معهد قطر لبحوث الطب الحيوي يجني ثمار شراكاته التعاونية

معهد قطر لبحوث الطب الحيوي يجني ثمار شراكاته التعاونية

09 مارس 2022

دراسة حول فيروس كوفيد-19 يقودها باحثون في قطر تكشف عن نتائج بارزة

يقود معهد قطر لبحوث الطب الحيوي عمليات التعاون في جميع أنحاء قطر

نجح معهد قطر لبحوث الطب الحيوي في توطيد جهوده التعاونية الاستراتيجية مع مؤسسات عالمية مرموقة وأطراف معنية في قطر، بالإضافة إلى علماء رائدين ومراكز للتميز في جميع أنحاء العالم. وتدعم هذه الشراكات التعاونية والاستراتيجية تطوير برامج المعهد وجهوده البحثية، بالإضافة إلى بناء قدراته العلمية، مع المشاركة في أبحاث رائدة في مجالات علم الأحياء، والطب، والمؤشرات الحيوية، وتطوير العقاقير، والطب الانتقالي، والرعاية الصحية الشخصية.

وتدعم البيانات الوفيرة التي تُجمع من خلال هذه الجهود التعاونية الأبحاث العلمية التي يجريها معهد قطر لبحوث الطب الحيوي وتُمَكِن المعهد من متابعة الاكتشافات المبهرة لفهم الأمراض بشكل أفضل. ويؤدي معهد قطر لبحوث الطب الحيوي دورًا محوريًا في صياغة مستقبل الطب الدقيق في دولة قطر والمنطقة.

فعلى سبيل المثال، نشر معهد قطر لبحوث الطب الحيوي دراسة تعاونية بعنوان "تأثير العمر، وخطورة المرض، والعرق على الاستجابات الخِلطية لدى مجموعة متعددة الأعراق من المصابين بفيروس كوفيد-19"، تهدف إلى فهم كيف يمكن للاختلافات العمرية والعرقية أن تؤدي دورًا في شدة الأمراض الناجمة عن الإصابة بفيروس كوفيد-19.

وشارك في هذا التعاون الدولي مجموعات من قطر وماليزيا وجنوب أفريقيا، وشركاء من بينهم مؤسسة حمد الطبية، ومختبر مكافحة المنشطات في قطر، والهلال الأحمر القطري، وجامعة كيب تاون، ومستشفى شارلوت ماكسيك جوهانسبرج الأكاديمي، ومعهد البحوث الطبية في ماليزيا، وجامعة ويتووترسراند في جوهانسبرج، وشركة سينجينكس، الشريك الصناعي.

ويتمتع معهد قطر لبحوث الطب الحيوي بعلاقة تعاون مستمر وفاعل مع شركة سينجينكس، وقد أنشأ المعهد منصةً جديدةً في مرفقه الأساسي، بالتعاون مع شركة سينجينكس، لتحليل البروتينات الوراثية بهدف نقل التكنولوجيا وإتاحتها لعلمائه المحليين.

وحول ذلك، قال الدكتور جوناثان بلاكبيرن، كبير المسؤولين العلميين في سينجينكس: "ساعدت شراكتنا القيِّمة مع معهد قطر لبحوث الطب الحيوي في توضيح الاستجابة المناعية الخِلطية للمستضدات الفيروسية بشكل أكبر لدى السكان المصابين بالفيروس على نحوٍ طبيعي."

بدوره، قال الدكتور هواري بومدين عبد السلام، مدير مختبر في معهد قطر لبحوث الطب الحيوي: "طورت شركة سينجينكس منصة نوعية ترصد بعض أنواع البروتينات الخاصة بفيروس كوفيد-19، وهو ما أتاح لنا إمكانية تقييم تأثير شدة المرض والعمر والعرق على قوة واتساع استجابة الأجسام المضادة في مقاومة البروتينات الخاصة بفيروس SARS-Cov-2."  

