مركز البيئة والاستدامة يرصد تحسنًا في جودة الهواء

مركز البيئة والاستدامة التابع لمعهد قطر لبحوث البيئة والطاقة يرصد تحسنًا في جودة الهواء بعد تطبيق سياسة التباعد الاجتماعي

25 أبريل 2020

النتائج البحثية التي توصل إليها المعهد تظهر حدوث تغييرات ملموسة مع تشديد دولة قطر لإجراءات التباعد الاجتماعي

صورة أرشيفية من أحد معامل معهد قطر لبحوث البيئة والطاقة في جامعة حمد بن خليفة.

قال علماء في معهد قطر لبحوث البيئة والطاقة، التابع لجامعة حمد بن خليفة، إن قطر شهدت تحسنًا كبيرًا في جودة الهواء خلال الأسابيع القليلة الماضية. وذكر فريق من الباحثين بمركز البيئة والاستدامة في المعهد إن هذا التغيير قد حدث، إلى حدٍ كبيرٍ، نتيجةً لسياسات التباعد الاجتماعي التي طبقتها دولة قطر للتعامل مع جائحة فيروس كوفيد-19.

ويُشَّغِل المعهد شبكة مكونة من خمس محطات لرصد جودة الهواء منتشرة في مواقع استراتيجية بمدينة الدوحة، حيث يعيش ما يقرب من 95٪ من سكان دولة قطر. ويتمثل الغرض من هذه المحطات في تقييم جودة الهواء في هذه المناطق، وفهم تأثيرها على صحة وإنتاجية السكان، وتحديد أي تحسينات تتعلق بتدابير الحد من التلوث. وتعزز هذه المحطات، بالإضافة إلى منصة التنبؤ بجودة الهواء، التي طورها مركز البيئة والاستدامة، من مكانة معهد قطر لبحوث البيئة والطاقة بشكلٍ فريدٍ، وتساعده على تحقيق أقصى تأثير في إطار الجهود الوطنية المبذولة لمواجهة تلوث الهواء.

وقال محمد أيوب، مدير أبحاث أول في مركز البيئة والاستدامة بمعهد قطر لبحوث البيئة والطاقة: "لقد لاحظنا حدوث انخفاض بنسبة 30٪ في تركيزات الجسيمات المجهرية العالقة في الهواء، التي يصل قطرها إلى 2.5 ميكرون، بجميع أنحاء مدينة الدوحة، وهو أمر يمكن أن يُعزى بشكلٍ مباشرٍ إلى سياسات التباعد الاجتماعي. بالمثل، لاحظنا حدوث انخفاض بنسبة 9٪ و 18٪ في تركيزات الأوزون وثاني أكسيد النيتروجين على التوالي. وهذا أمر مهم للغاية، حيث أن الجسيمات المجهرية العالقة في الهواء والأوزون هي ملوثات لها تأثيرات سلبية كبيرة على صحة الإنسان ومن أكثر الملوثات صعوبةً."

وقد لُوحظ حدوث انخفاضات أكبر في مقاطعة ووهان الصينية عندما نُفذت عمليات الإغلاق الكامل لاحتواء انتشار فيروس كورونا. وقال الدكتور كريستوس فونتوكيس، عالم أول في مركز البيئة والاستدامة بمعهد قطر لبحوث البيئة والطاقة: "إنه لأمر رائع أن نشهد المقارنة بين مستويات جودة الهواء في مقاطعة ووهان خلال الفترة من 1 إلى 20 يناير (أي ما قبل الإغلاق) والفترة من 10 إلى 25 فبراير، التي تُظهر بوضوح أثر الإغلاق الكلي على تلوث الهواء بالمدينة والمناطق المحيطة بها".

وتوصلت دراسة حديثة، أجرتها جامعة هارفارد، إلى حدوث ارتفاع بنسبة 15٪ في احتمال الوفاة من جراء الإصابة بفيروس كورونا لدى الأشخاص الذين يعيشون في المقاطعات الملوثة بالولايات المتحدة الأمريكية. وأوضح الدكتور أزهر صديق، وهو عالم في مركز البيئة والاستدامة بمعهد قطر لبحوث البيئة والطاقة، أن "التعرض طويل الأمد للهواء الملوث قد يجعل السكان أكثر عرضة للإصابة بأمراض الجهاز التنفسي، بما في ذلك فيروس كوفيد-19، ويمكن أن يؤدي إلى تفاقم أمراض الجهاز التنفسي الأخرى مثل الربو". ولن يقضي تحسين جودة الهواء أثناء انتشار الجائحة وحده على هذا الخطر. والطريقة الوحيدة لتحقيق ذلك هي تقليل تعرض السكان للهواء الملوث على المدى الطويل، عبر الحد من تركيزات ملوثات الهواء في المستقبل.

وأضاف محمد أيوب: "يتعاون معهد قطر لبحوث البيئة والطاقة مع السلطات الوطنية لدراسة فعالية سياسات التباعد الاجتماعي من خلال رصد ملوثات الهواء المرتبطة بحركة المرور، والإنشاءات، والأنشطة الصناعية، والشحن، والطيران، وما شابه ذلك. وقد منحنا هذا الرصد رؤىً هائلةً حول مساهمة الانبعاثات المحلية في تشكيل الملامح الإجمالية للتلوث، وقدم تجربةً واقعيةً نوعًا ما حول الاستراتيجيات اللازمة للحد من تلوث الهواء في المستقبل."

وقال الدكتور مارك فيرميرش، المدير التنفيذي في معهد قطر لبحوث البيئة والطاقة: "خلال الأسابيع القليلة الماضية، قام العلماء والباحثون والمهندسون في المعهد بإعادة تنسيق جهودهم البحثية لدعم دولة قطر في مكافحتها لوباء كوفيد-19. ويعمل مركز البيئة والاستدامة التابع للمعهد بشكل وثيق مع أصحاب المصلحة الوطنيين الرئيسيين، بما في ذلك وزارة الصحة العامة ووزارة البلدية والبيئة، على الموضوعات المتعلقة بجودة الهواء، وتغير المناخ، والاستدامة البيئية ".

كما تلتزم مراكز البحوث الأخرى التابعة لمعهد قطر لبحوث البيئة والطاقة بجهود مماثلة لدعم دولة قطر في معالجة التحديات المتعلقة بكوفيد-19، بما يخص مجالات الطاقة والمياه والبيئة.