الحفاظ على البيئة والثقافة القطرية والتراث الوطني أمانة

الحفاظ على البيئة والثقافة القطرية والتراث الوطني أمانة

18 ديسمبر 2021

جامعة حمد بن خليفة تلتزم بالمساهمة في حمل هذه الأمانة بكفاءة واقتدار

الحفاظ على البيئة والثقافة القطرية والتراث الوطني أمانة

 يعكس شعار اليوم الوطني لدولة قطر 2021، "مرابع الأجداد أمانة"، ارتباط القطريين ببيئتهم وتراثهم العريق وإرثهم التليد، فقد اتسمت حياتهم بالبساطة كبساطة بيئتهم، وهو ما انعكس على دماثة أخلاقهم وتواضعهم الجم المستمد من طيب أرضهم البكر المعطاءة.

وتهدف جامعة حمد بن خليفة، وهي جامعة بحثية وطنية تطرح برامج أكاديمية متخصصة للدراسات العليا، إلى الإسهام في دفع مسيرة التنمية ودعم التطور في قطاعات متعددة بدولة قطر والمنطقة بأسرها، فضلاً عن تدعيم مركزها وتأثيرها العالمي في الوقت نفسه.

وتولي الجامعة اهتمامًا كبيرًا بالحفاظ على البيئة والثقافة القطرية العريقة والإرث الوطني من خلال كلياتها ومعاهدها البحثية. فعلى سبيل المثال، ينفذ معهد قطر لبحوث البيئة والطاقة عددًا كبيرًا من المشاريع والمبادرات للحفاظ على البيئة، بينما تطرح كلية الدراسات الإسلامية برامج متخصصة للحفاظ على البيئة والثقافة والعمارة القطرية المتميزة، وتؤدي كلية العلوم الصحية والحيوية دورًا مهمًا في الحفاظ على الثقافة والتراث القطريين من خلال الجهود التي تبذلها لتعزيز رياضة الفروسية وتحسين خدمات الرعاية البيطرية للخيول.

التصدي لتحديات الطاقة والبيئة والمياه

منذ إطلاقه قبل 10 سنوات، دأب معهد قطر لبحوث البيئة والطاقة على دعم دولة قطر في مواجهة التحديات المتعلقة بالطاقة والبيئة والمياه. ويتعاون المعهد بشكل وثيق مع شركاء وطنيين ودوليين لتقديم حلول ملموسة لدولة قطر في الجهود التي تبذلها لمكافحة ظاهرة تغير المناخ، وتعزيز جهود الاستدامة داخل البلاد وخارجها. ويشمل هذا الدعم إجراء أبحاث متطورة والتوصل إلى ابتكارات في مجالات الطاقة، وجودة الهواء والمياه، بما يتماشى مع رؤية قطر الوطنية 2030، والاستراتيجية الوطنية للبحوث.

المساعدة في دمج مصادر الطاقة النظيفة في شبكة الطاقة

يؤدي معهد قطر لبحوث البيئة والطاقة أيضًا دورًا محوريًا في مساعدة الدولة على دمج مصادر الطاقة النظيفة في الشبكة الوطنية للطاقة وتطوير سوق مستدامة للطاقة في قطر. وقد ساهم المعهد في إنشاء محطة سراج 1 الكهروضوئية (المعروفة أيضًا باسم محطة الخرسعة)، عبر توفير بيانات الإشعاع الشمسي ومراقبة عملية البناء بمساعدة الطائرات بدون طيار، من بين مساهماته الأخرى. وتُعدُ هذه المحطة من المحطات الرائدة في قطر، وتُمثل الخطوة الأولى على طريق تحقيق الهدف طويل الأجل لدولة قطر المتمثل في إنتاج 20% من الكهرباء عبر الاستفادة من الطاقة الشمسية بحلول عام 2030. وفي وقت سابق من العام الحالي، أصدر المعهد أول أطلس قطر للطاقة الشمسية، وهي أداة تحدد كمية موارد الطاقة الشمسية في البلاد وتوزيعها الجغرافي.

بالإضافة إلى ذلك، طور المعهد طريقة مبتكرة لتنظيف الألواح الكهروضوئية من الغبار بمساعدة الروبوتات الآلية في البيئات الصحراوية. وتُدار هذه العملية في إطار اتحاد الطاقة الشمسية التابع للمعهد، وهو الاتحاد الأول من نوعه على مستوى العالم، ويعزز الاتحاد سمعة المعهد قطر باعتباره مؤسسة عالمية رائدة في مجال أبحاث الطاقة الكهروضوئية.

