شهدت العقود القليلة الماضية تصاعدًا مستمرًا في مفهوم الإرهاب الدولي، حيث تغيرت وسائله وخصائصه بشكلٍ متواصلٍ. فقد أصبحت الجماعات الإرهابية الآن تستخدم الوسائل التكنولوجية الحديثة والاتصالات الرقمية لتنسيق الهجمات عبر الحدود الجغرافية، وانتقلت دوافعها من الأيديولوجية في المقام الأول إلى أبعادٍ أخرى، مثل التطرف الديني والمظالم السياسية.

طالت الحرب على الإرهاب العديد من المناطق، ونخصّ بالذكر منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وخاصة إثر الهجمات التي شهدها العالم والولايات المتحدة الامريكية يوم 11 سبتمبر، حيث ترتبت على هذه الهجمات تدخلاً عسكريًّا مباشرًا من قبل القوى الغربية، بقيادة الولايات المتحدة، في دول مثل أفغانستان والعراق، الأمر الذي أدّى الى معاناة جسيمة ودمار شامل على مستوى البنية التحتية وتشريد العائلات وخسائر بشريّة فادحة، فضلًا عن التدهور الاقتصادي الذي عاشته المناطق المتضرّرة. كما أن الحرب على الإرهاب ساهم في تغذية ظهور الجماعات المتطرفة وتوسّعها مثل القاعدة وداعش، التي نفذت العديد من الهجمات الإرهابية في المنطقة، مما تسبب في المزيد من الدمار والضحايا وزعزعة الاستقرار في العديد من البلدان، بما في ذلك سوريا واليمن.

وفي هذا الإطار ينبغي التنويه إلى المبادرات والمساهمات التي قدّمتها عدة دول من منطقة الخليج لمحاربة هذه الظاهرة، فعلى سبيل المثال، اعتمدت دولة قطر أساليب مختلفة وعديدة، بما في ذلك التعاون مع الشركاء الدوليين وتنفيذ مبادرات على الصعيد الوطني، حيث إن دولة قطر اتخذت خطوة فعلية في هذا الصدد وعقدت العديد من الاتفاقيات والمعاهدات لمكافحة الإرهاب، ومنها المنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب وإستراتيجية الأمم المتحدة العالمية لمكافحة الإرهاب. كما أن دولة قطر أسّست أيضا لجنة وطنية لمكافحة الإرهاب بغية تنسيق الجهود لمحاربة هذه الظاهرة محليًّا، وحرصت دولة قطر على تنفيذ تدابير صارمة لمنع تمويل الإرهاب، بما في ذلك قوانين وأنظمة لمكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب، بالإضافة الى ذلك، اتخذت خطوات فعالة لمنع استخدام نظامها المالي لأغراض غير مشروعة.

في هذه المقابلة مع سعادة الدكتور مطلق القحطاني، المبعوث الخاص لوزير الخارجية لمكافحة الإرهاب والوساطة في تسوية المنازعات، سنحظى بفرصة الاطّلاع على خبرته ووجهة نظره حول مبادرات دولة قطر المتميزة ودورها الرئيسي في محاربة الإرهاب.

سجل الآن