شاركت جامعة حمد بن خليفة في المؤتمر التاسع للطب الدقيق وعلم الجينوم الوظيفي 2023 الذي نظّمته سدرة للطب، وذلك انطلاقًا من رسالة الجامعة المتمثلة في تعزيز القدرات البحثية الوطنية التي تُلهم التغيير الإيجابي داخل قطر وخارجها.

وناقش المؤتمر، الذي عُقد مؤخرًا كيف يمكن للطب الشخصي أن ينتقل من مرحلة الرؤية إلى مرحلة الممارسة العملية، ولتحقيق هذه الغاية، جمع المؤتمر بين باحثين ومتخصصين في الرعاية الصحية وصانعي قرار وغيرهم من أفراد المجتمع لاستكشاف أحدث التطورات والابتكارات في مجال علم الجينوم الوظيفي، حيث تناولت سلسلة من المحاضرات وورش العمل في المؤتمر كيف يُمكن للاكتشافات المتقدمة أن تُترجَم إلى حلول في الطب الدقيق، كما تضمّن المؤتمر ندوة العلماء الشباب للمهنيين الجدد والناشئين في ميدانيْ الطب الدقيق وعلم الجينوم الوظيفي.

وإلى جانب دورها كشريكٍ في هذا المؤتمر، قادت كلية العلوم الصحية والحيوية بجامعة حمد بن خليفة جلسةً حول الابتكارات الجينومية، حيث عُقِدت الجلسة برئاسة الدكتور نادي الحاج، أستاذ مساعد، والدكتور بثين فيتل جذش، أستاذ مشارك وعميد مشارك للتعليم، وناقش المشاركون فيها الجهود المبذولة لتطوير مجال تشخيص الأمراض بمساعدة التعلم الآلي، وتقنيات تسلسل الخلية الواحدة والشريط الواحد، والاتجاهات المستقبلية في البحوث الجينومية، وفي جلسة أخرى برئاسة الدكتورة جولي ديكوك، عالم أول في معهد قطر لبحوث الطب الحيوي التابع لجامعة حمد بن خليفة، ناقشت الدكتورة بوربلا مفسود، أستاذ مساعد، ورقةً بحثية حول علم الجينوم الوظيفي والسرطان. 
وكان لمعهد قطر لبحوث الطب الحيوي دورٌ في المساهمات التي تقدمت بها الجامعة في المؤتمر، حيث ترأس الدكتور عمر البغا، المدير التنفيذي للمعهد بالإنابة، جلسةً حول علم الجينوم في قطر وبرامج التسلسل الرئيسية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، والتي ركزت على كشف ورسم خرائط التنوع الجيني البشري في المنطقة، وكان من ضمن الإنجازات الجديرة بالذكر حصول مريم العسناوي، الطالبة في كلية العلوم الصحية والحيوية والتي يُشرف عليها باحثون من معهد قطر لبحوث الطب الحيوي، على جائزة وذلك تتويجًا للعرض الشفهي الذي قدمتْه في المؤتمر، وكذلك لم يغب معهد قطر لبحوث الحوسبة عن المشهد، حيث قامت الدكتور حليمـة بنسمعيل، عالم رئيسي في المعهد، بتقديم عرضٍ عن نهج التعلم الآلي لتعزيز تقنيات النسخ والتشخيص المتقدم للأمراض.

وفي تعليق له بعد اختتام المؤتمر، قال الدكتور ماركوس وينك، عميد كلية العلوم الصحية والحيوية: "نهنئ سدرة للطب على تنظيم النسخة الأخيرة من أكبر مؤتمر للطب الدقيق في الشرق الأوسط، وباعتبارها مؤسسة مكرسة لتعليم وتدريب قادة المستقبل في مجالات علم الجينوم والطب الدقيق، كانت كلية العلوم الصحية والحيوية شريكًا وثيقًا في هذا المؤتمر، كما أظهرت المشاركة الفعالة لجامعة حمد بن خليفة بشكلٍ عام اهتمام الجامعة الكبير بتطوير القدرات في مجاليْ الطب الدقيق وعلم الجينوم الوظيفي في قطر، ونأمل أن نقدم المزيد من المساهمات في النسخ المستقبلية لهذا المؤتمر ذي البصمة العالمية".

جدير بالذكر أنّ كلية العلوم الصحية والحيوية بجامعة حمد بن خليفة تقدّم لطلابها التدريب والتأهيل الأكاديمي والبحثي الأساسي لإعداد قادة المستقبل في مجالات العلوم الطبية الحيوية، والجينوم، والطب الدقيق، وعلوم اللياقة البدنية، وتتبنى الكلية مقاربة تعليمية متعددة التخصصات ترتكز على البحوث والاستكشاف، كما تسعى إلى أن تصبح مركزًا متخصصًا لتبادل المعرفة في مجال العلوم الصحية والحيوية.