حوار صحفي خاص مع خريج - عبد الأحد لو | جامعة حمد بن خليفة

حوار صحفي خاص مع خريج - عبد الأحد لو

25 مايو 2021

ماجستير الآداب في الدراسات الإسلامية، كلية الدراسات الإسلامية، جامعة حمد بن خليفة

حوار صحفي خاص مع خريج عبد الأحد لو

لماذا اخترت جامعة حمد بن خليفة وهذا البرنامج الأكاديمي على وجه الخصوص؟

اخترت جامعة حمد بن خليفة نظرًا لاتفاق رؤية الجامعة والبرامج التي تقدمها مع طموحاتي العلمية؛ حيث كنتُ أبحث عن بيئةٍ معرفيةٍ تتيح لي فرصة تطوير قدراتي وتحسين مهاراتي البحثية، ورأيتُها مثالاً يحتذى به في بناء قدرات الإنسان وتطوير مهاراته العقلية، من خلال التشجيع على البحث ودعم الابتكار. وبالإضافة إلى ما تقوم به الجامعة من توفير الفرص للطلاب المستحقين، فقد كان اختياري لها كان نابعًا من وعيي بمميزاتها وروعة برامجها، وحرصي على أن أكون جزءًا من مجتمع معرفي مزدهر.

ويعود سبب اختياري لبرنامج "ماجستير الآداب في الدراسات الإسلامية" تحديدًا إلى أهداف البرنامج، التي من أبرزها تأهيل خريجين يمتلكون الأدوات اللازمة لتقديم حلول وسط عبر الجمع بين الأصالة والمعاصرة من خلال توظيف المعارف الإسلامية التقليدية في التصدي للتحديات التي تواجه المجتمع الحديث. وقد كانت لي تجارب سابقة ممتعة مع هذه المعارف في بلدان مختلفة، على أنني كنتُ أشعر بالحاجة إلى مزيد من التأهيل الذي يرتبط بالواقع بشكل أكبر، ويوظف المعارف في التصدي للتحديات الراهنة. وكانت لديَّ ثقة تامة في أن البرنامج سيغطي قدرا كبيرا من هذه الحاجة، بما يشفي غُلتي العلمية.

كيف شكّلت مهامك الدراسية وأبحاثك ونصائح أساتذتك وتجربتك العامة في جامعة حمد بن خليفة خطوتك التالية وأهدافك وطموحاتك المهنية على المدى الطويل؟

كانت تجربتي العامة مع الجامعة رائعة للغاية؛ إذ وجدتُ بالفعل بيئةً مناسبةً لبناء المستقبل، ومجتمعًا معرفيًا متكاملاً، حيث استفدتُ كثيرا من أساتذتي الأكفاء الذين تشرفتُ بالدراسة على أيديهم. وقد كانوا نِعمَ المعلِّمين والمرشدين والموجّهين الناصحين والمشجّعين. وتشرّفتُ، أثناء ذلك، بمعرفة زملاء رائعين من دول مختلفة، الأمر الذي وفَّر لي فرصةً للتبادل الثقافي والمعرفي معهم. كما استفدتُ من مختلف الورشات التدريبية، والمؤتمرات الدولية التي كانت تجعل المناخ معرفيًا يسوده العطاء الفكري.

ومن أبرز الفوائد التي جنيتها من الدراسة في الجامعة أنها استطاعت أن تعمق دائرتي المعرفية، وأن تطورَ مهاراتي البحثية، وأن تحسنَ قدراتي النقدية. ولم يتأتى ذلك فقط عبر البحوث الفصلية، بل أيضًا من خلال الفرص التي تتاح أمام الطلاب للتدريب على البحث ومساعدتهم في نشر أبحاثهم، وعبر المشاركة في مؤتمر الطلاب الذي تنظمه الكلية، والمؤتمرات التي ترعاها المراكز البحثية التابعة لها. وقد تشرفت بالمشاركة في مؤتمر الطلاب وتقديم ورقة بحثية حازت على قبول في مؤتمر دولي تحت رعاية أحد هذه المراكز، وهو ما شكَّل بداية العطاء العلمي لي ونقطةَ انطلاق للربط بين أسباب الإبداع والإنتاج. 

ويمكن القول إن التجربة كانت ناجحة، بل إنني كنتُ محظوظًا بانضمامي إلى هذا الصرح العلمي الذي منحني فرصةً كنتُ واعيًا بكونها مسؤوليةً أكثر مما هي تشريف، فحوّلتها إلى آليةٍ فعالةٍ لصنع المستقبل، واستفدت منها فوائد معرفية ومنهجية ستكون لها أثرها الطيب في تحقيق طموحاتي وأهدافي المستقبلية. 

لقد كنت أؤمن دائمًا بأن المساهمة في نهضة الأمة مسؤولية فردية أمام الله؛ لأنها جزء من الخلافة، بل هي ضرورة حياتية، ومطلب اجتماعي، واقتصادي. وقد رسخت جامعة حمد بن خليفة هذه الفكرةَ في نفسي، وزودتني بأدوات مهمة لكي أصبح إنسانا نهضويا، كما علّمتني أن النهوض يكون نتيجةً لارتقاءٍ فكريٍ لدى فئة معينة تقوم بدورها في المجتمع بما يُفضي إلى تحقيق التقدم في مختلف جوانب الحياة. وذلك يعني أن التدريب الذي تلقيتُه في الجامعة سيشكل قدرًا كبيرًا من خطواتي التالية وأهدافي وطموحاتي المستقبلية، كما سيكون بدايةً لمشوارٍ جديدٍ أخطوه لرد الدَين الواجب للمجتمع والإنسانية بشكل عام.

ما هي اللحظة المميزة خلال دراستك في جامعة حمد بن خليفة؟

من الصعب أن أحدد لحظةً معينةً أو حدثًا بعينه؛ حيث كانت رحلتي مع جامعة حمد بن خليفة ممتعةً وقائمةً على العطاء الفكري في جو من الاحترام، والمحبة، والتسامح، والتضحية، والخدمة الإنسانية. ولا يعني ذلك عدم إمكانية ذكر بعض الأمثلة من هذه اللحظات، ولعل من أبرزها الأوقات التي قضيتُها مع أساتذتي الفضلاء سواء في مكاتبهم أو خلال الدروس، وقد كانوا كلهم نماذج يحتذى بها في السخاء والعلم والانفتاح، حيث أسدوا إليَّ معارف لا يمكن أن أنساها من خلال التوجيه والإرشاد، والنصيحة، وإهداء الكتب. بالإضافة إلى ذلك، أذكر لحظة اختياري كأحد الطلاب النجوم، وهو ما سيدفعني إلى بذل المزيد من الجهد.

وبشكلٍ عام، كانت الفترة التي قضيتها في الجامعة رائعةً، وأنا مدين بالشكر الجزيل لهذا الصرح العلمي الشامخ الذي كنتُ محظوظًا بانتمائي إليه، حيث وفرت الجامعة بيئةً مناسبةً لصنع المستقبل. وأود أن أعبر عن اعتزازي بالجامعة، وتقديري البالغ لعملها الدؤوب بهدف منح الفرص للمستحقين من روّاد العلم.