خلال دراستها في عامها الأخير بالمدرسة الثانوية، لفت انتباه أروى الدعليس معايير "مندل" في الميراث، وأصبحت تركز بشكل خاص على فهم أنماط كيفية انتقال السمات الوراثية من الآباء إلى الأبناء.

ومنذ ذلك الحين، أسست "أروى" مسيرتها المهنية في العلوم البيولوجية، حيث أمضت عقدًا من الزمن في العمل بكليات ومراكز متخصصة في قطاع البحوث بدولة قطر، ومنها: كلية وايل كورنيل للطب - قطر، ومركز قطر لبحوث القلب والأوعية الدموية، ومعهد قطر لبحوث الطب الحيوي التابع لجامعة حمد بن خليفة.

وللمضي قدمًا في مسيرتها المهنية، قررت "أروى" التسجيل في برنامج الدكتوراه في العلوم البيولوجية والعلوم الطبية في كلية العلوم الصحية والحيوية بجامعة حمد بن خليفة، والتي كانت بالنسبة لها، جامعة مثالية للحصول على درجة الدكتوراه، وتعليقًا على هذا الاختيار، تقول أروى: "لقد ولدت في قطر، وذهبت إلى المدرسة، وبدأت في بناء مسيرتي المهنية، ثم قمت بتأسيس عائلتي، وطوال حياتي، ألاحظ النمو السريع لمجتمع بحثي مزدهر في قطر، هذا البلد الجميل. ولقد كنت متحمسة للغاية عندما علمت أن مؤسسة قطر وجامعة حمد بن خليفة أطلقتا برامج دراسات عليا في العلوم البيولوجية، وعرفت أنه يتعين علي التسجيل في هذا البرنامج".

وسرعان ما تألقت الباحثة في برنامج بكالوريوس إدارة الأعمال، الذي صممته كلية العلوم الصحية والحيوية بجامعة حمد بن خليفة لصقل الطلاب بالمعرفة والخبرة اللازمة لقيادة الاكتشافات العلمية وتطوير منظومة الرعاية الصحية الشخصية في دولة قطر وعلى مستوى العالم، كما أن "أروى" استفادت من البيئة البحثية للكلية، التي تعزز من التعاون متعدد التخصصات، لتستقطب موارد تساهم في بناء تقنيات تدعم أهدافها، ومن ثَمَّ تساعدها في إطلاق عمل بحثي رائد خاص بها.

وقد ركّزت أبحاث "أروى" على العلاقة بين بيولوجيا الدهون ونمو الخلايا البشرية التي يمكن أن تؤدي إلى تطور أنواع مختلفة من السرطان، مما جعلها تستوعب وتدمج المعرفة من مجالين مختلفين في العلوم البيولوجية في وقت واحد، وأدى هذا العمل إلى حصولها على تقدير خاص بصفتها المؤلفة الرئيسية لورقة بحثية نشرتها في المجلة المرموقة (Frontiers in Oncology )، بعنوان "تنسيق وتنظيم بروتين cyclin D1 المعتمد على بروتين SREBP في تكاثر الخلايا وتخليق الدهون".

وأشادت "أروى" بالدعم المؤسسي المستمر الذي حصلت عليه من كلية العلوم الصحية والحيوية وأعضاء هيئة التدريس ذوي الخبرات العالمية، والذين ألهموها كثيرًا، وذلك في إطار سعيهم لإنتاج بحوث فائقة التأثير في قطر وخارجها، وهو ما تشير إليه "أروى" قائلة: "إن إتاحة الفرصة لإجراء تجارب عملية، مع تقنيات وبروتوكولات متقدمة تُعد واحدة من أهم جوانب أي برنامج بحثي، لذلك أشعر بامتنان عميق لكلية العلوم الصحية والحيوية على توفير هذه التجارب الاستثنائية، ولأساتذتي على دعمهم الكامل خلال فترة دراستي في برنامج الدكتوراه في العلوم البيولوجية والعلوم الطبية".

ولاشك أن الفترة التي أمضتها "أروى" في كلية العلوم الصحية والحيوية، عززت مفهومها عن أهمية العمل الجماعي والتعاون بين المراكز البحثية والعلمية في مجالات متنوعة لتحقيق الأهداف المشتركة، مع غرس تقديرها للابتكار متعدد التخصصات، وزيادة وعيها بمفاهيم ريادة الأعمال، والالتزام بإيجاد حلول شاملة للتحديات المتشابكة، ففي ظل بيئة التعلُم الفريدة في الجامعة، والتي تعزز بطبيعة الحال استراتيجية قطر للاستثمار في رأس المال البشري، وتحقيق التنويع الاقتصادي، من خلال تزويد الطلاب بالمعرفة والمهارات اللازمة، للابتكار والابداع في بيئة سريعة التغير، مع ترسيخ ثقافة ريادة الأعمال، الأمر الذي يعزز من قدرتها على الارتقاء بتطورها الشخصي والمهني.

تُعد أروى واحدة من خريجي دفعة 2023 من جامعة حمد بن خليفة، وجميعهم أكملوا برامج أكاديمية وقاموا بإجراء أبحاث تُمثل المجالات الخمسة الرئيسية للجامعة، وهي الصحة الدقيقة، والذكاء الاصطناعي، والتعليم التقدمي، والاستدامة، والرفاه الاجتماعي. وعلى غرار "أروى"، سيبدأ الخريجون في خوض مسارات مهنية جديدة، حيث سيطبقون خبراتهم التي اكتسبوها خلال دراستهم في الجامعة، لتحقيق تأثير إيجابي في دولة قطر والعالم. 

وبالنسبة لـ "أروى"، فإنها تأمل في الاستفادة من أحدث المعلومات والبحوث المتعلقة بمناهج البحث الأساسية والسريرية والتحويلية التي اكتسبتها من البرنامج، لتواصل تطبيقها على العلوم الجزيئية والطبية الحيوية كباحثة أو زميلة ما بعد الدكتوراه.