نظرًا لأن جائحة كورونا (كوفيد-19) تمر بمرحلة تشهد زيادة مضطردة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، فمن الواضح أنها ستؤدي إلى تبعات اجتماعية عميقة على الغالبية العظمى من الأسر، بما في ذلك الأطفال والشباب والعمالة المهاجرة والأشخاص من ذوي الإعاقة وكبار السن والنساء والأشخاص المعرضين للعنف القائم على النوع الاجتماعي. كما أن تبعات الجائحة على سوق العمل والمجتمع غير متوقعة في مداها. ويعتمد نجاح الحكومات الوطنية في مكافحة الجائحة وتوابعها الاقتصادية والاجتماعية على العوامل السياسية والمؤسسات الوطنية. وتواجه مؤسسات الرعاية والسياسات الاجتماعية بالدولة والتي تؤدي دورًا محوريًا في ضمان الأمن الاجتماعي والاستقرار الاقتصادي على وجه الخصوص تحديات كبيرة، حيث تؤثر جائحة كوفيد-19 بقوة على المهام التي تضطلع بها مؤسسات الرعاية الاجتماعية الوطنية التي تضمن الوصول السريع إلى الإعانات الاجتماعية، وتقديم تدابير واسعة لتأمين الوظائف. وقد تُغيّر الجائحة أيضًا من أهداف السياسات الاجتماعية وطرق تصميمها وتنفيذها. علاوة على ذلك، فإن للجائحة عواقب على الخدمات العامة. وفي حين أن معظم عمليات الاستشارة وطلب المساعدة قد أجريت على أساس التعامل المباشر وجهًا لوجه، فإن الجائحة سوف ينتج عنها وسائل جديدة للتواصل والتعاون، مما يفرض ضرورة التوجه نحو المزيد من الخدمات العامة الرقمية.
تمثل الجائحة "اختبارًا" فريدًا للظروف المؤسسية بتنوعها وقيود الحوكمة في بلدان الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وهي تقدم فرصة لاستكشاف الاستجابات المؤسسية وآليات التكيّف التي قد تسمح لصناع السياسات بتحسين مستوى الخدمات المقدّمة. كما توفر فرصة لصناع السياسات لفحص أوجه النقص في القدرات وإذا كانت هيكلية بالفعل، وأي منها يمكن التغلب عليها من خلال مزيج من الدعم الفني والإرادة السياسية.
تهدف هذه الندوة التي تعقد عبر الإنترنت إلى دعوة مجموعة من العلماء لمناقشة واستكشاف استجابة السياسات الاجتماعية للجائحة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، والتحديات التي تواجه البلدان المتأزمة والعرضة للخطر نتيجة لجائحة كورونا العالمية، وكذلك مستقبل السياسات الاجتماعية والعقد الاجتماعي في المنطقة.