جامعة حمد بن خليفة تناقش مستقبل العلوم الإنسانية والاجتماعية في العالم العربي

نظمت كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية بجامعة حمد بن خليفة ندوة بعنوان "على مفترق الطرق: مواجهة التحديات ورسم آفاق العلوم الإنسانية والاجتماعية في العالم العربي"، بمشاركة خبراء وباحثين دوليين لمناقشة القضايا المُلحة بهذه المجالات في المنطقة.

وتضمنت الندوة، التي عقدت على مدار يومين، كلمات رئيسية وحلقات نقاشية سلطت الضوء على خمسة محاور تُشكل العلوم الإنسانية والاجتماعية في العالم العربي، وهي: آليات تطوير المناهج الدراسية؛ والتحديات المنهجية في البحوث العربية؛ والذكاء الاصطناعي والتقنيات الرقمية؛ والقضايا المهمشة في العلوم الاجتماعية؛ والتحديات الكبرى التي تواجهها هذه العلوم. وألقى الدكتور عبد الله النفيسي، الأكاديمي والمفكر السياسي الكويتي المعروف، كلمة رئيسية حول دور الدراسات النقدية في مواجهة التحديات السياسية والأيديولوجية التي تواجه العالم العربي، كما ألقى كلٌ من الدكتور فريد العطاس، والدكتور ساري حنفي، والدكتور محمد الحبيب المرزوقي كلمات رئيسية أخرى متميزة.

واجتمع خبراء من كلية لندن للاقتصاد والعلوم السياسية وجامعة سنغافورة الوطنية وغيرهما مع نظرائهم الإقليميين من كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية بجامعة حمد بن خليفة، والمعهد العالمي للدراسات الاستراتيجية (جِسر)، وجامعة قطر، وعدد من المؤسسات الأكاديمية الأخرى. حيث ركزت بعض مناقشاتهم على الفرص والتحديات الأخلاقية التي يطرحها استخدام الذكاء الاصطناعي والتقنيات الأخرى في الأوساط الأكاديمية، وضرورة إنهاء الاستعمار المعرفي وإعادة تنشيط التقاليد الفكرية العربية من خلال منهجيات نقدية ذات ركائز محلية.

وفي إشارة إلى أهمية مناقشات الندوة، قال الدكتور إبراهيم زين، القائم بأعمال عميد كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية: "إن ضمان استمرار الاهتمام بالعلوم الإنسانية والاجتماعية في العالم العربي لمجتمعاتنا يتطلب حوارًا صحيًا بين الباحثين والمؤسسات المعنية في منطقتنا. ومن خلال اجتماعنا في فعاليات مثل هذه الندوة، فإننا نعزز قدراتنا الوطنية في مجالات ذات أهمية عالمية".

وقد بحثت الحلقات النقاشية الأخرى في الندوة محاور عديدة، مثل: كيف يمكن للمناهج الدراسية الإقليمية أن تخدم المجتمعات في أنحاء المنطقة بشكل أفضل؟ والتفاعلات التاريخية والمعاصرة للدراسات الشرقية وآثارها على العلوم الاجتماعية وفق منظور عربي؛ وكيف تتشكل مؤسسات المنطقة من خلال الثقافات والمجتمعات المحيطة بها؟

وتعتبر هذه الندوة إحدى مبادرات وجهود كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية لتعزيز التبادل المعرفي داخل المنطقة وخارجها للمساهمة في بناء القدرات التي تتصدى للتحديات المعاصرة.