تجربة مبتكرة تمزج بين التراث والوعي البيئي

كرة حديقة القرآن النباتية الطمية

أعلنت حديقة القرآن النباتية، عضو جامعة حمد بن خليفة، عن تطوير كرة طميّة فريدة تستخدم في بطولة كأس العرب 2025، وذلك في إطار دورها الوطني لتعزيز حضور البيئة القطرية، وتعميق ربط الجمهور بالطبيعة عبر تجربة مبتكرة تمزج بين التراث والوعي البيئي. 

وتأتي المبادرة بعد تواصل الشركة المسؤولة عن تصميم وتصنيع الكرة مع الحديقة للمساهمة في تطوير النسخة الطميّة. وقد اعتبرت الحديقة هذا الطلب مهمة وطنية تتطلب استجابة فورية، إدراكًا منها للدور الحيوي لهذا المنتج وأهمية ظهوره أمام الجمهور بصورة تليق بمكانة دولة قطر.

 وتعليقًا على هذه المبادرة، أكدت السيدة فاطمة صالح الخليفي، مدير حديقة القرآن النباتية: "إن المشروع يمثل تجسيدًا لرؤية الحديقة ورسالتها، ولاشك أن مساهمة حديقة القرآن النباتية في تطوير كرة الطمي ليست عملًا فنّيًا فحسب، بل هي رسالة نوجّهها للعالم بأن البيئة القطرية تحمل إرثًا يمكن توظيفه بأساليب مبتكرة وجاذبة. ونعتبر هذا المشروع امتدادًا لدور الحديقة في صون الموارد النباتية، وتعزيز الوعي البيئي، وتقديم نماذج تربط المجتمع بالنبات في سياق فعالية رياضية عالمية. فعندما تُقدَّم عناصر البيئة المحلية في حدث دولي، فإن ذلك يعكس ثقة الدولة بمواردها، ويؤكد قدرة مؤسساتها الوطنية على الإبداع والابتكار".

ومن جانبه، أوضح المهندس محمد مهدي حسونة، مسؤول البستنة بالحديقة والمسؤول عن تطوير تلك الكرة، أن العمل واجه تحديات فنية دقيقة، قائلًا: "كان التحدي الأكبر هو وزن الكرة، فطبيعة الطمي تجعلها ثقيلة وغير مناسبة للتداول الجماهيري. أما التحدي الثاني فكان الحفاظ على حيوية البذور داخل الكرة أثناء عملية التشكيل، وهو ما تطلّب دقة في الترطيب والتجفيف لضمان بقاء البذور قابلة للإنبات دون التأثير على شكل الكرة. لذلك استخدمنا مواد غير تقليدية كالفحم الحيوي وأنواع عديدة من التُرب الليفية الخفيفة والطمي القطري لتشكيل واحدة من أخف الكرات الطمية التي تستخدم في الزراعات".

وفضلًا عن الجانب الفني، فإن الحديقة تقدم تجربة بيئية فريدة؛ إذ يُمكن لكل مشجع الحصول على كرة الطمي وإلقائها في حديقته أو الأصيص الخاص به، لتتفكك تدريجيًا مع الماء وتبدأ بذور الريحان داخلها بالإنبات، مقدّمةً ارتباطًا حيًا يستمر حتى بعد انتهاء البطولة. 

وتؤكد حديقة القرآن النباتية أن هذه المبادرة تُعد مثالًا على قدرة المؤسسات الوطنية على دمج البستنة والصون والتراث في منتج واحد، قادر على إثراء الفعاليات الثقافية والرياضية وتعزيز الهوية البيئية لدولة قطر خلال بطولة كأس العرب 2025. وذلك في إطار تميز حديقة القرآن النباتية في البستنة وتطبيقاتها في صون الموارد النباتية في دولة قطر.