مسيرة أكاديمية ملهمة: صفاء سعدي جابر

مسيرة أكاديمية ملهمة: صفاء سعدي جابر

16 مايو 2023

صفاء سعدي جابر

عندما التحقت صفاء سعدي جابر ببرنامج الماجستير في القانون الدولي والشؤون الخارجية، في كلية القانون بجامعة حمد بن خليفة، توقعت خوض تجربة فريدة من نوعها، ستؤهلها للعمل في مجال القانون الدولي.

ولفت انتباه صفاء، الفلسطينية الأصل، المناهج الدراسية رفيعة المستوى ذات الجودة العالمية، بالإضافة إلى التميُز الأكاديمي الذي يتمتع به أعضاء هيئة التدريس في برنامج الماجستير في القانون الدولي والشؤون الخارجية، والسُمعة المرموقة للجامعة في استخدام نهج مبتكر في التدريس والبحوث، كما أثار إعجابها أيضًا التزام الجامعة المؤسسي بتشجيع الإبداع والتعاون في جميع برامج الدرجات العلمية، فضلًا عن مواكبة برامجها لرؤية قطر الوطنية التي تهدف إلى تعزيز رأس المال البشري والتنويع الاقتصادي، وتحفيز الطلاب لاستخدام مهاراتهم في بيئة تتسم بالتطور المتنامي، وتعزيز رؤاهم وأفكارهم فيما يتعلق بمجالات ريادة الأعمال.

وبعد بضعة أشهر من دراستها، أدركت صفاء أن جامعة حمد بن خليفة وبرنامج الماجستير في القانون الدولي والشؤون الخارجية فاق توقعاتها، حيث تحمست لدراستها التي كانت مصدرًا ثريًا للمعلومات القانونية، الأمر الذي ساعدها في تحديد أهداف حياتها، أكاديميًا واجتماعيًا.

وتعليقًا على دراستها في جامعة حمد بن خليفة، قالت صفاء جابر: "لقد كان أعضاء هيئة التدريس في كلية القانون، ذوي الخبرة في مجالات تخصصهم، موجهين وأصدقاء في ذات الوقت، حيث ساهموا في تشجيعي لاستخدام قدراتي وإمكاناتي بشكل كامل، وإلهامي لمتابعة شغفي في دراسة القانون، كما كان زملائي في الفصل الدراسي أكبر داعم لي ورفاق مخلصين، يتشاركون معي التحديات والانتصارات التي نحققها خلال مسيرتنا الأكاديمية، فضلًا عن ذكريات لا تنسى خلال الدراسة معًا، لذا أشعر بامتنان كبير لهذه الفترة من حياتي، وما تأسس فيها من علاقات زمالة مذهلة، أُتاحتها لي جامعة حمد بن خليفة، وسأعتز دائما بهذه الفترة".

وتعتبر "صفاء" دراسة برنامج الماجستير في القانون الدولي والشؤون الخارجية، تحديًا مستمرًا لاستخدام التفكير النقدي في توقع وحل القضايا القانونية المعقدة، مع منحها فرصًا للتعلُم والتعامل مع أكاديميين عالميين من خلفيات وأنظمة قانونية متنوعة، كما أتاح النهج المقارن الذي تتبعه كلية القانون بجامعة حمد بن خليفة، لها ولزملائها خلال الدراسة، فهمًا أعمق للأنظمة القانونية في العديد من دول العالم، وهو أساس لا غنى عنه لصقل المعارف وتوسيع مدارك الفكر، في عالم يتسم بالعولمة، وقد استخدمت "صفاء" المنهج المقارن في أطروحتها للماجستير في القانون الدولي والشؤون الخارجية، حيث درست الوضع القانوني لقطاع غزة.

بالإضافة إلى المقررات الدراسية القانونية، فقد استفادت "صفاء" من فرصة المشاركة في مسابقة (Wilhem C. Vis) للتحكيم التجاري الدولي في فيينا، حيث ترافعت مع زملائها بكلية القانون في قضية تحكيم صورية أمام قضاة دوليين، كما أعربت عن تقديرها للنهج متعددة التخصصات للمنهج الأكاديمي لبرنامج الماجستير، حيث ألهمتها الرؤية المستقبلية لكلية القانون، وإدراكها للتطور التكنولوجي المتنامي، فضلًا عن البنية المنفتحة للبرنامج، مما ساهم في تثقيفها هي وزملائها من طلاب الماجستير في هذا البرنامج، والتعرف على مختلف المجالات الدراسية، مما عزز أفكارهم وآفاق معارفهم بما يتجاوز تخصص مجال دراستهم.

وفي هذا الصدد، تقول صفاء سعدي جابر: "حاليًا، لا أعتبر نفسي محامية وباحثة فقط، بل أيضا خبيرة اقتصادية وسياسية وناشطة بيئية، لقد قدم البرنامج منصة لاستكشاف التخصصات المختلفة وفق سياقات محلية ودولية، حتى خارج نطاق القانون الدولي والشؤون الخارجية، لقد سمح لي حقًا بتشكيل شخصيتي وعقليتي بوسائل لم أكن أعتقد أنه يمكنني بلوغها".

ويمثل حفل التخرج هذا العام، المرحلة التالية في المسيرة الأكاديمية لـ "صفاء"، حيث تطمح إلى التأثير بشكل إيجابي في المجتمع القطري الذي تعيش فيه، وكذلك على مستوى العالم، ولم تتنظر كثيرًا، حيث اتخذت بالفعل خطوتها التالية بالتسجيل في برنامج الدكتوراه في العلوم القانونية (S.J.D.) بكلية القانون، وذلك بناء على التعليم الذي تلقته في برنامج الماجستير في القانون الدولي والشؤون الخارجية. 

وتعليقا على استكمال مسيرتها الأكاديمية، أوضحت صفاء قائلًة: "رغم حزني في البداية لأن مسيرتي العلمية في جامعة حمد بن خليفة ستكون قصيرة، لأن دراستي لنيل درجة الماجستير تستمر لعام واحد فقط، إلا أنني ممتنة لإتاحة الفرصة لمواصلة دراستي في كلية القانون، وقد منحتني الفترة التي قضيتها بين قاعات وأروقة الجامعة، الامكانات والعقلية اللازمة لدراسة الدكتوراه، وذلك للتصدي ومعالجة القضايا القانونية المعقدة الناشئة عن التقنيات الرقمية وكيفية تطبيق المؤسسات الدولية لها، لذا أشعر بالحماس في معرفة إلى أين ستأخذني هذه المرحلة الجديدة، وممتنة لكوني ما زلت أحد أفراد مجتمع جامعة حمد بن خليفة النابض بالحياة".