معالجة تحديات المياه

دأب معهد قطر لبحوث البيئة والطاقة على القيام بدور رائد في معالجة التحديات البيئية والمائية التي تواجه دولة قطر. فقد طور المعهد عددًا من الأنواع الجديدة من تكنولوجيا الترشيح، التي تعالج المشاكل البيئية بدايةً من إزالة قطرات الزيت الصغيرة من مياه البحر، وبالتالي حماية محطات التحلية، وصولاً إلى وحدات الترشيح المنزلية التي يمكنها المساهمة في التخلص من البكتيريا والملوثات الأخرى في إمدادات المياه المنزلية. كما طور المعهد محطة تجريبية لتحلية مياه البحر أظهرت كفاءة أعلى وفعالية في الحفاظ على البيئة بشكل أفضل من التكنولوجيا التقليدية، سواء في استعادة الطاقة لتقليل استهلاك الطاقة الحرارية، وتعزيز الفعالية من حيث التكلفة. بالإضافة إلى ذلك، أنشأ المعهد برنامجًا تجريبيًا لتنقية مياه الصرف الصحي المعالجة من محطات معالجة مياه الصرف الصحي للمساعدة في تعزيز الاقتصاد الدائري للمياه، وتشجيع سكان دولة قطر على إعادة استخدام المياه المعالجة عالية الجودة بشكل متزايد. وسوف يساهم تعاون المعهد مع وكالة ناسا الأمريكية لأبحاث الفضاء خلال مشروع دراسة الأسطح القاحلة المدارية والصفائح الجليدية في استخدام بيانات الأقمار الصناعية لرسم خرائط المياه الجوفية خلال السنوات القادمة، مع التركيز على الأمن المائي في المنطقة.

تعزيز الاستدامة البيئية في قطر

يضطلع معهد قطر لبحوث البيئة والطاقة بدورٍ رائدٍ في طليعة الجهود الوطنية المبذولة لتعزيز الاستدامة البيئية في قطر. فقد طور المعهد برامج بحثية متعددة التخصصات في مجال الاستدامة، وتغير المناخ، والكيمياء البيئية، وعلم الأحياء الدقيقة، وجودة الهواء؛ بهدف فهم التفاعل المعقد بين أنظمة الغلاف الجوي، والمياه، والأراضي، والاستفادة من تلك المعرفة لتطوير حلول التكنولوجيا والسياسات للحفاظ على البيئة وصحة الإنسان في البلاد وتعزيزها. وفي عام 2021، شارك المعهد في تطوير استراتيجية قطر الوطنية للبيئة، التي تقودها الآن وزارة البيئة والتغير المناخي الجديدة، وسوف يؤدي دورًا أساسيًا في تنفيذها خلال السنوات القادمة.

ويقدم المعهد خبراته العلمية وقدراته الواسعة لدعم الأطراف المعنية الوطنية لمساعدتهم في تحقيق أهدافهم لدولة قطر. فعلى سبيل المثال، يتعاون المعهد مع وزارة الصحة العامة لرصد انتشار فيروس كوفيد-19 في مياه الصرف الصحي البلدية بهدف فهم مستويات العدوى المجتمعية بشكل أفضل، وهو أمر بالغ الأهمية لتطوير استراتيجيات التدخل المناسبة. كما ينفذ المعهد مشروعًا للجنة العليا للمشاريع والإرث وبطولة كأس العالم لكرة القدم المزمع إقامتها في قطر خلال العام المقبل لتقديم قياسات لجودة الهواء المحلية في جميع الملاعب خلال نهائيات بطولة كأس العرب لكرة القدم قطر 2021 وكأس العالم لكرة القدم قطر 2022. وتتيح هذه البيانات لمنظمي هاتين البطولتين الفرصة لاتخاذ قرارات مستنيرة لتحسين جودة الهواء في الملاعب عبر إدارة مصادر الانبعاثات داخل الملاعب والاستادات بشكل أفضل.

تصميم حديقة مستوحاة من التراث الإسلامي في قطر

يشكل الحفاظ على الثقافة الإسلامية والتراث القطري المهمة الأساسية لكلية الدراسات الإسلامية بشكل عام، وبرنامج ماجستير العلوم في الفن والعمارة الإسلامية والعمران على وجه الخصوص. ويتجلى ذلك في مشروع حديث أجرته الدفعة الحالية لطلاب هذا البرنامج، الذين طرحوا مجموعة من مقترحات التصميم لحديقة في قطر مستوحاة من الثقافة المحلية العريقة والتراث الإسلامي الثري.

وعلَّق الدكتور عاقل إسماعيل قاهرة، أستاذ العمارة الإسلامية والعمران في الكلية، على هذا المشروع فقال: "فكرة تصميم الحديقة مستوحاة من تاريخ الحدائق الإسلامية، وأبرزها حدائق قصر الحمراء والحدائق الصفوية. وينظر الطلاب إلى هذه المحاور باعتبارها استراتيجية تصميم بهدف الاستجابة بشكل فعال للقيم السلوكية والثقافية، وكذلك التطلعات البشرية للسياق الحضري المحدد في قطر."

وتستخدم جميع العناصر الزخرفية والمعمارية التي وظفناها في تخطيط الحديقة مجموعة من التنسيقات التي يمكن تصنيفها على أنها تنتمي إلى التراث القطري والتقاليد الجمالية الإسلامية المتميزة. وتستوحي تصاميم الحدائق التي اقترحها الطلاب، على دقتها وجمالها، تصميماتها من التراث والثقافة القطرية.

