قدمت جامعة حمد بن خليفة 15 عرضًا بحثيًا عبر كلية العلوم والهندسة، ومعهد قطر لبحوث الحوسبة، ومنصات التعليم الرقمي.

وفقًا لتوقعات منظمة الأمم المتحدة، سيعيش حوالي 70% من سكان العالم في المدن بحلول عام 2050. ومن المتوقع أن يفرض هذا الارتفاع في عدد سكان المناطق الحضرية ضغطًا هائلًا على البنى التحتية الموجودة في المدن بجميع أنحاء العالم.   

ويمكن أن تؤدي تحليلات البيانات الضخمة دورًا كبيرًا في تخفيف هذا الضغط، والمساعدة في جعل المدن أماكن أفضل للعيش. وبصفتها دولة طموحة ومتطلعة، تفخر دولة قطر بمواكبة التطورات السريعة في مجال التكنولوجيا، وتستخدمها بشكلٍ فعالٍ. 

ويؤدي برنامج قطر الذكية (تسمو)، وهو برنامج أطلقته وزارة المواصلات والاتصالات، دورًا رائدًا في تحويل الدوحة إلى مدينة ذكية آمنة ومستدامة. ويسعى البرنامج، المصمم لتسريع تحقيق جميع ركائز رؤية قطر الوطنية 2030، إلى إحداث ثورة في طريقة تنفيذ مشاريع المواصلات، والخدمات اللوجيستية، والرعاية الصحية، والبيئة، والمشاريع الرياضية في قطر. 

وقد أنشأ برنامج تسمو مختبرًا للابتكار للعمل كمنصة للأفكار المبتكرة التي تخدم رؤيته فيما يتعلق بالمدن الذكية. وكان معهد قطر لبحوث الحوسبة، التابع لجامعة حمد بن خليفة، من أوائل المؤسسات التي تقدمت لكي تصبح شريكًا بحثيًا للبرنامج. 

ونجح المعهد في الانضمام للبرنامج باعتباره شريكًا بحثيًا، وكان عرض "تطبيق الاستماع المروري تواصل الذي يعمل بتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي" أحد العروض الثلاثة التي قدمتها جامعة حمد بن خليفة في جناح برنامج تسمو خلال النسخة الأولى من معرض الدوحة للمدن الذكية، التابع لمؤتمر ومعرض قطر لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات (كيتكوم) 2019، حيث كانت الجامعة من الرعاة الفضيين للفعالية.

وجمع معرض الدوحة للمدن الذكية 2019، الذي عُقد تحت شعار "مدن ذكية آمنة"، خبراء المدن الذكية من جميع أنحاء العالم لمناقشة التحديات التي تواجه المدن فيما يتعلق بالابتكار والتكنولوجيا الجديدة التي تساهم في تطور المدن في المستقبل، وإيجاد حلولٍ لها.

وقدَّم الدكتور سفيان عبار، مهندس برمجيات أول بمعهد قطر لبحوث الحوسبة؛ ونورة العمادي، مهندس برمجيات بالمعهد، عرضًا حول تطبيق "تواصل" في مؤتمر ومعرض كيتكوم. ويتتبع التطبيق وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة لجمع التعليقات وثيقة الصلة المرتبطة بنظام النقل العام والفعاليات التي تُقام في قطر، ويُعدُ واحدًا من العديد من المشاريع التي يجريها المعهد فيما يتعلق بالمدن الذكية.

وقال الدكتور سفيان: "نحن في معهد قطر لبحوث الحوسبة لدينا فرقًا بحثية تعمل على الحوسبة الحضرية، التي ترتبط بمفهوم المدن الذكية وتساعد المدن التي تنمو بشكلٍ سريعٍ مثل الدوحة على التكيف مع التحول الذي يحدث فيها. ونحن نفعل ذلك عبر الاستفادة من البيانات الضخمة باستخدام تقنيات التعلم الآلي والذكاء الاصطناعي بهدف التصدي لتحديات مثل الازدحام المروري، وتلوث الهواء، ومرونة المدن. ولدينا مشاريع بحثية تتصدى لكل تحدٍ من تلك التحديات، كما نتعاون مع الأطراف المعنية المحلية، وننشر أوراقًا بحثية، ونطرح ملكيات فكرية أو نطورها."

وأضاف: "يقود برنامج تسمو مبادرة المدن الذكية بدولة قطر، وقد دأبنا على التعاون معهم في العديد من المشاريع على مدار العامين الماضيين. وتهدف بعض المشاريع إلى رفع مستوى الوعي بشأن المدن الذكية والعصر الرقمي، وقد نظمنا القليل من ورش العمل معهم، حيث وجهنا الدعوة لخبراء من جميع أنحاء العالم ممن يوظفون تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي لتناول المشكلات المتعلقة بوسائل النقل والمواصلات في المدن الحضرية."

ويرى الدكتور سفيان أن الفكرة الأولية للمدن الذكية ركزت بقدرٍ كبير على التكنولوجيا، ولكنها لم تركز بما يكفي على البشر، حيث يقول: "عندما بدأ الناس في استخدام مصطلح "المدن الذكية"، كان الهدف الحقيقي يتمثل في زيادة الكفاءة من حيث استهلاك الطاقة، وجودة الهواء، واستهلاك المياه، وما إلى ذلك. ولكن الجانب البشري تعرض للإهمال نوعًا ما."

وأضاف: "بهذه الطريقة انتهى بنا المطاف، على سبيل المثال، إلى امتلاك غسالات أطباق متطورة للغاية، ولكن الناس لا تعرف كيفية استخدامها. ومنذ عشرين عامًا، كان لدينا زراران فقط للتشغيل وإيقاف التشغيل، والآن بات لدينا العديد من الخيارات والخصائص، ومنها إمكانية ربط هذه الآلة بالهاتف المحمول مع عدم معرفة الناس لكيفية تشغيلها."

وتابع قوله: "استمرت هذه الطريقة في تصميم الحلول الذكية لحوالي 20 عامًا تقريبًا، ولكن الناس باتوا يدركون الآن أن ما نرغب من المدن الذكية في فعله هو أن تجعل حياة الناس الذين يعيشون فيها أسهل." 

وتماشيًا مع هذا التركيز على البعد البشري، قدَّم الدكتور ين يانغ، الأستاذ المشارك بكلية العلوم والهندسة، عرضًا في جناح برنامج "تسمو" عن دور الذكاء الاصطناعي في اكتشاف السرطان، وعرض نظام تشخيص آفات الجلد الذي يعمل باستخدام تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، ويحافظ على الخصوصية، ويكتشف الأمراض التي يمكن أن تهدد الحياة مثل مرض سرطان الجلد.

وفي الوقت نفسه، قدَّم الدكتور محمد عبد الله، الأستاذ المشارك بكلية العلوم والهندسة؛ والدكتور نور الدين الأصلع، زميل الأبحاث بالكلية عرضًا حول منصة تداول فعالة لشحن السيارات الكهربائية الصديقة للبيئة، تعمل استنادًا إلى تكنولوجيا سلاسل البيانات. وتُمَّكِن هذه التكنولوجيا عملية تداول الطاقة بشكل مباشر بين ملاك السيارات الكهربائية وموفري الطاقة المتجددة بطريقة شفافة.    

ويمكن أن ترتبط المدن الذكية بالعديد من الأشياء، ولكن لكي تعمل بكفاءة، فإنها تحتاج إلى تحسين جودة الحياة للأشخاص الذين يعيشون بها، ويحرص باحثو جامعة حمد بن خليفة على ضمان أن تصبح الدوحة واحدةً من أذكى المدن في العالم.