يُعد داء السكري أحد أخطر التحديات التي تواجه دولة قطر والعالم في وقتنا الحالي. ومع بلوغ نسبة انتشار المرض قرابة 20% بين القطريين، أصبح هذا الداء يمثل واحدًا من أولويات الصحة الوطنية واستراتيجية قطر الوطنية للبحوث. وباعتباره جزءًا لا يتجزأ من معهد قطر لبحوث الطب الحيوي، وهو معهد وطني تأسس حديثًا، فقد تأسس مركز بحوث السكري ليقوم بدور العامل المساعد لتعزيز وتشجيع البحوث الابتكارية المتعلقة بداء السكري بنوعيه الأول والثاني، وكذلك البحوث ذات الصلة باضطرابات التمثيل الغذائي. ويهدف هذا المركز بشكل أساسي إلى اكتساب المعرفة الأساسية وتحسين عملية فهم المسببات الاجتماعية والجزيئية والجينية لهذا الداء. وسوف تمهد تلك الجهود الطريق نحو تحديد الأهداف العلاجية، وكذلك تطوير أساليب علاج جديدة مبتكرة وتطوير طرق علاجية لهذا المرض المدمر على مستوى العالم.

ويتراوح نطاق الأنشطة البحثية التي يجريها العلماء المستقلون من ذوي البحوث الرائدة في مركز بحوث السكري بين الأبحاث الأساسية والأبحاث التطبيقية والسريرية على داء السكري ومضاعفاته، مستخدمين عينات حيوية من أشخاص مصابين بالسكري وآخرين معرضين للإصابة به. وتركز البحوث التي تجرى في مركز بحوث السكري على تحديد العوامل الوراثية والجزيئية، وكذلك تلك العوامل المتعلقة بنمط الحياة، وهي العوامل التي لها علاقة بالإصابة بأنواع متنوعة من السكري بين سكان دولة قطر. وسوف تنفذ تلك البروتوكولات البحثية من خلال تعزيز التفاعل والتعاون بين الباحثين والعاملين في مجال الرعاية الصحية على المستويات المحلية والإقليمية والعالمية.

وبشكل أكثر تحديدًا، يتبع مركز بحوث السكري نهجًا شاملاً؛ لفحص الآليات الجزيئية وتحديد المسارات التي تفضي إلى مقاومة الإنسولين، ومن ثم حدوث خلل وظيفي في خلايا بيتا البنكرياسية، ما يؤدي في النهاية إلى الإصابة بالسكري. ويسهل استخدام المركز لأحدث الأساليب والتقنيات، بما في ذلك علم الجينوم والنسخيات وعلم البروتينات الوراثية والأيض، تحديد الجينات غير المنتظمة ومساراتها لدى المتأثرين بالسكري.

ويتبع المركز كذلك النهج الخاص باستخدام الخلايا الجذعية المستحثة متعددة القدرات لدى المريض، بهدف فحص الآليات الجزيئية الكامنة وراء الإصابة بداء السكري ومقاومة الإنسولين وسلامة وظائف خلايا بيتا البنكرياسية. ويُستخدم هذا النهج باعتباره أدوات فحص الآليات والمسارات المتسببة في وجود أشكال معينة من داء السكري ومقاومة الإنسولين، فضلاً عن فحص عقاقير وعلاجات جديدة لمرضى السكري.