ويعزز هذا المخطط جوانب الترفيه والتعليم، مع تبني نمط تفكير لا مثيل له في تصميم الحدائق وتنسيقها. ويستكشف المخطط كذلك استخدام المياه، والنباتات المحلية، والغطاء النباتي، والفواكه الصالحة للأكل، والأشجار المزهرة، والشجيرات، ويشمل مجموعة واسعة من العناصر الطبيعية المحلية لتعزيز التجربة البشرية والتأكيد على تصميم الحدائق مع الاستجابة بشكل مباشر للظروف المناخية المحلية.

الحفاظ على الفن والعمارة الإسلامية

تزود كلية الدراسات الإسلامية، من خلال برنامج ماجستير العلوم في الفن والعمارة الإسلامية والعمران، الجيل القادم من القيمين على هذا المجال في المستقبل والمؤرخين والمصممين بالفهم النقدي المستنير للفن والعمارة القطرية والإسلامية. ويؤهل البرنامج خبراء قادرين على مزج التراث بالتقنيات والتوجهات المعاصرة من خلال تقديم الحلول المبتكرة في مجال التصميم المعماري والعمراني التي تعزز الهوية الوطنية في المنطقة. ويشجع البرنامج على البحث من أجل الحفاظ على التراث الثقافي القطري والإسلامي عبر دراسة السياق التاريخي للفن والعمارة الإسلامية والعمران.

إحياء إرث التميز في رياضة الفروسية

تحظى الخيول العربية بمكانة رفيعة وقيمة كبيرة لدى القطريين متأصلة بعمق في ثقافتهم وتراثهم وتقاليدهم العريقة. وفي ضوء الاهتمام الوطني برياضة الفروسية باعتبارها مكونًا رائدًا من مكونات الثقافة القطرية، وقَّعت كلية العلوم الصحية والحيوية مذكرة تفاهم مع المركز الطبي البيطري للخيل خلال شهر فبراير 2019 للتعاون في مجالات البحوث التي أجريت لتعزيز الكفاءات البيطرية.

ويتميز المركز الطبي البيطري للخيل بأنه مركز متخصص ومتطور مزود بأحدث وسائل التكنولوجيا في التصوير، والجراحة، والطب الباطني، والطب الرياضي، وإعادة التأهيل، والإنجاب. وتتمثل مهمة المركز في تقديم خدمات بيطرية تشخيصية وعلاجية استثنائية، وطرح مبادرات بحثية وتعليمية متميزة، لخدمة المجتمع.

ويعلق الدكتور إدوارد ستونكيل، العميد المؤسس لكلية العلوم الصحية والحيوية، على التعاون بين الكلية والمركز، فيقول: "يتيح تعاوننا مع المركز الطبي البيطري للخيل، الذي كان قائمًا منذ إنشاء المركز، لنا فرصة لتوسيع نطاق البحوث التي تُجرى على الخيول في ما يتعلق بأجهزة الجسم والخلايا الجذعية للعلوم الحيوية. وستسمح أهدافنا المشتركة بتطبيق أحدث وسائل العلاج الطبية والاستفادة من التقدم في علم الجينوم في تحسين خدمات الرعاية البيطرية للخيول."

تحسين خدمات الرعاية للخيول

بصرف النظر عن كونه مستشفى بيطريًا، يمتلك المركز عنصرًا بحثيًا وتعليميًا قويًا، لذلك كان التقدم الطبيعي لموظفي المركز البحث عن وظائف أكاديمية مساعدة في كلية العلوم الصحية والحيوية، لتعزيز الأسس الأكاديمية للمركز، وطرح أبحاث أساسية متنية لتحسين خدمات الرعاية المقدمة للخيول على المستويين المحلي والدولي.

وكان للدكتور ستوينكل دورًا رئيسيًا وداعمًا في تطوير لجنة أخلاقيات بحوث الحيوان في المركز، وعمل رئيسًا للجنة منذ إنشائها، حيث وظَّف معارفه وخبراته للنهوض بالبحوث البيطرية للخيول عبر وضع معايير دولية فائقة. وكانت الدكتورة تاتيانا فينارديل أيضًا من الأطراف الرئيسية التي ساهمت في التشجيع على توقيع مذكرة التفاهم بين الكلية والمركز لتعزيز عملية إجراء أفضل الأبحاث وتحسين خدمات الرعاية البيطرية المقدمة للخيول العربية الأصيلة.

وتفخر جامعة حمد بن خليفة بدعم دولة قطر في هذه المبادرات، ويؤمن طلابها، وأعضاء هيئة التدريس والموظفون فيها، وشركاؤها، وقياداتها بقوة التعليم العالي والبحوث وأثره الهائل في إحداث تأثير إيجابي لتعزيز مسيرة تقدم الأمة وتطورها.

وتلتزم الجامعة ببناء القدرات البحثية الوطنية التي تعزز عملية التعاون مع أفضل المؤسسات التعليمية والبحثية في العالم إلى الأمام، كما تلتزم بتأهيل قادة المستقبل، ودفع مسيرة الاقتصاد القائم على المعرفة في قطر، وصياغة حلول جديدة لإحداث تأثير عالمي ملموس.