أدت جائحة كوفيد-19 إلى تفاقم الركود الاقتصادي العالمي الذي كان موجودًا بالفعل على مدار عام شهد فيه العالم تدابير "إغلاق" غير مسبوقة.
وعلى الرغم من أن المؤسسات المالية الإسلامية كانت قادرة على الصمود في وجه العاصفة خلال هذه الأزمة المالية على ما يبدو، إلا أنها لم تسلم تمامًا من التأثير المطول لهذه الجائحة.
لقد كان التدخل الفوري للسلطات التنظيمية والرقابية بغية التخفيف من ضغوط السيولة المالية التي تواجهها المصارف جديرًا بالثناء. بالإضافة إلى ذلك، فإن تطوير البنى التحتية لسوق المعاملات المصرفية الإسلامية وكذلك معايير الصناعة واللوائح الأكثر صرامة نتيجة لإصلاحات ما بعد الأزمة المالية العالمية قد مكّن المؤسسات المالية من امتصاص الصدمات التي واجهت السوق نتيجة لجائحة كوفيد-19.
ومع ذلك، تذكرنا هذه الجائحة بأن أمامنا طريق طويل لتحقيق الاستقرار على المدى الطويل. فالهيئات الدولية والبنوك المركزية يمكن أن تؤثر على المشهد العام ولكن يبدو أن جهودها محدودة.
لذا، ومن أجل تسهيل إدارة السيولة للمؤسسات المالية الإسلامية عبر الحدود، تقدم المؤسسة الدولية الإسلامية لإدارة السيولة أدوات متاحة بسهولة، مثل الأصول عالية الجودة، والمخصصة لمساعدة المؤسسات على إدارة السيولة مع الالتزام باللوائح.
تمثل جائحة كوفيد-19 اختبارًا حقيقيًا لإدارة السيولة عبر الحدود، وهو ما يوضح أهمية وملاءمة المؤسسة الدولية الإسلامية لإدارة السيولة. وقد تم التأكيد على ذلك في الاختصاصات الإدارية، حيث تستفيد صكوك هذه المؤسسة من الإجراءات التنظيمية.
وفي ذروة الجائحة، زادت المؤسسة الدولية الإسلامية لإدارة السيولة من حجم برنامجها إلى 4 مليارات دولار أمريكي وعززت من إجمالي إصداراتها الشهرية، كما عدّلت بعض فترات السداد لتناسب احتياجات المستثمرين لآليات السيولة النقدية.
ونظرًا لأن المتطلبات التنظيمية أصبحت ذات أهمية قصوى في سياق عدم اليقين الحالي، فقد أصبحت الحاجة إلى الأوراق المالية المتوافقة مع الشريعة الإسلامية والمصنفة على أنها أصول نقدية عالية الجودة من المستوى الأول أكثر وضوحًا.
تسجيل دخول بنر