي خططكِ وطموحاتكِ المستقبلية لهذه السلسلة؟

أود أن يصل البودكاست إلى عدد متزايد من الجماهير، لأنه يستحق ذلك. وعندما يحدث هذا الأمر، فسوف يعني ذلك أنني تمكنت من إذابة الجليد مع الجماهير الجديدة التي أتحدث إليها، وأنني قد بدأت الحوار معهم. لذا، دعونا نرى إلى أين سيقودنا هذا الحوار.

 

Hamad Bin Khalifa University

أخبار متعلقة

معهد دراسات الترجمة بجامعة حمد بن خليفة يدعم عروضًا شاملةً في مهرجان أجيال السينمائي

سيدعم معهد دراسات الترجمة، التابع لكلية العلوم الإنسانية والاجتماعية بجامعة حمد بن خليفة، العديد من العروض الشاملة في مهرجان أجيال السينمائي لهذا العام، وذلك بما يتماشى مع رسالته المتمثلة في إثراء المجتمع القطري عبر تقديم تجارب تعليمية تحويلية. 

كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية بجامعة حمد بن خليفة تعقد سلسلة ندوات ركزت على الدراسات الشرق أوسطية المعاصرة

تنظم كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية بجامعة حمد بن خليفة سلسلة من الندوات الإلكترونية تضم ست ندوات تتناول ماضي الدراسات الشرق أوسطية وحاضرها ومستقبلها.