كلية الدراسات الإسلامية كلية الدراسات الإسلامية جامعة حمد بن خليفة جامعة حمد بن خليفة

نظمت كلية الدراسات الإسلامية بجامعة حمد بن خليفة، مؤخرًا، ندوةً إلكترونيةً حول المنهج الإسلامي في التعامل مع الأوبئة وكيفية تأثيرها على العبادات. وسلطت الندوة الضوء على أوجه التشابه بين التوجيهات الإسلامية بشأن التعامل مع الأوبئة، وإجراءات الاحتواء والحجر الصحي التي تُنَفذ لحماية الناس من فيروس كوفيد-19.

وتناول المتحدثون في الندوة، التي أدارها الدكتور بدران بن لحسن، أستاذ مقارنة وفلسفة الأديان المشارك في كلية الدراسات الإسلامية، المعضلة الدينية الناجمة عن الالتزام بهذه الإجراءات، التي تحول دون ممارسة الشعائر الدينية بشكلٍ طبيعي بسبب تقييد التجمعات الدينية، والصلوات اليومية، وصلوات الجمعة في المساجد.

وقال الدكتور بدران، بصفته مدير مركز القرضاوي للوسطية الإسلامية والتجديد: "لقد بيَّنت هذه الندوة الإلكترونية أن الإسلام لديه إرشاداتٍ محددةً في التعامل مع الأوبئة، وأن هذه الإرشادات تتوافق مع التدابير التي تفرضها الحكومات لمنع انتشار فيروس كورونا المستجد والمساعدة في إنقاذ الأرواح. ونأمل أن يساعد نقاشنا حول هذا الموضوع في تبديد أي شكوك حول ضرورة الامتثال لإجراءات السلامة، لا سيَّما التباعد الاجتماعي، وتشجيع الناس على تجنب الخروج في ظل تواصل الجهود التي تبذلها الدولة لاحتواء الفيروس."

وتناولت الندوة المبادئ الإسلامية للتعامل مع الأوبئة وصلتها بجائحة كوفيد-19. كما أوضحت تأثير هذه المبادئ على العبادات وملحقاتها في العقيدة الإسلامية التي تضمن تحقيق مقاصد الشريعة وفقه النوازل خلال هذه الأزمات.

وقال الدكتور حسام محمد، باحث أول في مركز القرضاوي للوسطية الإسلامية والتجديد وأحد المتحدثين في الندوة: "إلى أن نتمكن من احتواء هذا الفيروس المستجد في نهاية المطاف، من الأهمية بمكان أن نبذل قصارى جهدنا للمساعدة في منع انتشاره للتخفيف من تأثيره على صحة الأفراد وحياتهم. لقد بيَّنت لنا هذه الندوة الإلكترونية وأكدت أننا نسير على الطريق الصحيح، في ضوء هدي الدين الإسلامي الحنيف والأدلة المستندة على مقاصد الشريعة الغراء، لضمان حماية أكبر عدد ممكن من الأرواح في خضم مكافحتنا لهذه الجائحة."

وشهدت الندوة مشاركة الدكتور محمد الجمال، الأستاذ المشارك في برنامج الفقه المعاصر بكلية الدراسات الإسلامية، الذي تناول أيضًا آلية تعامل الفقه المعاصر مع جائحة كوفيد-19 واتساقها مع مقاصد الشريعة الإسلامية، وذلك فيما يتعلق بالفتوى الخاصة بإغلاق المساجد.

وأكد الدكتور الجمال في كلمته على العديد من المبادئ الأساسية مثل تلك التي تتناول الشؤون العامة، والرخصة الشرعية المنوطة بالأمة مع ارتباطها بالأفراد، وضرورة الدخول في حوار للحد من النزاعات. واختتم كلمته بقوله إن الفتوى المتعلقة بإغلاق المساجد تتماشى مع مقاصد الشريعة الإسلامية، حيث أن حفظ النفس من الوفاة أو الضرر يُعدُ من الضروريات. وأوضح أن منح الأولوية لمفهوم السلامة أمر مبرر لأن صلاة الجماعة في المساجد تُعدُ من الجوانب المكملة للدين. كما تؤدي هذه الفتوى، التي تشير إلى ضرورة توخي الحيطة والحذر من أجل تجنب التعرض لأسباب الضرر، إلى حب الدين وتقدير اعتداله وعقلانيته.  

وسوف تعقد الكلية ندوة إلكترونية بتاريخ 21 مايو تحت عنوان "الجوانب الفكرية والثقافية والاجتماعية لفيروس كوفيد-19" في إطار التزامها المتواصل بمساعدة المجتمع في اكتساب فهمٍ أفضل لآثار هذه الجائحة على حياة الإنسان والتأقلم مع نتائجها.

وسوف يشارك في الندوة، التي يديرها الدكتور حسام محمد، كلٌ من الدكتور بدران بن لحسن، والدكتور إبراهيم زين، الأستاذ بكلية الدراسات الإسلامية؛ لمناقشة آثار الفيروس على الإنسانية في ضوء مقاصد الشريعة الإسلامية.

وقد دأبت كلية الدراسات الإسلامية على عقد فعاليات لتسليط الضوء على أنشطتها ومشاريعها البحثية. للمزيد من المعلومات، يُرجى زيارة: cis.hbku.edu.qa.