استضافت كلية الدراسات الإسلامية بجامعة حمد بن خليفة النسخة السادسة من المؤتمر الدولي للتمويل الإسلامي، والذي يقام تحت رعاية مركز قطر للمال، خلال الفترة من 15 إلى 16 أكتوبر في مبنى ذو المنارتين بالمدينة التعليمية.

وشهد المؤتمر الذي عُقد تحت شعار "النهوض بالاقتصاد الأخلاقي والمستدام: حلول التمويل الإسلامي للتحديات البيئية والاجتماعية والاقتصادية في العصر الرقمي"، مناقشات حول دمج التقنيات الناشئة لتأسيس أنظمةٍ اقتصاديةٍ أكثر استدامة، وتبادل علماءُ وباحثون وخبراء في المجال وجهات النظر المختلفة حول دور التمويل الإسلامي في إطلاق اقتصاد عالمي أكثر تكافؤًا وعدلًا وفقًا للقيم الإسلامية، وكذلك ناقشوا أحدث التطورات والتحديات في هذا الميدان.

وافتتح السيد  ناصر الطويل، نائب الرئيس التنفيذي والرئيس التنفيذي للشؤون القانونية في مركز قطر للمال، المؤتمر بكلمة أكد فيها على الطابع الحيوي لقطاع التمويل الإسلامي في دولة قطر، كما قام كل من الشيخ يوسف بن حسن خلاوي، الأمين العام لمنتدى البركة للاقتصاد الإسلامي في المملكة العربية السعودية وعضو مجلس إدارة مجموعة البركة المصرفية، والسفير موسى كولاكليكايا، نائب الأمين العام للشؤون الإدارية والشؤون المالية في منظمة المؤتمر الإسلامي، بإلقاء كلماتٍ قدّما فيها رؤيتهما للمشهد الإقليمي في ضوء التطورات الأخيرة في هذا القطاع.

وتضمن المؤتمر 21 جلسة تنوعت بين محاضراتٍ وعروض لأوراق بحثية، حيث قام أعضاء من هيئة التدريس في كلية الدراسات الإسلامية بمشاركة أبحاثهم مع الحاضرين، كما ركز جدول أعمال المؤتمر على أربع محاور رئيسية وهي "تطور السرد الأخلاقي: التمويل الإسلامي في عالم مستدام"، و"التمويل الإسلامي والتنمية المستدامة: الابتكارات والتحديات والاستراتيجيات"، و"استكشاف الاستراتيجيات والديناميكيات المستدامة في التمويل الإسلامي"، و"التمويل الإسلامي في عصر التكنولوجيا المالية: الابتكارات والتحديات والحوكمة".

وفي تعليقه على التعاون القائم بين كلية الدراسات الإسلامية ومركز قطر للمال، قال الدكتور سيد ناظم علي، رئيس المؤتمر ومدير قسم البحوث ومركز الاقتصاد والتمويل الإسلامي بالكلية: "تضمن شراكتنا مع مركز قطر للمال أن يظل المؤتمر الدولي للتمويل الإسلامي حدثًا رائدًا ضمن قطاع التمويل الإسلامي في المنطقة، إذ يُقدّم للأكاديميين والخبراء في هذا القطاع منصةً يمكنهم من خلالها مشاركة ونشر أفكارهم ورؤاهم. وبوصفها مركزًا عالميًا للتعليم والبحوث في مجال الدراسات الإسلامية، تسعى الكلية سعيًا حثيثًا لتعزيز الشراكات المحلية والدولية في مختلف القطاعات لصقل الخبرات وبناء القدرات في قطر وخارجها".

ومن جهته قال السيد ناصر الطويل: "تؤكد الاستضافة الناجحة للمؤتمر السادس للتمويل الإسلامي الرؤية المشتركة لمركز قطر للمال وكلية الدراسات الإسلامية في جامعة حمد بن خليفة للنهوض بالتمويل الإسلامي، حيث يمتد التزامنا إلى تطوير بيئة مواتية لنمو قطاع التمويل الإسلامي وتطوير أنظمة قوية وأُطُر ضريبية متوافقة مع المعايير الدولية وتلبي الاحتياجات المتطورة لهذا القطاع الحيوي، الذي نسعى لتعزيز أسسه مع جامعة حمد بن خليفة وكلية الدراسات الإسلامية من خلال تبادل المعرفة والابتكار".

تجدر الإشارة إلى أنه في وقتٍ سابقٍ من هذا العام، قام مركز قطر للمال وكلية الدراسات الإسلامية بتوقيع اتفاقيةً تقضي بمشاركة المركز كمستضيف مشارك وراعٍ للنسخ الخمسة القادمة من المؤتمر الدولي للتمويل الإسلامي من 2023 حتى 2027، مما يؤكد على التزامهما المشترك بتعزيز تبادل المعرفة في مجال التمويل الإسلامي.

وقد تأسست كلية الدراسات الإسلامية نتيجة لجهود فكرية معاصرة للدراسات الإسلامية، حيث تنشر مساهماتها الفكرية على المستويات الوطنية والإقليمية والعالمية، فضلاً عن أنها منصة فريدة من نوعها تُسهم في إثراء النقاش الفكري والحوار البنّاء حول القضايا الإسلامية وفق رؤية عالمية.