وذكرت الدكتورة مريم علي النصف المنصوري، استشاري أول في مؤسسة حمد الطبية، أن مؤسسة حمد الطبية ومختبر مكافحة المنشطات في قطر والهلال الأحمر القطري جمعوا عينات من مجموعات متعددة الأعراق من المرضى المصابين بفيروس كوفيد-19 من أشخاص مقيمين بدولة قطر لتحليلها باستخدام تكنولوجيا طورتها شركة سينجينكس حديثًا لدراسة فيروس SARS-Cov-2، ومقارنتها مع عينات جمعت من مجموعات دولية مختلفة.

من جانبه، قال الدكتور عمر الأجنف، المدير التنفيذي لمعهد قطر لبحوث الطب الحيوي: "كما كان متوقعًا، أظهر المرضى الذين يعانون من عوارض SARS-Cov-2 شديدة ارتفاعًا ملحوظًا في نسبة الأجسام المضادة وتغطية أوسع. بالإضافة إلى ذلك، لاحظنا وجود اختلافات كبيرة في اتساع وقوة الاستجابة المناعية الخِلطية فيما يتعلق بالعِرق، وهو ما قد يعكس الاختلافات في العوامل الوراثية ونمط الحياة."

وأوضح الدكتور الأجنف أن بعض نتائج الدراسة كانت غير متوقعة بشكل أكبر من غيرها، حيث قال: "جرت العادة أن الأفراد الأكبر سنًا يكونون أكثر عرضة للإصابة بالعدوى الجديدة حسب الملاحظات العامة، بسبب ضعف الاستجابات المناعية التكيفية، بما في ذلك استنفاد الذخيرة المناعية، ونقص عمليات الانتقاء التي تحركها الأجسام المضادة. ومع ذلك، لاحظنا في دراستنا وجود زيادة كبيرة في مستوى الأجسام المضادة وتغطية الحلقات اللاصقة المرتبطة بفيروس SARS-Cov-2 مع تقدم العمر، في كل من الأعراض الخفيفة والشديدة، وهو أمر مشجع لفعالية التطعيمات لدى فئات كبار السن."

وهذه الدراسة جزء من برنامج أكبر متعدد التخصصات حول فيروس كوفيد-19 تأسس في معهد قطر لبحوث الطب الحيوي خلال فترة انتشار الجائحة حسبما ذكرت منسقة البرنامج، الدكتورة جولي ديكوك، العالِمة بمركز البحوث التطبيقية للسرطان والمناعة التابع للمعهد.

وقالت الدكتورة جولي: "يتمثل الهدف العام لهذا البرنامج في إحداث تأثير سريري في أوقات الحاجة مثل مرحلة انتشار الجائحة الحالية، وتعزيز التأهب لأي حالة ظهور لفيروس كوفيد-19 من جديد في المستقبل أو أي عدوى فيروسية أخرى في قطر. ويهدف البرنامج، بشكل أكثر تحديدًا، إلى التعرف على المؤشرات الحيوية التي يمكنها التنبؤ بخطورة مرض كوفيد-19 والمناعة طويلة الأمد ضد فيروس SARS-Cov-2 مع الآثار المحتملة على إرشادات العلاج واستراتيجيات التطعيم. ويستفيد البرنامج أيضًا من الخبرات الحالية لباحثي معهد قطر لبحوث الطب الحيوي في حالات الأمراض المختلفة لتحديد الأدوية الحالية التي يمكن إعادة استخدامها لعلاج حالات الإصابة بفيروس كوفيد-19."

وسوف تساعد المعرفة العلمية والتكنولوجية المكتسبة خلال هذه الأنشطة البحثية، الباحثين في معهد قطر لبحوث الطب الحيوي على بناء القدرات اللازمة للبحوث والتطوير والابتكار في قطر ضد الفيروسات التاجية. وعلى هذا النحو، يمكن استخدام أدوات ونماذج البحوث المطورة داخليًا لدراسة عدوى كوفيد-19 في أبحاث الأمراض المعدية، وبالتالي، سيؤدي المعهد دورًا محوريًا في تشكيل مستقبل الطب الدقيق في دولة قطر والمنطقة.

وقد نُشرت الدراسة في مجلة 'الفيروسات' العالمية ضمن عدد خاص.