الخبرات والدروس المستفادة في كليات جامعة حمد بن خليفة

الخبرات والدروس المستفادة في كليات جامعة حمد بن خليفة مع بدء المرحلة الرابعة من إجراءات رفع القيود

03 سبتمبر 2020

الخبرات والدروس المستفادة في كليات جامعة حمد بن خليفة  مع بدء المرحلة الرابعة من إجراءات رفع القيود

مع دخول دولة قطر الآن المرحلة الرابعة من رفع القيود المفروضة بسبب انتشار فيروس كوفيد-19، تحدثنا مع عمداء الكليات الست في جامعة حمد بن خليفة. في حلقتنا الأولى من سلسلة البيانات الخاصة المكونة من حلقتين، يتبادل عمداء كلية السياسات العامة، وكلية القانون، وكلية الدراسات الإسلامية أفكارهم حول الدروس المستفادة من الجائحة، والأسباب التي تدعو للأمل والحذر، وتوقعاتهم لما قد يحمله المستقبل في مجالات تخصصهم.

الدكتور ليزلي ألكسندر بال، العميد المؤسس لكلية السياسات العامة بجامعة حمد بن خليفة

من بين الدروس التي تعلمناها من الأشهر المؤلمة الماضية أن التصدي الفعال للجائحة يتطلب دعم السكان وامتثالهم للتدابير الاحترازية. وقد رأينا في جميع أنحاء العالم أن الامتثال لتدابير الرقابة المعقولة يحدث فرقًا، إذ لا يمكن للحكومات وضع ضباط شرطة في كل مبنى. ويجب أن يوافق الناس على اتخاذ الاحتياطات الضرورية، مثل التباعد الاجتماعي وارتداء الأقنعة في الأماكن العامة. وقد أدهشني مدى استفادة قطر من المستويات العالية لامتثال سكانها للتدابير الاحترازية. وبالطبع، كانت هناك مغريات تدعو للتجمع مع العائلة والأصدقاء، ولكن بشكلٍ عام، كان مستوى الامتثال مرتفعًا جدًا من الناس في الشوارع، وفي مراكز التسوق، أو حتى بمفردهم في سياراتهم، حيث كانوا يرتدون جميعًا الأقنعة، على سبيل المثال.

وهذا هو سبب شعوري بالتفاؤل الحذر مع دخولنا إلى المرحلة الرابعة من رفع القيود. ويدرك الناس والمؤسسات في جميع أنحاء قطر أن نجاحنا في تسطيح المنحنى كان نجاحًا جماعيًا. ونحن نعلم أن إعادة الفتح التدريجي للاقتصاد هي أفضل طريقة للمضي قدمًا، مع إجراء تقييمات دقيقة لتأثير هذه الخطوة، والتراجع إذا لزم الأمر. ويحدوني الأمل في أن النهج المدروس المتبع هنا في قطر سيؤتي ثماره عبر العودة تدريجيًا إلى شيء أقرب إلى الحياة الطبيعية، مع حماية الصحة والسلامة.

وسيكون تأثير الجائحة على الأبحاث في مجال السياسات العامة عميقًا. وتجري كلية السياسات العامة حاليًا مشروعًا بحثيًا رئيسيًا لتتبع استجابة السياسات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا سيمنحنا مجموعة بيانات ثرية عن الاستجابات التي بدت أكثر فاعلية وتلك التي لم تكن كذلك. وستكون إحاطاتنا المتعلقة بالسياسات وأوراقنا البحثية الناتجة عن هذا المشروع مورداً رئيسياً لحكومة قطر، فضلاً عن الحكومات والهيئات الدولية الأخرى. 

الدكتورة سوزان إل كارامانيان، عميد كلية القانون بجامعة حمد بن خليفة

على مدار الشهور الخمسة الماضية، حافظ مجتمع كلية القانون بجامعة حمد بن خليفة على حيويته، رغم أن طلابنا وأعضاء هيئة التدريس وموظفينا لم يلتقوا بصفة شخصية. فكيف حدث ذلك؟ لقد كان العمل السريع والفعال والمستدام الذي قام به قسم تقنية المعلومات في جامعة حمد بن خليفة عنصرًا أساسيًا في الحفاظ على حيويتنا. وبالتالي، فإن الدرس الأول هو درس الامتنان للأشخاص الذين استقبلوا مكالماتنا في جميع الأوقات، لضمان توفير عالم افتراضي فعال. 

