ركزت الندوة على دور الأرشيف الرقمي لحفظ الأحداث التاريخية في فلسطين

سعادة السفير اوتو هيساجيما والسفير الدكتور محمد علي الشيحي

اختتم المعهد العالمي للدراسات الاستراتيجية (جِسر) بجامعة حمد بن خليفة ندوة عن الأهمية المتزايدة للسردية التاريخية والدور المهم للأرشفة الرقمية في الحفاظ على الوثائق الأصلية للحرب.

وأقيمت الندوة تحت عنوان "من هيروشيما إلى غزة: حوار بين اليابان وقطر حول أهمية التوثيق والدبلوماسية" في مبنى ذو المنارتين بالمدينة التعليمية، والتي حضرها سفير اليابان لدى دولة قطر، سعادة ناوتو هيساجيما، وخبراء في الأوساط الأكاديمية والسياسات العامة، إلى جانب لفيف من الطلاب. وعلى مدار ثلاث جلسات، ناقش المشاركون بالتحليل والدراسة وسائل تعافي اليابان بعد الحرب جراء قصف هيروشيما وناغازاكي قبل 80 عامًا، وأهمية التوثيق والذاكرة الجماعية في إعادة بناء المجتمعات وتعزيز المصالحة. 

وقام المشاركون في الندوة بدراسة بنية وآليات حروب المعلومات المعاصرة، فضلًا عن مساهمات اليابان وقطر في تعزيز السلام المستدام، مع تسليط الضوء على فلسطين باعتبارها قضية معاصرة مهمة، والتركيز على أهمية زيادة الوعي بالدور الحاسم للأرشفة الرقمية في الحفاظ على السجلات الأصلية ومكافحة الدعايات المضادة. 

وقد أدار الجلسة الافتتاحية، التي كانت بعنوان "المعركة من أجل الحقيقة في فلسطين: توثيق الواقع في مواجهة حرب المعلومات"، الدكتور ستيفن رايت، الأستاذ والعميد المشارك للشؤون الأكاديمية في كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية بجامعة حمد بن خليفة. وشارك فيها الدكتور جورج ميكروس، الأستاذ في كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية؛ والدكتور مارك أوين جونز، أستاذ مشارك مقيم في جامعة نورثوسترن في قطر؛ وريان تاكيشيتا، المدير التنفيذي للمشاريع في تلفزيون طوكيو، حيث شددوا على أهمية الحفاظ على القصص الحقيقية من فلسطين والآثار طويلة المدى للتحكم في هذه السردية.

وفي تعليقه على الندوة، قال السفير الدكتور محمد علي الشيحي، المدير التنفيذي للمعهد العالمي للدراسات الاستراتيجية: "تجسد هذه الندوة التزامنا بتعزيز الحوار المستنير حول التداخل بين سرد الحقيقة وتسجيل الأحداث وفق الأعراف الدبلوماسية. وفي عصر أصبح التحكم في المعلومات عاملًا مهمًا في بناء السرديات، فإن الحفاظ على السرديات الأصلية للأحداث يعد ضرورة أخلاقية واستراتيجية. بعبارة أخرى نريد التأكيد على أن التوثيق يمكن أن يكون أساسًا لتحقيق السلام والمساءلة والحفاظ على كرامة الإنسان، لا سيما بالنسبة لفلسطين والمنطقة ككل".

وأكدت جلسات أخرى خلال الندوة، عُقدت بعنوان "الأرشيف الفلسطيني: المستودعات الرقمية كركائز للمقاومة والسلام"، و"تصور مستقبل فلسطين: دروس من الذاكرة اليابانية والوساطة القطرية"، على الحاجة إلى التوثيق، كما ألقت الضوء على كيفية مساعدة الوساطة القطرية والتجربة اليابانية في تشكيل مستقبل مُشرق لفلسطين.

ويُبرز تنظيم هذه الندوة مجددًا مكانة جامعة حمد بن خليفة كمؤسسة علمية تستشرف المستقبل من خلال مناقشات هادفة تتناول التحديات السياسية الإقليمية والعالمية، مع الترويج لسياسات مؤثرة تعزز السلام والتغيير الاجتماعي.