سفير مملكة إسبانيا لدى قطر يستعرض أهمية الدبلوماسية وفهم الجغرافيا السياسية الحديثة
استضاف المعهد العالمي للدراسات الاستراتيجية "جِسر"، ضمن سلسلة الحوارات الدبلوماسية، سعادة السيد ألبارو رينيدو زالبا، سفير مملكة إسبانيا لدى الدولة. حيث عقدت الجلسة في مبنى ذو المنارتين، وشارك فيها عدد من أعضاء السلك الدبلوماسي في دولة قطر، والأكاديميين، والطلاب، ونخبة من الخبراء في مجال السياسات العامة، لمناقشة السياسات الخارجية، وأولويات التعاون، والمشهد العالمي المتغيّر.
وخلال الجلسة التي كانت بعنوان "منهج السياسة الخارجية لإسبانيا"، استعرض سعادة السفير الدور الدبلوماسي لإسبانيا ضمن الاتحاد الأوروبي، وجهودها الرامية إلى تعزيز التواصل متعدد الأطراف، وصنع السلام، ودعم التنمية المستدامة في الساحة الدولية. كما ركّز بشكل خاص على التزام إسبانيا بالعمل متعدد الأطراف، وحقوق الإنسان، وسيادة القانون الدولي، وهي المبادئ التي تشكل ركيزة علاقاتها مع مختلف دول العالم.
وأوضح سعادة السفير زالبا أن إطار العمل الاستراتيجي لإسبانيا يستند إلى تحليل السياق الدولي وما يشهده من تغيرات مثل الانتقال من نظام قائم على القواعد إلى نظام توجهه ديناميكيات القوة، ومن كفاءة العولمة الاقتصادية إلى السعي لتحقيق المرونة، ومن الثقة بالتقدم إلى حالة من عدم اليقين. كما أكد على إيمان إسبانيا الراسخ بالدبلوماسية البناءة، وتحقيق الازدهار المشترك، وأهمية إيجاد الحلول متعددة الأطراف للتحديات العالمية المعقدة.
وقد سلّطت الجلسة الضوء على أهمية الدبلوماسية كمنصة لتعزيز التفاهم المتبادل وتحقيق التقدم المشترك، فضلًا عن التأكيد على الحاجة الملحة إلى تقديم ضمانات أقوى عند تطبيق القوانين الدولية. وقد أتاحت هذه المناقشات للطلاب والباحثين فرصة استثنائية للتفاعل بشكل مباشر مع دبلوماسي رفيع المستوى والاستماع إلى أفكاره ورؤاه القيّمة حول مبادئ وممارسات السياسات الخارجية المعاصرة.
وتعليقًا على الجلسة، قال الدكتور محمد علي الشيحي، المدير التنفيذي للمعهد العالمي للدراسات الاستراتيجية: "توفّر سلسلة الحوارات الدبلوماسية منصة مميزة لصنّاع السياسات وقادة العلاقات الدولية لتبادل الأفكار التي تساهم في تشكيل الرؤى المستنيرة حول أبرز القضايا العالمية. وتعكس استضافة سعادة السفير زالبا التزام معهد جِسر بتحقيق رسالته التي تهدف إلى تعزيز الحوارات البنّاءة التي تجمع بين البحث، والدبلوماسية، والسياسات العامة".
وتبرز هذه الجلسة دور جامعة حمد بن خليفة كمركز إقليمي رائد للحوار والنقاش حول السياسات العامة، بهدف تعزيز التحليل المستقل والتفاعل مع صنّاع القرار لمجابهة القضايا العالمية المعاصرة.