من المحتمل أن يكون السيروتونين بصفته جزيء قديم نسبيًا ينشأ ويتطور قبل نمو الجهاز العصبي مناسبًا للعمل كناقل عصبي مثل الأمينات الأحادية. فالسيروتونين يحتفظ بدوره كعامل غذائي "قبل عصبي" يؤثر على التطور والنمو، وله تأثيره كناقل عصبي متعدد الاتجاهات على الوظائف المتنوعة للدماغ وسلوكه. وهناك اعتقاد بأن السيروتونين يمارس دورًا شبيهًا بمضادات الأكسدة، ومع ذلك، يبقى تأثيره على العُضية المنتجة للطاقة والميتوكوندريا وعلى قدرة تخزين الجهد في الخلايا العصبية غير مفهوم بشكل جيد.
تناقش هذه الندوة التي تعقد عبر الإنترنت الدليل على أن السيروتونين يعزز التكوين الحيوي للميتوكوندريا في الخلايا العصبية القشرية للقوارض، ويحسّن وظائفها وقدرتها على التنفس وإنتاج الأدينوسين ثلاثي الفوسفات حامل الطاقة في الخلايا عن طريق مستقبِّل السيروتونين 2أ. ينشأ هذا التأثير المثير للاهتمام من خلال توظيف المُعدِّلات الرئيسية للتكوين الحيوي للميتوكوندريا، والسيروتين1، والمُنشِّط النسخي (PGC-1α)، المشتركين بقوة في التحكم الأيضي وطول العمر. ويزيد ضخ السيروتونين أو التنشيط الكيميائي لإطلاق السيروتونين الداخلي من كتلة الميتوكوندريا القشرية الحديثة ويعزز وظيفتها. ولا يعتبر التحسن الذي يحدث بسبب السيروتونين في التنفس وإنتاج الأدينوسين ثلاثي الفوسفات مجرد نتيجة لزيادة كتلة الميتوكوندريا، ولكنه يعكس تحسين كفاءة أكسدة الفوسفات لجميع حبيبات الميتوكوندريا.
وتسلط الندوة الضوء على بحث يستكشف محور مستقبل السيروتونين1أ كهدف مرتقب لتعزيز وظيفة الميتوكوندريا العصبية. وأخيرًا، يضع هذا النقاش مساهمة تعديل الميتوكوندريا في سياقه مقارنةً بتأثير السيروتونين على تنظيم الحالة المزاجية وتحسين المرونة العصبية وزيادة العمر.
تسجيل دخول بنر