مقابلة مع الدكتور منير حمدي العميد المؤسس لكلية العلوم والهندسة

مقابلة مع الدكتور منير حمدي العميد المؤسس لكلية العلوم والهندسة بجامعة حمد بن خليفة

27 يونيو 2021

الدورة الرابعة والعشرين من منتدى سانت بطرسبرغ الاقتصادي الدولي

مقابلة مع الدكتور منير حمدي العميد المؤسس لكلية العلوم والهندسة بجامعة حمد بن خليفة

هلا تفضلتم بتقديم نبذة مختصرة عن القطاع الذي تعملون فيه.

نحن نمثل قطاع التعليم والبحوث، في منتدى سانت بطرسبرغ الاقتصادي الدولي لهذا العام، من خلال تواجدنا الحيوي في جناح مؤسسة قطر. وتستثمر دولة قطر بشكل جوهري في التعليم والبحوث، حيث تخصص موارد قيمة لمشروعها الرائد ومركزها المبتكر، وهو المدينة التعليمية. وفي داخل المدينة التعليمية، تعمل كلية العلوم والهندسة بجامعة حمد بن خليفة على اكتشاف حلول لأهم التحديات التي تواجه الدولة. ونحن ندير برامج ذاتية القيادة ورائدة في مجالات التنمية المستدامة، وتكنولوجيا المعلومات والحوسبة، والإدارة الهندسية وعلوم القرار.

ومن خلال أنشطتنا في الكلية، وجدنا أن التعليم والأبحاث متعددة التخصصات هما مفتاح التقدم في مختلف المجالات التي تمكن الدول من الاستجابة والتصدي بشكل استباقي للتحديات، بما في ذلك تلك التي تفرضها الجائحة. وتمكننا الأبحاث المتقدمة والبيئة المواتية التي نقدمها في الكلية من معالجة قضايا الصحة العالمية من منظور متعدد الأبعاد والطبقات.

ما الذي توصلتم إليه من خلال دراساتكم عن الجائحة؟

توصلنا، عبر دراساتنا التي أجريناها خلال الجائحة، إلى أن هناك علاقة تكامل بين البحوث والتكنولوجيا والطب والإدارة وحتى السياسة، فقد ساهمت كل هذه العوامل مساهمةً كبيرةً في بعض البلدان في خفض معدلات الوفيات بنسبة تصل إلى 30% عبر القارات.

وكنا أول جهة في دولة قطر تطلق دراسة تحليلية متطورة لرصد المشاعر والاهتمامات العالمية بشأن الجائحة على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث حللنا أكثر من مليون تغريدة في المرحلة الأولى من عملنا البحثي لفهم أكبر المخاوف ومشاعر القلق التي تواجه سكان العالم. ونتائج هذه الدراسة متاحة ومفيدة لواضعي السياسات ورؤساء الدول في كل مكان.

وأجرت مجموعة الذكاء الاصطناعي في الكلية بحثًا مهمًا حول الاكتشافات المحتملة لأدوية كوفيد-19، حيث كشفت عن 14 حمض ريبوزي نووي ميكروي (miRNAs) ذات معدلات ثقة مرتفعة، ومواقع ملزمة يمكن أن تساعد في المساعي العالمية المبذولة للتوصل إلى علاجات طبية لفيروس كوفيد-19. ونتج عن الأبحاث المتعلقة بأجهزة الاستشعار التي جرت في الكلية تصميم كمامات ذكية جديدة، وصممت مجموعة أبحاث الروبوتات في الكلية روبوتات ذكية للتطهير، فضلاً عن إجراء الفحوصات المتعلقة بفيروس كوفيد-19. وهذا بالإضافة إلى الجهود البحثية الأخرى التي أنتجت أكثر من 30 ورقة بحثية تقدم حلولاً للعديد من التحديات الناجمة عن انتشار فيروس كوفيد-19.

ودرست المشاريع التي قامت بها الكلية كذلك جدوى تتبع جهات الاتصال للحفاظ على الخصوصية؛ وفحص كوفيد-19 باستخدام تكنولوجيا تشخيص متقدمة للذكاء الاصطناعي؛ والأجهزة الذكية. وتناول عملنا الحاجة إلى تبني "عادات جيدة" أو آداب السلوك العام في التعامل مع جائحة كوفيد-19، وقد قدنا مشاريع تقوم على مكافأة من يختارون الالتزام بالحجر الصحي من تلقاء أنفسهم أو تقديم المشورة لمستخدمي الهواتف الذكية حول العواقب المحتملة لسلوكياتهم التي لا تمتثل لقيود الإغلاق والتباعد الاجتماعي.

