تقدم جديد في دراسة اضطراب طيف التوحد | معهد قطر لبحوث الطب الحيوي

معهد قطر لبحوث الطب الحيوي بجامعة حمد بن خليفة يُطور محفزات عربية لتشخيص اضطراب طيف التوحد

27 فبراير 2024

قدرات بحثية فائقة لتعريب أدوات التشخيص التي تقدمها دولة قطر للناطقين باللغة العربية

تقنية تتبع حركة العين

 كشف معهد قطر لبحوث الطب الحيوي التابع لجامعة حمد بن خليفة، في دراسة أجراها حديثًا بالتعاون مع الباحثين في مستشفى كليفلاند كلينك الأمريكية، عن تحقيق خطوات واسعة في  اكتشاف وتشخيص اضطراب طيف التوحد، حيث تُقدم الدراسة، التي تُسلط الضوء على دور الاهتمام الاجتماعي كمعيار تطوير أساسي، نسخة عربية من مؤشر مخاطر التوحد (ARI). هذه الأداة واعدة في الكشف والتشخيص المبكر لاضطراب طيف التوحد ليس فقط لدولة قطر ولكن أيضا للتطبيقات الأوسع لجميع الناطقين باللغة العربية في العالم.

وتهدف الدراسة إلى تطوير والتحقق من صحة إصدار نسخة عربية من "مؤشر مخاطر التوحد" (ARI)، باستخدام تقنية تتبع حركة العين لتشخيص اضطراب طيف التوحد، حيث قام الباحثون بترجمة وإعداد اختبارات محفزات تتبع حركة العين وفق "مؤشر مخاطر التوحد" إلى اللغة العربية، واستخدموا عينة تضم 144 طفلًا مصابًا باضطراب طيف التوحد، و96 طفلاً غير مصاب للمراقبة  والتحقق من صحة النتائج، إذ تضمنت العينة 84 طفلًا غير مصاب بالتوحد، و 12 طفلًا يعانون من تأخر في النمو، وأظهر "مؤشر مخاطر التوحد" موثوقية كبيرة، وميَّزَ بشكل فعَّال الأطفال المصابين بالتوحد من بين مجموعات المراقبة الأخرى، مما يؤكد على مُلاءمة وصلاحية المؤشر لمجتمعات وثقافات مختلفة. وبالإضافة إلى ذلك، فقد أظهر المؤشر وصفًا دقيقًا لأعراض اضطراب طيف التوحد التي رصدها وأبلغ عنها الوالدين.

وقام الدكتور فؤاد الشعبان، باحث رئيسي بمعهد قطر لبحوث الطب الحيوي، بالتركيز على البناء على الدراسات السابقة في مستشفى كليفلاند كلينك بالولايات المتحدة الأمريكية، وتكييف منهجية لإنشاء مجموعة من المحفزات باللغة العربية، بهدف الحصول على استجابة مماثلة لتلك التي لوحظت في الدراسات الأصلية، وقد نجح الفريق في إعداد "مؤشر مخاطر التوحد" باللغة العربية، مما يدل على إمكانية الاتساق بين الثقافات المختلفة في مجالات الاهتمام الاجتماعي، حيث يتضمن المؤشر مقاييس لتتبع حركة العين، مما يجعلها طريقة موثوقة للتشخيص المبكر لاضطراب طيف التوحد في مجموعات سكانية متنوعة.

وفي حين تُقدم الدراسة دعمًا لمؤشر مخاطر التوحد على مستوى دولة قطر، فإن الباحثين يؤكدون على الحاجة إلى مزيد من الدراسات الدقيقة التي يتم اجراؤها في مجتمعات متعددة لتحديد مدى إمكانية تطبيق المؤشر فيها، وفي حال نجاح تنفيذه فإنه سوف يُساهم في تعزيز أدوات فحص اضطرابات التوحد، والعمل على تحسين الوصول إلى تشخيص دقيق للأفراد المصابين بالتوحد في مجتمعات وخلفيات متنوعة.

ويُسلط فريق البحث الضوء على أهمية اختبار مؤشر مخاطر التوحد في البيئات السريرية، ومقارنة مدى دقته بالأدوات المعمول بها مثل جدول مراقبة تشخيص التوحد - الإصدار الثاني (ADOS-2) ، وفحص جدواه في الممارسات السريرية، كما أن المبادئ التوجيهية لاستخدام وشرح مؤشر مخاطر التوحد بشكل صحيح في البيئات السريرية يعتبر أمرا ضروريًا أيضا لضمان تنفيذه بنجاح. 

وتعليقًا على الدراسة، قال الدكتور فؤاد الشعبان، باحث رئيسي في معهد قطر لبحوث الطب الحيوي: "تُسلط دراستنا الضوء على التزام مؤشر مخاطر التوحد في تحديد الأفراد المصابين بالتوحد في بيئات ثقافية متعددة، ولقد نجحنا في التحقق من صحة أداة المحفزات العربية التي أنتجها المعهد لتتلاءم مع سياقات متنوعة، والتركيز على الاختبارات والمعايير السريرية، وصياغة المبادئ التوجيهية لهذه الاختبارات، حيث تهدف الأبحاث المستقبلية إلى التوسع في هذه الجهود من أجل أساليب أكثر فعالية ودقة فيما يتعلق باضطرابات طيف التوحد".

هذا، ويعتبر معهد قطر لبحوث الطب الحيوي مؤسسة بحثية رائدة تعمل تحت مظلة جامعة حمد بن خليفة، حيث يتبنى المعهد الأولويات الوطنية للصحة في دولة قطر، والمحددة في استراتيجية قطر الوطنية للبحوث من خلال مراكزه البحثية المتخصصة: مركز البحوث التطبيقية للسرطان والمناعة، ومركز بحوث السكري، ومركز بحوث الاضطرابات العصبية، لمزيد من المعلومات، يرجى زيارة: https://www.hbku.edu.qa/en/qbri