نصائح مجتمعية من كلية الدراسات الإسلامية بجامعة حمد بن خليفة
Hamad Bin Khalifa University

البيانات الصحفية نصائح مجتمعية من كلية الدراسات الإسلامية

في ظل الانتشار الحالي لفيروس كورونا في جميع أنحاء العالم، يتناول خبراء من كلية الدراسات الإسلامية بجامعة حمد بن خليفة الأوبئة من المنظور الأخلاقي في الإسلام، وكيف يُمكن للمسلمين الاهتداء بمعتقداتهم الدينية في التعامل مع العديد من المسائل الأخلاقية التي ترتبط بفيروس كورونا.

رد منسوب للدكتور محمد غالي، كلية الدراسات الإسلامية

ما هي التوجيهات الموجودة في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة فيما يتعلق بانتشار فيروس كورونا؟ وكيف يمكن الاستفادة من الهدي القرآني والتوجيهات الواردة في السنة النبوية الشريفة اليوم؟ 

يتعين علينا أن ندرك أن التعامل مع القرآن الكريم أو السنة النبوية المطهرة باعتبارها "فهارس" نبحث فيها عن كلمات محددة أو رئيسية يُعدُ نهجًا قاصرًا ومعيبًا، إذ يجب التعامل مع القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة باعتبارها أدلة أخلاقية شاملة للحياة بشكلٍ عام، عبر توفير رؤية شاملة متسقة يمكن أن تساعد الأفراد والمجتمعات على تحقيق النجاح والفلاح في هذه الحياة، والنجاة يوم القيامة. وفي هذا السياق، يمكننا التعامل مع القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة للبحث عن الهدي والتوجيه الأخلاقي. ويندرج فيروس كورونا ضمن فئة الأمراض المعدية، حيث صُنف على أنه جائحة عالمية بسبب انتشاره السريع والواسع. وفي هذا الصدد، يؤكد كل من القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة على أهمية الحفاظ على حياة الإنسان، ويبيّنان أن تعريض حياة الفرد أو الأفراد الآخرين في المجتمع للخطر أمر محرَّم. فعلى سبيل المثال، يحثنا القرآن الكريم على الامتناع عن تعريض أنفسنا والآخرين للخطر كما في قوله تعالى "ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة" (الآية 195، سورة آل عمران). ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا ضرر ولا ضرار". 

نحن نعلم أن الأوبئة انتشرت على مر التاريخ. فكيف تعامل علماء المسلمين مع تلك الأوبئة؟ وما هي الدروس التي يمكن أن نتعلمها اليوم من أعمالهم المبكرة؟  

كانت الأوبئة ظاهرة متكررة في عالم ما قبل الحداثة، ولم يمثل العالم الإسلامي استثناءً من هذه القاعدة. ولم يحقق البشر تقدمًا في السيطرة على الأوبئة حتى بداية القرن العشرين. وكانت "الطاعون" هي الكلمة الشائعة التي استخدمت لوصف هذه الأوبئة المتكررة. ويمكن تعلم العديد من الدروس من المؤلفات التي أنتجها علماء ما قبل الحداثة، ومن بينها الحاجة إلى تقوية علاقة المرء بالله الخالق والشافي خلال الفترات العصيبة. ومن أجل تقليل الذعر، وهي نتيجة شائعة لانتشار الأوبئة، أكد علماء المسلمين على مبادئ معينة من بينها الوكالة الإلهية، وقدرة الله، وحكمته. ويعتقد علماء المسلمين أن إعادة التأكيد على هذه المبادئ سوف يقلل من الذعر، ويجعل الناس يدركون ضعفهم وحاجتهم لتعزيز الإيمان بالله.     

إلى أي مدى لا تزال أعمال ونظريات ما قبل الحداثة ذات صلة في سياق التعامل مع انتشار الأوبئة اليوم؟ 

السياق الذي كتبت فيه هذه الأعمال لا يزال مهمًا جدًا. وتشير إحدى نظريات ما قبل الحداثة، التي تعرف باسم نظرية  "ميازما"، إلى أن الأوبئة تحدث بسبب الهواء الفاسد. وقد انتقد العديد من علماء الدين في مرحلة ما قبل الحداثة هذه النظرية واعتبروا أنها غير مقبولة. وقالوا إن العديد من المدن كانت تعرف بجودة هوائها ولكن كانت لا تزال تعاني من الأوبئة. وفي وقتنا الحالي، ومع التطورات الكبرى في مجالات مثل علم الأوبئة وعلم الفيروسات، لا يمكننا القول إن فيروس كورونا ليس معديًا. وأنا أقول إنه لا يمكن الدفاع عن هذا الموقف في الوقت الحديث، حتى وإن كان بعض علماء الدين المؤثرين في مرحلة ما قبل الحداثة قد تبنوها لأنها يمكن أن تعرض حياة البشر لخطر كبير. وهذا لا يقلل من احترامنا لهؤلاء العلماء الأوائل، ولكننا يجب أن نكون على دراية بالسياقات التاريخية المختلفة.   

هل هناك رؤى إسلامية محددة نحتاج إلى التأكيد عليها وإبرازها في السياق المحدد لفيروس كورونا؟ 

يتفق علماء المسلمين على أن الأوقات العصيبة وفترات الطوارئ يجب التعامل معها باعتبارها أوقاتًا يمكن أن نتعلم منها جميعًا، حيث يجب أن نراجع سلوكياتنا وسجل أفعالنا بشكلٍ نقدي. وعادةً ما يعرف هذا باسم مبدأ "المحاسبة الأخلاقية". وفي هذه اللحظة، يتفق الناس في جميع أنحاء العالم على أننا نبلي بلاءً حسنًا في العديد من المجالات، وأن عددًا كبيرًا منا يرتكبون فظائع ضد الأبرياء والطبيعة عمومًا، أو يتسامحون مع ارتكابها. ونحن نأمل في أن يساهم إعلان حالة الطوارئ في أنحاء كبيرة من العالم في الوقت الراهن للتعامل مع فيروس كورونا في تعزيز درايتنا بالحاجة إلى العمل معًا لجعل عالمنا أفضل بكثير مما هو عليه في الوقت الحالي.
 

Hamad Bin Khalifa University

أخبار متعلقة

جامعة حمد بن خليفة، عضو مؤسسة قطر، تعرض بحوثها في مجال الرعاية الصحية والتكنولوجيا الرقمية المتقدمة التي طورتها خلال مؤتمر ويش 2020

شاركت جامعة حمد بن خليفة في مؤتمر القمة العالمي للابتكار في الرعاية الصحية (ويش) 2020 باعتبارها أحد شركاء المؤتمر، وذلك بما يتماشى مع رسالتها المتمثلة في تعزيز التحول الإيجابي داخل دولة قطر مع المشاركة في إحداث تأثير عالمي.

كلية الدراسات الإسلامية بجامعة حمد بن خليفة تُطلق برنامج تصميم إنسانية ما بعد كوفيد-19

أطلقت كلية الدراسات الإسلامية بجامعة حمد بن خليفة برنامجًا جديدًا يتناول الجهود المبذولة لتصميم إنسانية أكثر عدلاً وشمولاً واستدامةً بعد انتهاء فيروس كوفيد-19.