محاضرة بكلية الدراسات الإسلامية تسلّط الضوء على تنوع الأدبيات في أخلاقيات الذكاء الاصطناعي

نظم مركز التشريع الإسلامي والأخلاق بكلية الدراسات الإسلامية محاضرة بعنوان "النصوص المرجعية في أخلاقيات الذكاء الاصطناعي: تأملات وحوارات مع المؤلفين" سلّط فيها الضوء على عدد من الدراسات العلمية التي تتناول الأثر المتزايد للذكاء الاصطناعي في حياتنا اليومية. كما ناقش الباحثون المشاركون في الندوة التطبيقات الفلسفية والأخلاقية للذكاء الاصطناعي وانعكاساته على الإنسانية.

وتأتي هذه المحاضرة المهمة على هامش مؤتمر "أخلاقيات الذكاء الاصطناعي: ملتقى القيم الأخلاقية والثورة التقنية"، الذي نظمته جامعة حمد بن خليفة. وركزت المناقشات على 4 كتب، حيث عرض كل مؤلف أهم الحجج التي طرحها في كتابه، وتلتها جلسة تأملات قدمها نخبة من الخبراء أجابوا فيها على أسئلة الحضور، مما أثرى المناقشات وعزز من تبادل الأفكار بشأن هذا الموضوع الهام. 

ومن بين المؤلفين المشاركين، الدكتور ديفيد غونكل من جامعة إلينوي الشمالية، حيث قدم كتابه "الأشخاص، والأشياء، والروبوتات" والذي تحدث فيه عن تفاعل الإنسان مع الآلة. كما استعرض الدكتور منذر دحلة من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، كتابه: "البيانات والأنظمة والمجتمع: تسخير الذكاء الاصطناعي من أجل المنفعة العامة"، موضحًا التداخل بين الإحصاء، وعلوم البيانات، وأنظمة المعلومات والقرارات، والسلوك الاجتماعي والمؤسسي في المجالات المتعددة.

وناقش الدكتور مارك كوكيلبيرغ من جامعة فيينا كتابه: "مقدمة عن الفلسفة السياسية للذكاء الاصطناعي"، الذي استرسل فيه عن تأثير الذكاء الاصطناعي على القضايا السياسية والمدنية المعاصرة، مثل الديمقراطية، والعنصرية، والتغير المناخي، في حين تطرقت الدكتورة عايدة بونس ديل كاستيلو من معهد الاتحاد الأوروبي للتجارة، إلى أثر الذكاء الاصطناعي في بيئة العمل من خلال كتابها: "الذكاء الاصطناعي وسوق العمل والمجتمع"، حيث اعتمدت فيه مقاربات متعددة التخصصات جمعت بين التنوع الجغرافي والثقافي. 

وتعليقًا على المحاضرة، قال الدكتور محمد غالي، أستاذ الإسلام والأخلاقيات الطبية الحيوية ورئيس مركز دراسات التشريع الإسلامي والأخلاق: "بات الذكاء الاصطناعي متجذرًا في حياتنا على نحو متزايد، فهو يعيد تشكيل القيم الإنسانية ومستقبلها. وقد أضفت هذه المحاضرة بُعدًا جديدًا على الحوارات من خلال تسليط الضوء على الأدبيات الرئيسة التي تؤكد على الحاجة الملحّة لاعتماد مقاربة أخلاقية متعددة التخصصات في تطوير الذكاء الاصطناعي".

وقد عززت الرؤى التي تمت مشاركتها في المحاضرة المناشدات لمطالبة بعقد مزيد من الجلسات الحوارية وإبرام الشراكات للتصدي لهذه القضايا الملحّة والمساهمة في بناء مستقبل يتعايش فيه الإنسان مع التكنولوجيا ويستخدمها بمسؤولية. 

جدير بالذكر أنه تم استنباط محاور هذه المحاضرة من مؤتمر أخلاقيات الذكاء الاصطناعي، حيث ساهمت في تعزيز المناقشات في مجالات الرعاية الصحية، والتصميم العمراني، والأمن، والتعليم، والتمويل، ومستقبل العمل.