وعلاوة على ذلك، درسنا الآثار المحتملة لتدابير الإغلاق على الصحة النفسية للأطفال عبر تطوير تطبيق للتعرف على المشاعر من خلال لوحات يرسمها الأطفال، وهو تطبيق (إسراء).

ولتسريع وتيرة تقدم الأبحاث المتعلقة بفيروس كوفيد-19، قمنا أيضًا بتجميع وإدارة قاعدة بيانات شاملة حظيت بتقدير كبير من مجتمع الأبحاث الدولي. ويشارك أعضاء هيئة التدريس والخبراء العاملون في الكلية باستمرار في المنتديات الدولية في إطار مساهماتهم في المناقشات العالمية حول الجائحة وآثارها وآليات التخفيف منها. وقد شاركنا مؤخرًا في منتدى سانت بطرسبرغ الاقتصادي الدولي 2021، حيث تحاورنا مع خبراء يشاطروننا اهتماماتنا، وطرحنا أسئلة مهمة، واستفدنا من عدد كبير من الفرص للتواصل مع الآخرين. وكان من بين أبرز إنجازاتنا توقيع عدد من الاتفاقيات، والمشاركة في حلقات نقاش لتوطيد العلاقات مع دولة روسيا ودفع اقتصاداتنا إلى الأمام.

أخبرنا عن أي شراكات مهمة تشارك فيها الكلية، ومساهمتها للاقتصاد.

لدينا شراكة تكنولوجية طويلة الأمد مع العديد من الشركات والوزارات للنهوض بالقطاعين العام والخاص في قطر والتوافق مع خططها التنموية الطموحة.

وفي ظل سعي دولة قطر للتحول إلى اقتصاد قائم على المعرفة بما يتماشى مع رؤيتها الوطنية 2030، تمنح البلاد أولوية للاستثمارات في البنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات والتنمية المستدامة لتعزيز مرحلتها التالية من النمو، ونحن نعتزم أداء دور رئيسي في هذه المجالات. وقد منحت الحكومة القطرية بحكمة بالغة مهمة تطوير قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات أولوية قصوى من خلال استراتيجيتها بشأن تكنولوجيا المعلومات والاتصالات للفترة من 2015-2019، وقد أدى ذلك إلى تحول البلاد بشكلٍ كبيرٍ إلى أحد الاقتصادات الرائدة في المنطقة.

وفي الآونة الأخيرة، وقعنا اتفاقية مع شركة حصاد الغذائية لدعم قطاع الأعمال الزراعية في البلاد. وكانت هذه الشراكة مهمة في ضمان رقمنة العمليات الزراعية ودعم هذا القطاع لأنها توسع قدراته على تنفيذ حلول مبتكرة والحفاظ على الأمن الغذائي.

وقد دخلنا أيضًا في شراكة مع شركة الخليج للمخازن لتعزيز مجالات تخصصنا وعروضنا الأكاديمية في إدارة اللوجستيات والتوريد. ونأمل في أن تساهم هذه الشراكات في النهوض الاقتصادي لدولة قطر خلال السنوات القليلة المقبلة.

ما هي خططكم المستقبلية لكليتكم؟

نحن محظوظون للاستفادة من مكانتنا الفريدة داخل جامعة حمد بن خليفة، وهي مؤسسة أكاديمية محلية لديها رؤية وطموح واضحين. ونحن نبحث دائمًا عن طرق لتطوير مناهجنا، ونعتقد أن الجائحة كانت عامل تسريع مهم لتحقيق هذا الهدف. ولم يقتصر الأمر على حصول طلابنا على فرص عمل وثيقة الصلة بمجال التكنولوجيا فحسب، بل ساهموا بطرق عديدة في إنشاء بيئة تعليمية متماسكة وسلسة تعتمد على تكنولوجيا المعلومات. وطوال فترة انتشار الجائحة، لم يكن طلابنا مجرد متلقين، لكنهم أثبتوا أنهم أطراف فاعلون في المنظومة التعليمية.

ونأمل في مواصلة توسيع عروضنا الأكاديمية والاحتفال بعدد متزايد من دفعات الخريجين. وطلابنا هم صانعو التغيير الذين يبدون استعدادًا لترك بصمتهم في العالم، ونحن ندعمهم، من خلال عملنا في الكلية، في كل خطوة يتخذونها في مسيرتهم الأكاديمية والمهنية.