وقد واجهنا العديد من العقبات، ولكنني نادرًا ما سمعت عبارة "هذا ليس ممكنًا." وقد تقبَّل أعضاء هيئة التدريس، والموظفون، والطلاب على حدٍ سواء التحدي المتمثل في نقل كل شيء من قاعة فعلية إلى قاعة افتراضية. وإذا كان لنا أن نستمد الخبرات من هذه التجربة العصيبة، يمكننا أن نقول إن تفاؤل الإنسانية يظهر كصفة مميزة لهذه الفترة غير المسبوقة، كما حقق صبرنا الثمار المرجوة أيضًا. ويقترن التفاؤل والصبر بالمرونة وإيماننا بأن هذا الفيروس غير المرئي لن يمنعنا من التعلم.

ورغم أننا كنا ولا نزال بعيدين عن بعضنا البعض، فقد تمكنّا من توسيع آفاقنا إلى ما هو أبعد من أي شيء يمكن تخيله في أوائل شهر مارس. وبفضل التكنولوجيا، باتت أبوابنا مفتوحة الآن للمحامين وأساتذة وطلاب القانون وغيرهم من جميع أنحاء العالم. ولم نعد نحتاج إلى ركوب طائرة والسفر آلاف الأميال لفهم بعضنا البعض.

وبينما نستعد للترحيب بطلاب القانون الجدد والعائدين، فإننا ملتزمون أولاً بصحتهم وسلامتهم، وكذلك صحة أعضاء هيئة التدريس والموظفين. ويتجاوز ذلك الجوانب المادية، حيث تمثَّل أحد أكبر التحديات في معالجة الآثار العاطفية للعزلة. لقد كان الحفاظ على تواصلنا من خلال المنصة الافتراضية هو خيارنا الوحيد، وسيظل كذلك، على الأقل خلال الشهر الأول من الفصل الدراسي الجديد. ومع ذلك، سيأتي وقت قريب عندما نجتمع مرة أخرى في قاعة دراسية فعلية، وأنا على ثقة من أننا سوف نشعر ساعتها بترابط من نوع جديد ومميز. 

الدكتور عماد الدين شاهين، عميد كلية الدراسات الإسلامية بجامعة حمد بن خليفة

نواصل العمل في ظل ظروف مثيرة للاهتمام غرست فينا شعورًا بالثقة في قدرتنا الجماعية على تجاوز الشدائد. وقد كان تواصلنا المستمر على مستوى الكلية، وجامعة حمد بن خليفة، ومؤسسة قطر إجمالًا عاملاً أساسيًا في نقل الشعور بالثقة والتضامن، دون التغاضي عن الآثار العملية للتغييرات الجارية من حولنا.

وبصفتنا قادة، لدينا شعور قوي بالمسؤولية تجاه حماية مصالح مجتمعاتنا. وبسبب رسالة التضامن المتسقة هذه، بذل الطلاب جهودًا دؤوبة لإكمال فترة دراستهم، على الرغم من العقبات التي واجهوها. وواصلت هيئة التدريس تفاعلها مع الطلاب ووفرت فرص التطوير الأكاديمي والمهني لهم خلال فصل الصيف، ووجد الباحثون طرقًا للاستمرار في مساعيهم لمواصلة مسيرة المعرفة والاكتشاف، وحرص المسؤولون لدينا على استمرار سير عملنا بسلاسة.

ومثلما تتشكل شخصية الفرد من خلال المصاعب التي يمر بها والكفاح الذي يبذله، تخضع المؤسسة إجمالًا لتحول مماثل. ومن خلال الجهد الدؤوب والسعي لتحقيق التفوق، كان صيفنا أكثر إنتاجية من أي وقت مضى، حيث جرت مراجعة الإستراتيجيات على المستويين الكلي والجزئي، وأعدنا مواءمة اتجاه كليتنا في ضوء الإستراتيجية المحدَّثة لمؤسسة قطر. وشهدت برامجنا المتعددة تقدمًا كبيرًا في تقديم خدمة أفضل لطلابنا، وأعدنا تصميم مقرراتنا الدراسية لتقديم خدمات التعليم المدمج والرقمي الفعال.

وعندما يدخل طلابنا من تلك الأبواب في فصل الخريف الحالي، فسوف يجدون بالفعل أن كليتنا تمثل رحلة تحويلية تلبي احتياجاتهم الشخصية الكاملة ولا تركز على احتياجاتهم كطلاب فحسب. وسوف يستمر محتوى مقرراتنا الدراسية في دمج الحوار المعاصر بما يتناسب مع رسالة الكلية، لكن التحسينات الرقمية ستوفر تجربة لا مثيل لها ومشاركةً وتعلمًا غنيًا. ونحن، كمؤسسة، نواصل التكيف، حيث نعاين أنماطًا جديدة للتعلم، ونظل حريصين على عدم التقليل من أهمية العنصر البشري.