كلية الدراسات الإسلامية تُشارك في حلقة نقاشية حول التسامح الديني

كلية الدراسات الإسلامية تُشارك في رعاية حلقة نقاشية حول التسامح الديني

08 مارس 2020

بمشاركة متحدثين مرموقين من مختلف الديانات

عقدت كلية الدراسات الإسلامية، وهي جزء من جامعة حمد بن خليفة، مؤخرًا، حلقة نقاشية بعنوان "التسامح الديني ركيزة للتعايش السلمي"

استضافت كلية الدراسات الإسلامية بجامعة حمد بن خليفة، مؤخرًا، حلقة نقاشية حول موضوع التسامح الديني، وذلك بما يتماشى مع رسالة الكلية الرامية لوضع إطار للحوارات المتعلقة بالإسلام في سياق عالمي.

واستفادت هذه الحلقة، التي عُقدت تحت عنوان "التسامح الديني ركيزة للتعايش السلمي" بالتعاون مع مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان، من دراسات حالة أجريت في دول مختلفة بمنطقة الشرق الأوسط لتأطير نقاط الحوار الرئيسية في الحلقة، وتناولت الإسهامات الفريدة لدولة قطر في تعزيز التسامح الديني والتعايش السلمي. واستعرضت الحلقة النقاشية الأولى، التي بدأت بمساهمة من الدكتور إبراهيم بن صالح النعيمي، رئيس مجلس إدارة مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان، الرؤية الواضحة التي تتبناها دولة قطر لتعزيز التسامح والتعايش داخل دولة قطر وخارجها، بينما سلطت الدكتورة حمدة حسن السليطي، أمين عام اللجنة الوطنية القطرية للتربية والثقافة والعلوم، الضوء على وظائف المؤسسات الثقافية القطرية. بدوره، ناقش الدكتور ربيعة صباح الكواري، أستاذ الإعلام بجامعة قطر، دور الإعلام في تعزيز التسامح الديني والتعايش السلمي، بينما استعرض الدكتور علي القرة داغي، الدور الذي يؤديه الدين في هذا الإطار. 

وشهدت الحلقة مشاركة لجنة مرموقة ثانية من المتحدثين الذين ينتمون لديانات مختلفة، حيث سلط هؤلاء المتحدثون الضوء على التحديات التي تواجه الجهود الرامية لتعزيز التعايش والتسامح، والفرص المتاحة لدفع هذه الجهود. واشتملت قائمة المتحدثين على الدكتور ماهر خضير، القاضي بالمحكمة العليا الشرعية في فلسطين؛ وسعادة السيد عمر أحمد كريم البرزنجي، سفير دولة العراق لدى قطر؛ وسعادة الدكتور أحمد القديدي، سفير الجمهورية التونسية السابق لدى دولة قطر؛ والقس بول جوردون تشاندلر، كبير القساوسة في الكنيسة الأنجليكية بدولة قطر. واختُتمت فعاليات الحلقة بعقد جلسة حوارية لاستقبال أسئلة الحضور والإجابة عنها، وتلقي مساهمات إضافية منهم.

وتحدث الدكتور يوسف وليد مرعي، الأستاذ في تاريخ العلاقات بين الأديان في الشرق الأوسط وتاريخ الأديان بكلية الدراسات الإسلامية الذي ترأس أيضًا حلقة النقاش الثانية، بعد الحلقة النقاشية فقال: "لقد تشرفنا برعاية هذه الفعالية بالاشتراك مع مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان. وأنا أرى أن الفعالية كانت تتعلق بمشاركة الطلاب بنفس قدر مشاركة المتحدثين الخبراء الذين ساهموا بوقتهم وخبراتهم لإثراء الفعالية. وقد استضفنا الحلقة النقاشية التي وضعت إطارًا للحوار في سياق تاريخي ومعاصر من خلال تضافر معارفنا ومواردنا. ويعكس تنوع المتحدثين الضيوف كذلك حقيقة بسيطة وهي أننا لا يمكننا مناقشة التسامح الديني دون التعرّف على وجهات نظر الديانات الأخرى. وتنطبق هذه القاعدة البديهية كذلك على التعايش السلمي الذي لا يمكن أن يحدث دون وجود فهم أعمق للديانات المختلفة."

وأشار الدكتور إبراهيم بن صالح النعيمي إلى مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان في كلمته باعتباره مؤسسةً تعمل على تعزيز الحوار بين الديانات والثقافات المختلفة لإعداد أجيال قادمة لديها قيم أخلاقية ودينية راسخة، وخصوصًا بعدما تحول العالم إلى قرية صغيرة، وأصبح مصير سكانه متشابكًا ومترابطًا. فما يحدث في شرق العالم يتردد صداه في الغرب والعكس صحيح، حيث أضحى هذا التأثير عابرًا للمسافات بفعل انتشار تكنولوجيا المعلومات ومواقع التواصل الاجتماعي.   

وأكد الدكتور النعيمي كذلك على الحاجة الماسة إلى الحوار من أجل تعزيز السلام وثقافة التعايش. وفي هذا الصدد، تبنى المركز استراتيجية قائمة على الحوار بين أتباع الديانات المختلفة لتحسين فهم المبادئ والتعاليم الدينية والقيم، وتناول القضايا والمشاكل الإنسانية، وتعزيز الاحترام المتبادل، والاعتراف بالجميع، وجميعها مبادئ تعكس رؤية دولة قطر في علاقاتها مع الدول والشعوب الأخرى، بالإضافة إلى المعاملة المحترمة لجميع المقيمين الذين يعيشون على أرضها، وكفالة حريتهم في ممارسة شعائرهم الدينية براحة ويسر.

وقد دأبت كلية الدراسات الإسلامية على عقد فعاليات لتسليط الضوء على أنشطتها ومشاريعها البحثية. للمزيد من المعلومات، يُرجى زيارة: cis.hbku.edu.qa